دير الزور.. مخلفات الحرب تعوق عودة الأهالي
دير الزور – عبادة الشيخ
ازدادت أعداد ضحايا الألغام ومخلفات الحرب في ريف دير الزور المقسوم إلى شطرين، شرقًا حيث تسيطر “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، وغربًا حيث تسيطر حكومة دمشق المؤقتة.
عودة النازحين إلى منازلهم، تمنعها حقول الألغام التي تركتها خلفها قوات النظام السوري السابق، والميليشيات الإيرانية، إذ لا تزال تحصد أرواح المدنيين.
معظم الضحايا أطفال
وفق رصد عنب بلدي، يعتبر الأطفال أكثر ضحايا الألغام في محافظة دير الزور شرقي سوريا، منها أدت إلى الوفاة، ومنها إلى حالات بتر، كما في حالة الطفل علي الناصر، إذ بترت ساقه في حي هرابش بمدينة دير الزور.
والد الطفل دعا في حديث لعنب بلدي فرق “الدفاع المدني السوري” وحكومة دمشق المؤقتة إلى التدخل العاجل، من أجل تمشيط المنطقة وانتزاع ما قام نظام الأسد البائد بزرعه من ألغام.
الصحفي عمر خطاب المنحدر من دير الزور، قال لعنب بلدي، إن الألغام تمتد على شكل حقول في دير الزور، وتنتشر بكثرة في مناطق غرب نهر “الفرات” في بادية البوكمال ومنطقة المزارع بمدينة الميادين وباديتها وبلدات موحسن والبوليل.
وأضاف أن نسبة كبيرة موجودة في المنازل والمزارع في القرى السبع شرق “الفرات”، حيث تم تلغيم الطرقات والبيوت على امتداد عشرة كيلومترات منها.
وذكر أن معظم ضحايا تلك الألغام هم أطفال، حيث فقد أكثر من خمسة أطفال حياتهم، وأصيب أكثر من 20 طفلًا.
وقال “الدفاع المدني السوري” في تقرير له، إن 32 مدنيًا قُتلوا في سوريا، بينهم ثمانية أطفال وامرأة، وأصيب 48 مدنيًا بينهم 19 طفلًا بجروح منها بليغة، في انفجار لمخلفات الحرب والألغام، بالفترة بين 27 من تشرين الثاني 2024 و5 من كانون الثاني الحالي (خلال 38 يومًا).
بانتظار فرق متخصصة
أبدى عدد من أهالي مدينة البوكمال ممن التقتهم عنب بلدي تخوفهم من العودة إلى منازلهم، قبل دخول فرق مختصة بإزالة الألغام لتأمين المنطقة.
وذكروا أن انتشار الألغام في المدينة يشكل قلقًا، مع مخاطر خلال التنقل، خاصة مع كثرة المنازل التي كانت تتخذها الميليشيات الإيرانية مراكز لها.
أحد متطوعي “الدفاع المدني” في دير الزور، قال لعنب بلدي، إن الفرق تواجه تحديات كثيرة عقب سقوط النظام، منها انتشار الألغام في أغلب المحافظات.
وأضاف أن العمل جارٍ لتجهيز فرق تقوم بالعمل على تنظيف المنطقة من مخلفات الحرب، لافتًا إلى أن انتشار الألغام عاق عودة الأهالي.
وبحسب رصد عنب بلدي، تعمل فرق هندسة تابعة لـ”قسد” على تمشيط الطريق العام والمنازل القريبة في بلدات خشام ومراط بريف دير الزور الشرقي، لكن انتشار الألغام بكثرة يؤخر عمل تلك الفرق.
وحددت فرق “الدفاع المدني” (خلال الفترة بين 27 من تشرين الثاني 2024 و3 من كانون الثاني الحالي)، 117 حقل ألغام ونقطة توجد فيها ألغام، في محافظات حلب وإدلب وحماة واللاذقية ودير الزور.
ووضعت الفرق علامات تحذيرية حول هذه الحقول، وحذرت المدنيين منها بأساليب مختلفة، لأنها غير مختصة بإزالة الألغام، وهذا أقصى ما تستطيع فعله بالفترة الحالية، وفق “الدفاع المدني”.
الصحفي فواز العطية، قال لعنب بلدي، إن مناطق دير الزور بحاجة لحملات توعية، لافتًا إلى وجود دعوات عبر مواقع التواصل لكنها غير كافية.
وذكر أنه تم التواصل مع منظمات دولية مختصة بإزالة الألغام، ولم تبدِ أي استجابة بسبب الظروف الأمنية المتوترة السائدة في المنطقة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :