درعا – حليم محمد
انخفضت أسعار الحليب ومشتقاته من الألبان والأجبان 20%، في محافظة درعا جنوبي سوريا، منذ منتصف كانون الأول 2024.
وأرجع بعض مالكي معامل الألبان والأجبان هبوط الأسعار لتوقف توريد الحليب ومشتقاته إلى محافظة دمشق، ما أدى إلى كساد في المادة بالسوق المحلية.
وأسفر انخفاض أسعار هذه المشتقات عن خسارة مالية لمربي المواشي، خاصة أن العلف لا يزال يشهد ثباتًا في سعره.
وانخفض سعر كيلوغرام الحليب إلى 4000 ليرة سورية (32 سنتًا) بعد أن كان 5000 ليرة سورية، وانخفض سعر كيلو الجبن من 35 ألفًا إلى 20 ألف ليرة، كما انخفض سعر اللبن الرائب والمصفّى.
لا توريد إلى دمشق
تستجر مدينة دمشق يوميًا كميات من إنتاج محافظة درعا من الحليب، إذ تعتبر درعا موردًا رئيسًا لها.
قال زاهي الكور، وهو مالك محل لبيع الألبان والأجبان في مدينة درعا، إن توريد الحليب لمدينة دمشق توقف بعد سقوط نظام بشار الأسد، ما أدى إلى إغراق السوق في درعا، وانعكس ذلك على أسعاره وأسعار مشتقاته.
وأضاف زاهي لعنب بلدي، أن كميات “كبيرة” من الحليب كانت تستوردها دمشق يوميًا، وتذهب لمصلحة وزارة الدفاع والمستشفيات وغيرها، لكنها توقفت بعد سقوط النظام.
وذكر البائع أن انخفاض أسعار مشتقات الحليب، أدى إلى زيادة الإقبال على الشراء من قبل السكان، لكنه أضر بمربي المواشي.
أما خالد الكور الذي يمتلك معملًا لتصنيع الألبان والأجبان في مدينة درعا، فقال لعنب بلدي، إن ارتفاع قيمة الليرة أمام الدولار أدى إلى انخفاض أسعار المواد الأولية، ومنها البلاستيك الذي يستخدم كعبوات لتعبئة الألبان والأجبان.
وكذلك هبوط أسعار المحروقات، إذ وصل سعر ليتر المازوت إلى 13 ألف ليرة سورية، بينما تعادل 12000 ليرة سورية دولارًا واحدًا.
المربي خاسر ماليًا
اشتكى عدد من مربي المواشي في ريف درعا من أن انخفاض سعر الحليب، خاصة مع ثبات في سعر الأعلاف، أدى إلى خلل في ميزان الربح لديهم، إذ يعتبر العلف المادة الرئيسة في تكلفة الإنتاج.
يمتلك يوسف السالم ثلاث بقرات في بلدة زيزون بريف درعا الغربي، قال لعنب بلدي، إن هبوط أسعار الحليب أدى إلى خسارته ماليًا منذ شهر، إذ لم يعد يغطي سعر الحليب تكلفة شراء العلف وتكاليف العلاج.
وذكر أنه أصبح يخفف من كميات العلف، ما أدى إلى تراجع في كميات الحليب، إذ بلغ سعر كيلوغرام العلف 5700 ليرة سورية.
ناصر البدر، تاجر مواشٍ في ريف درعا، قال لعنب بلدي، إن أسعار المواشي انخفضت للنصف بعد تراجع سعر الحليب، مضيفًا أنه تعرض لخسارة مالية جراء انخفاض أسعار الأبقار، إذ اشتراها بسعر مرتفع.
وبحسب رصد مراسل عنب بلدي في درعا، انخفض سعر البقرة المنتجة للحليب من 40 مليون ليرة سورية (3200 دولار) إلى 20 مليون ليرة سورية، وسعر الخروف من أربعة ملايين ليرة إلى مليوني ليرة سورية.
تاجر المواشي أرجع هذا الانخفاض أيضًا للعوامل الجوية، إذ أدى تأخر سقوط الأمطار إلى تراجع إنبات مراعٍ جديدة، ما دفع المربين للاعتماد على التغذية بالأعلاف والتبن، والتي أصبحت مكلفة في ظل تدني سعر الحليب وغلاء سعر العلف.