دول غربية تحذر من تعيين “أجانب” بالجيش السوري

  • 2025/01/11
  • 2:36 م
وزير الدفاع السوري الجديد مرهف أبو قصرة يتوسط قادة فصائل عسكرية معارضة بعد جلسات تنظيمية عقدت لبدء عملية انخراط الفصائل في وزارة الدفاع- 11 كانون الثاني 2025 (سانا)

وزير الدفاع السوري الجديد مرهف أبو قصرى يتوسط قادة فصائل عسكرية معارضة بعد جلسات تنظيمية عقدت مع لبدء عملية انخراط الفصائل في وزارة الدفاع- 11 من كانون الثاني 2025 (سانا)

حذر مبعوثون أمريكيون وفرنسيون وألمان الإدارة الجديدة في سوريا من أن تعيينها لـ”جهاديين أجانب” في مناصب عسكرية عليا يمثل “مصدر قلق أمنيًا وسيئًا” لصورتها في الوقت الذي تحاول فيه إقامة علاقات مع دول أجنبية.

ونقلت وكالة “رويترز“، الجمعة 10 من كانون الثاني، عن مسؤول أمريكي قوله، إن التحذير الذي وجهته الولايات المتحدة، يأتي في إطار الجهود الغربية لدفع الزعماء السوريين الجدد إلى إعادة النظر في هذه الخطوة.

وأضاف المصدر أن التحذير صدر خلال اجتماع بين المبعوث الأمريكي دانييل روبنشتاين، وقائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، في 8 من كانون الثاني الحالي، بدمشق.

وأضاف المسؤول أن هذه التعيينات “لن تساعدهم في تعزيز سمعتهم في الولايات المتحدة”.

مسؤول ثانٍ مطلع على المحادثات، قال لـ”رويترز”، إن وزيري خارجية فرنسا وألمانيا جان نويل بارو، وأنالينا بيربوك، تطرقا أيضًا إلى قضية المقاتلين الأجانب المجندين في الجيش خلال اجتماعهما مع الشرع، في 3 من كانون الثاني الحالي.

وتضم “هيئة تحرير الشام” المهيمنة على صنع القرار في دمشق، و”الجماعات الجهادية” المتحالفة معها، العديد من المقاتلين الأجانب في صفوفها، ممن قدموا إلى سوريا بعد اندلاع الثورة السورية قبل 13 عامًا.

وتنظر العواصم الغربية عمومًا إلى المقاتلين الأجانب باعتبارهم تهديدًا أمنيًا رئيسًا، لأنها تشتبه في أن بعضهم قد يسعى إلى تنفيذ هجمات في بلدانهم الأصلية بعد اكتساب الخبرة في الخارج، وفق “رويترز”.

ونقلت الوكالة عن مسؤولين في الإدارة السورية الجديدة (لم تسمّهم) أن المقاتلين الأجانب “قدموا تضحيات” للمساعدة في الإطاحة بالأسد وسيكون لهم مكان في سوريا، وأضافوا أنه “يمكن منحهم الجنسية”.

ومنذ الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، تتعاون الولايات المتحدة ودول أوروبية وأخرى عربية مع الإدارة الجديدة لمحاولة الدفع باتجاه انتقال سياسي شامل، والتعاون في مكافحة الإرهاب والحد من النفوذ الإيراني في المنطقة.

وأمس الجمعة، أعلنت الخارجية الأمريكية عن اجتماع ضم وزراء خارجية كل من أمريكا وإيطاليا وبريطانيا، والممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي، ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية، ومديرة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الفرنسية آن جريللو، والمدير السياسي الألماني غونتر سوتر، لمناقشة الأوضاع في سوريا.

ووفق ما أوردته الخارجية الأمريكية نقلًا عن الوزير أنتوني بلينكن، أكد المجتمعون على الحاجة لاحترام جميع الجماعات في سوريا لحقوق الإنسان، ودعم القانون الإنساني الدولي، وضمان عدم تشكيل سوريا تهديدًا لجيرانها أو استخدامها كقاعدة للإرهاب، واتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة لحماية المدنيين، بمن في ذلك الأقليات.

“جهاديون” وأجانب في الجيش

في 31 من كانون الأول 2024، قال مصدران سوريان لوكالة “رويترز“، إن الإدارة الجديدة ضمت بعض المقاتلين الأجانب بينهم أويغور وأردني وتركي إلى القوات المسلحة في الوقت الذي تحاول فيه دمشق تشكيل جيش محترف من خليط من جماعات المعارضة.

ولم تستجب الإدارة السورية الجديدة لطلبات التعليق حول تعيينات الأجانب في الجيش، في حين قالت المصادر لـ”رويترز” إنه من إجمالي نحو 50 وظيفة عسكرية أعلنت عنها وزارة الدفاع، ذهبت ست منها على الأقل إلى أجانب.

على مدار الأسابيع الماضية، انتشرت قرارات ترفيع لضباط عبر مواقع التواصل الاجتماعي لم تتمكن عنب بلدي من التحقق من صحتها بالكامل، وتضمنت ترفيع قادة في فصائل المعارضة بعضهم لا ينحدرون من خلفية عسكرية، أبرزهم وزير الدفاع المعيّن حديثًا.

الرتب العسكرية الأعلى للترفيع كانت رتبة لواء، ومنحت إلى مرهف أبو قصرة، المعروف سابقًا بلقب “أبو حسن 600″، وهو ليس ضابطًا سابقًا، وكان قائد الجناح العسكري لـ”هيئة تحرير الشام”، التي تعتبر أبرز الفصائل ضمن “إدارة العمليات العسكرية”.

اللواء الآخر هو الرائد المنشق عن جيش النظام السابق عام 2012، علي نور الدين النعسان.

وعين مرهف أبو قصرة وزيرًا للدفاع، وعلي النعسان قائدًا لهيئة الأركان، ولم يصدر بعد قرار يخص مناصب باقي الشخصيات التي أعلن عن ترفيعها.

وشمل الترفيع الأول مع أبو قصرة والنعسان، ترفيع خمسة أشخاص لرتبة عميد، و42 شخصًا لرتبة عقيد، تبعه ملحق للقرار الذي حمل “الرقم 8” ترفيع ستة أشخاص لرتبة عميد.

قرار ترفيع ضباط في الجيش السوري الذي يعاد تشكيله حديثًا يتضمن أسماء لأجانب، ولم يرد عبر المعرفات الرسمية للحكومة الجديدة.

مقالات متعلقة

  1. التعزية بالظواهري.. تحول سياسي لـ"تحرير الشام" أم ارتباط بـ"الجهادية"؟
  2. "الجولاني".. من التشدد إلى الاعتدال
  3. "الجولاني": المقاتلون الأجانب جزء منّا وتنظيم "الدولة" يغذي “الإسلاموفوبيا"
  4. ما الذي يبعد "الجولاني" عن مرمى ضربات التحالف

سوريا

المزيد من سوريا