درعا.. وجود إسرائيلي يعطل مصالح مزارعين

  • 2025/01/10
  • 1:41 م
وادي اليرموك من جهة بلدة كويا بريف درعا - 3 من كانون الثاني 2025 (عنب بلدي /حليم محمد)

وادي اليرموك من جهة بلدة كويا بريف درعا - 3 من كانون الثاني 2025 (عنب بلدي /حليم محمد)

لم يتمكن مربو النحل ومزارعون في وادي معرية بريف درعا الغربي من متابعة أعمالهم، منذ احتلال القوات الإسرائيلية للجزيرة (تلة غربي البلدة)، بعد سقوط نظام الأسد، في 8 من كانون الأول 2024.

وأرجع عدد من مربي النحل والمزارعين عدم مراجعة حقولهم لرفضهم المرور بالجزيرة، وتسجيل أسمائهم لدى القوات الإسرائيلية، حيث طلبت القوات مراجعة الأشخاص للنقطة العسكرية في الجزيرة ذهابًا وإيابًا.

في 10 من كانون الأول 2024، تقدمت قوة عسكرية إسرائيلية واستولت على الجزيرة وهي عبارة عن تلة غربي بلدة معرية، تشرف على وادي الرقاد من جهة الشمال، ووادي اليرموك والحدود الأردنية جنوبًا، وتطل على الحدود السورية شرقًا، وحدود الجولان السوري غربًا.

وجود قوات إسرائيلية في الجزيرة يجعلها تشرف على معظم أراضي وادي معرية، الذي يُزرع بالخضراوات “الباكورية”، ويقصده مربو النحل شتاء بسبب دفء موقعه وملاءمته لتربية النحل، كما تعتبر أراضية مرعى للمواشي في المنطقة.

قبل سقوط النظام، كانت قوات النظام السوري تتخذ الجزيرة نقطة عسكرية لحرس الحدود.

خسائر بالملايين

يوجد في وادي معرية نحو 2500 خلية نحل، تعود ملكيتها للمربين من مختلف مناطق حوض اليرموك، وفق مربين قابلتهم عنب بلدي.

يمتلك موفق الحفري من سكان بلدة معرية 50 خلية نحل في وادي اليرموك، قال إنه لم يراجع خلاياه منذ نحو 30 يومًا.

وذكر أن وجود النقطة العسكرية الإسرائيلية عاق وصوله إلى خلايا النحل، خاصة بعد طلبها من المزارعين مراجعة النقطة في الذهاب والإياب إلى الوادي.

ويتخوف المربي على مصير خلاياه، إذ تحتاج الخلية لمراجعة دائمة للتغذية بمحلول السكر لعدم وجود مراعٍ طبيعية حاليًا، كما أن الخلايا بحاجة للأدوية وفحص الإطارات والشمع وغيرها من أعمال المتابعة.

وقدّر الحفري خسارته بما يقارب 75 مليون ليرة سورية (6700 دولار أمريكي)، وهو يعتمد على تربية النحل وبيع العسل كمصدر رئيس في تأمين دخل أسرته.

خضراوات مزروعة في وادي اليرموك من جهة بلدة كويا بريف درعا – 3 من كانون الثاني 2025 (عنب بلدي /حليم محمد)

مربي نحل آخر لديه 100 خلية (طلب عدم الكشف عن اسمه)، قال لعنب بلدي، إن خسارته في حال لم يتمكن من الوصول إلى خلاياه تفوق الـ150 مليون ليرة سورية (13 ألف دولار).

يرفض المربي وجود النقطة الإسرائيلية ويعتبر الذهاب إليها بمثابة اعتراف في وجودها، لذلك فضّل خسارة خلايا النحل على التعامل مع القوة الإسرائيلية المحتلة للجزيرة.

وأضاف أن لا ميثاق لوعود هذه القوات، إذ يتخوف من أن تتعامل عسكريًا أو تطلق النار في أي لحظة على المزارعين أو مربي النحل.

وذكر أن عددًا من الوجهاء ومربي النحل تواصلوا مع قوات “اليونيفل” الموجودة في بلدة جملة غربي حوض اليرموك لمرافقة المربين وسحب خلاياهم من الوادي، لكن قوات “اليونيفل” طلبت خطابًا رسميًا من الحكومة السورية، لتخاطب به إسرائيل من أجل تنفيذ هذا المطلب.

وادي اليرموك من جهة بلدة كويا بريف درعا – 3 من كانون الثاني 2025 (عنب بلدي /حليم محمد)

توقف عن الزراعة

يعتمد مزارعو القرى الحدودية في كويا ومعرية وبيت أرة على الزراعة “الباكورية” في وادي اليرموك، وهي تعتبر مصدر رزقهم الوحيد.

لم يتمكن محمد الأحمد من زراعة الكوسا لهذا الموسم في أرضه (50 دونمًا)، وقال إنه اشترى شبكة ري حديثة وبذارًا وأسمدة، لكن وجود قوات إسرائيلية منعه من الزراعة.

وقال لعنب بلدي، إن الدونم الواحد من الكوسا أنتج محصولًا بنحو سبعة ملايين ليرة سورية (636 دولارًا) في الموسم الماضي، لكنه لن يجمع هذا الموسم أي مردود.

وذكر أن المحصول يحتاج للمتابعة اليومية، كما يحتاج للحراسة ليلًا من الخنازير البرية، وهذا الأمر صعب في ظل وجود النقطة الإسرائيلية.

ويستفيد المزارعون من الخضراوات “الباكورية”، كونها تنضج مبكرًا وتباع بأسعار مرتفعة، وتعد البندورة والكوسا والفاصولياء والبطيخ الأصفر والبازلاء من أبرز الأصناف المزروعة.

وتمكن مزارعو كويا وبيت أرة والقصير من الزراعة كون النقطة الإسرائيلية لا تطل عليهم.

ومنذ احتلال الجيش الإسرائيلي لمنطقة الجزيرة، عملت قواته على اقتحام بلدات معرية وجملة وبيت أرة وعابدين، ودخلت على أطراف بلدات معرية وجملة ودمرت عربة “BMB” وبعض الأسلحة في محيط البلدة.

وطالبت إسرائيل من وجهاء في هذه البلدات مراجعة النقطة العسكرية في الجزيرة لإملاء بعض الشروط، ومنها ضبط السلاح عبر تسليمه لجهة رسمية، وعدم إيواء غرباء ومراجعة النقطة العسكرية في الجزيرة من قبل المزارعين.

اقرأ أيضًا: درعا.. بلدات حدودية تتخوف من هجوم إسرائيلي

مقالات متعلقة

  1. درعا.. بلدات حدودية تتخوف من هجوم إسرائيلي
  2. مصالحة ريف حمص "طاقة فرج" لنحالي سوريا هذا الموسم  
  3. سوريا.. 14 ألف مربي نحل فقط وإنتاج العسل ينخفض إلى أقل من النصف
  4. جفاف ومشكلات أمنية.. موسم العسل يتراجع في درعا

سوريا

المزيد من سوريا