ما يُحكى وما لا يُحكى في الوسط الرياضي السوري
عروة قنواتي
كلمات سمعناها من المدرب الوطني المخضرم محمد قويض في معسكر منتخب سوريا للشباب بملعب “الفيحاء” في دمشق، خلال التمرين الذي سُمح فيه لوسائل الإعلام بالحضور وتوجيه الأسئلة للطاقم الفني واللاعبين. قال في معرض حديثه عن الاستعدادات، هنالك صعوبات ومعوقات مررنا بها بما يُحكى وما لا يُحكى.
اتصال هاتفي منذ يومين كان بيني وبين الأستاذ رافع بجبوج، الذي تم تكليفه باللجنة المؤقتة في الاتحاد العربي السوري لكرة اليد، سألته بعد المباركة عن الأوراق والملفات في الاتحاد، فقال بكل صراحة، “لم نجد أي شيء داخل مقر الاتحاد ولا في مكاتبه، لم نجد إلا سكورات المباريات في بطولة الدوري”.
و”أبو شاكر” عندما كان يتحدث عن الذي يُحكى والذي لا يُحكى كان يقصد التجاوزات التي تمت قبل مغادرة الاتحاد السابق لعمله وتقديم الاستقالة، الحديث هنا عن ضياع 13 جواز سفر للاعبي منتخب شباب سوريا، أين؟ لا أحد يعرف!
الأستاذ رافع بجبوج تحدث لي عن الكراسي والطاولات المكسرة، والأوراق والسجلات التي تم إتلاف قسم كبير منها وسحب القسم الباقي خارج الاتحاد، إلى أين؟ لا أحد يعرف!
هذا العبث والتخريب كان الفلكلور الدائم لعمل اتحادات ولجان الوسط الرياضي في البلاد، فكم من مرة أخفيت الفاكسات والإيميلات المهمة لمراسلات الاتحاد العربي السوري لكرة القدم مع الاتحاد الآسيوي والدولي، في عهد أمين السر التاريخي للاتحاد السيد توفيق سرحان؟ وكم من مرة تأخرت الحجوزات للمنتخبات الوطنية وأوراق السماح بالسفر والمشاركة في المباريات لبعض اللاعبين، نتيجة الجهل المقصود والعبث المستمر؟
تسأل نفسك ويسألك الناس، ما مصلحة المخرب والعابث بهذه التصرفات في قضية وطنية وتمثيل خارجي للمنتخبات؟ أقول لك بصراحة ويقول أصحاب الخبرة أيضًا، هذا الفلكلور المتبع هو لدق الأسافين في نعش اتحاد على حساب اتحاد سوف يأتي أو قد مضى وانتهت صلاحيته.
هذه التصرفات التي ترتقي لمرتبة الجريمة المتعمدة، كان وراءها وما زال شخصيات لطالما احتلت مراكز ومناصب حساسة في اتحادات الألعاب، لا وبل على مستوى المنظمة الرياضية بشكل عام، وهنا، كيف لك أن توجه اتهامًا ما بحق أي شخص تعلم مسبقًا ويعلم غيرك أنه متورط بكثير من قضايا الفساد، ولكنك لا تملك الدليل أو الثبوتيات التي يحتاج إليها القضاء؟
هذه العبارة التي أطلقها المدرب “أبو شاكر” والأستاذ رافع بجبوج سيتحدث ويطلق مثلها مجموعة من الشخصيات الرياضية في المرحلة المقبلة إن كانت مؤقتة أو مستقرة بانتخابات ومدة زمنية لكل اتحاد ولجنة وفريق عمل، و سيحتار أبناء الوسط الرياضي في العهد الجديد بين أن يلاحقوا ملفات الفساد والعبث والسمسرة ومن كان وراءها ومن لديه معلومة ليرشد بها القائمين على الحدث الرياضي هذه الأيام، وبين أن تُطوى هذه الملفات مؤقتًا وتتسارع الخطوات نحو إعادة العجلة الرياضية للدوران داخل البلاد بالشكل الجديد، وتبدأ التهيئة والتحضير للانتخابات البعيدة عن التكليف والتوصية ورقابة الجهات العسكرية والأمنية والحزبية لأول مرة في سوريا بعد 54 عامًا من حكم الاستبداد والطغيان.
أنا لا أشك بقدرة الشخصيات الفاعلة رياضيًا على نكش وملاحقة الفاسدين في كل مكان داخل الإطار الرياضي السوري، ولكنها ليست مهمتهم فقط، إنها مهمتنا جميعًا، الرياضة في بلادنا لم تكن يومًا قضية ثانوية أو ترفًا نخبويًا إن غاب شمسها لا تحدث ضررًا، على العكس تمامًا، رغبة الجماهير والشعب بالكامل وعطشه الدائم للإنجازات في بلاد لم تعرف من خلال حكامها وزبانيتهم إلا انتصارات الطفرة، تدل على أن الرياضة السورية كانت في حلم الشعب، وما زالت الواجهة الأولى والحقيقية للبلاد أمام المحيط وأمام العالم.
وما زلت مؤمنًا كما غيري في هذا المجال، بأن الملفات والأوراق ستفتح في يوم ما، ويبدو أنه قريب، لمحاسبة الكثير من الشخصيات التي أسهمت في كسر رياضتنا وتدمير هويتها وطبع الحزن على وجوه الرياضيين والجماهير لمصلحة ولحساب مزرعة كانت تحكمها عائلة، فعرف الشعب مصيره ودك أسوار المزرعة فاتحًا أبوابها، في حين هربت العائلة وتركت من خلفها جيشًا من الفاسدين والعابثين والمرتزقة لمصيرهم المقبل.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :