في ظل الإدارة الجديدة

العلاقات وفرص التعاون بين دمشق وأبو ظبي

وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ونظيره الإماراتي عبد الله بن زايد (من اليسار إلى اليمين) - 6 من كانون الثاني 2025 (سانا)

camera iconوزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ونظيره الإماراتي عبد الله بن زايد (من اليسار إلى اليمين) - 6 من كانون الثاني 2025 (سانا)

tag icon ع ع ع

ضمن جولة من الزيارات الخارجية، التقى وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني نظيره الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان، ضمن وفد سوري شمل كلًا من وزير الدفاع مرهف أبو قصرة ورئيس الاستخبارات أنس خطاب.

الزيارة هي الثالثة من نوعها على مستوى الزيارات الخارجية للإدارة السورية الجديدة، والثانية على صعيد التواصل الدبلوماسي مع الإمارات.

أول تواصل بين الإدارة السورية الجديدة التي تسلمت الحكم بعد سقوط النظام والإمارات، كانت في 23 من كانون الأول 2024، خلال اتصال هاتفي جرى بين الشيباني ونظيره بن زايد.

وبارك وزير الخارجية الإماراتي بن زايد لنظيره السوري تسلمه منصبه وبحثا سيل التنسيق المشترك بين البلدين في كافة المجالات، بحسب بيان وزارة الخارجية السورية.

وفي 6 من كانون الثاني، التقى الشيباني والوفد السوري بممثلين من حكومة الإمارات في العاصمة أبوظبي وعلى رأسها وزير الخارجية بن زايد.

الوفدان بحثا سبل تعزيز العلاقات بين البلدين في المجالات ذات الاهتمام المشترك، إضافة إلى مجمل التطورات في سوريا والأوضاع الإقليمية.

وفد سوري يزور الإمارات

“مؤشر إيجابي”

الباحث في الاقتصاد السياسي  في مركز “عمران” للدراسات، أيمن الدسوقي، يرى أن زيارة الوفد السوري للإمارات، مؤشر إيجابي لإعادة انتعاش سوريا على المستوى السياسي والاقتصادي.

ومن جانب آخر، يعتقد السوقي أن من المبكر الحكم على مآل مسار العلاقة بين الإمارات والسلطة الجديدة في دمشق.

وأشار الدسوقي في حديثه لعنب بلدي، إلى أن دعوة الإمارات السلطة الجديدة لزياتها، مؤشر على تغليبها الانخراط الإيجابي مع السلطة الجديدة وإعطائها فرصة، والحكم عليها من خلال سلوكها، لتحديد خيارات أبو ظبي وتوضيح ملامح العلاقات.

ما هي مخاوف الإمارات؟

توازن أبو ظبي مخاوفها حيال السلطات الجديدة والوضع الإقليمي حول سوريا، مع المكاسب المحققة من سقوط النظام، المتمثلة بتراجع المحور الإيراني في المنطقة، واستقرار الإقليم اقتصاديًا، بحسب ما يرى الدسوقي.

ويتعلق موقف الإمارات تجاه إدارة سوريا الجديدة بثلاثة عوامل رئيسية، وفق الباحث.

يعود العامل الأول إلى مدى قدرة الإدارة السورية الجديدة من تبديد مخاوف الإمارات عبر اتخاذ خطوات جدية في سبيل تحقيق ذلك.

ويتعلق العامل الثاني، بموقف دول الإقليم تجاه سوريا، واستمرارية دمشق كساحة للتنافس أو التعاون بين هذه الدول.

ويسحب العامل الثالث، إلى موازنة حسابات صناع القرار في الإمارات تجاه المكاسب والمخاطر الناشئة عن الوضع في سوريا وإدارتها الجديدة.

الإمارات قبل سقوط الأسد

وقبل سقوط النظام السوري، كان موقف الإمارات من المعارضة السورية ضبابيًا، ولم تقطع علاقتها مع الأسد، رغم ما شابها من فتور في بعض الأحيان.

وفي أول زيارة له لدولة عربية بعد 2011، زار بشار الأسد دولة الإمارات في 18 من آذار 2022.

وفي آخر تواصل بين حكومة أبو ظبي والرئيس المخلوع بشار الأسد، جرى اتصال هاتفي بين الأخير ورئيس الدولة في الإمارات، محمد بن زايد، في 31 من تشرين الثاني 2024، بعد أيام من عملية “ردع العدوان” التي أطاحت بحكم الأسد.

وأكد حينها بن زايد، على وقوف دولته في مواجهة ما أسماه “الإرهاب والتطرف”، مشددًا على تضامن الإمارات مع موقف النظام السابق، مما يشي بتأييد أبو ظبي لبشار الأسد، حينها.

وبحسب ما يعتقد الدسوقي، تتميز الدبلوماسية الإماراتية بـ”مرونة عالية”، تجعلها قادرة على إعادة التموضع والتكيف مع المتغيرات التي تطرأ على المشهد الإقليمي والدولي.

ويضيف الباحث في مركز “عمران”، أن هذا التغير يظهر من خلال التكيف مع الوقائع الحالية في دمشق عقب سقوط نظام الأسد، وتولي سلطة جديدة بخلفية إسلامية للحكم.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة