أعلنت الحكومة العراقية إنهاء بناء 400 كيلومتر من الجدار “الكونكريتي” (الأسمنتي) بين الحدود العراقية والسورية.
وقال رئيس خلية الإعلام الأمني، اللواء تحسين الخفاجي، لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إن الحدود مع سوريا محصنة، مؤكدًا التوجه لزيادة القطعات الأمنية على الحدود.
وأشار الخفاجي إلى استمرار العمل بالجدار “الكونكريتي” على طول الحدود العراقية السورية البالغ 615 كيلومترًا، حيث تم إنهاء 400 كيلومتر منه، وباقي 210-215 كيلومترًا سيتم إكماله بوقت لاحق منتصف العام وإنهاء أي ثغرة أمنية على الحدود.
وأضاف الخفاجي أن وزارتي الداخلية والدفاع وقيادة العمليات المشتركة و”هيئة الحشد الشعبي”، “اتخذت إجراءات مشددة مكنتنا من تحصين الحدود مع الجانب السوري منذ حوالي أكثر من ثلاث سنوات”.
وأكد المسؤول العراقي أن هناك توجهًا لزيادة القطعات في تلك المنطقة، “بالإضافة إلى العمل الذي تقوم به القوات الأمنية على مدار 24 ساعة من خلال الجهد الاستخباراتي ومتابعة ملاحقة الخلايا النائمة، فضلًا عن الضربات الجوية المستمرة ضد تنظيم (الدولة)”.
وأشار إلى أن “استقرار الحدود العراقية السورية كبير جدًا من ناحيتنا، إذ لا نسمح بأن يكون هناك أي خروقات باتجاه العراق”.
كانت وزارة الداخلية العراقية أعلنت، في 5 من تشرين الثاني 2024، عن خطة لتوسيع بناء جدار أسمنتي على حدود العراق مع سوريا.
وقال قائد قوات الحدود العراقية، محمد عبد الوهاب سكر، إن الخطة تشمل بناء جدار “كونكريتي” (أسمنتي) يمتد لأكثر من 100 كيلومتر، شمال وجنوب نهر الفرات، بين منطقة طريفاوي غربي محافظة الأنبار العراقية المقابلة لمدينة البوكمال بريف دير الزور.
يعتبر الإجراء الثاني من نوعه الذي تتخذه بغداد بعد إكمال جدار أمني أسمنتي وأسلاك شائكة نهاية عام 2023 بين بلدة ربيعة ومدينة سنجار بمحافظة نينوى العراقية مقابل مدينة الحسكة التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).
اتخذت الحكومة العراقية خلال السنوات الماضية مجموعة إجراءات لتأمين حدودها مع سوريا، منها نصب كاميرات حرارية، وحفر خنادق، ونصب جدار “كونكريتي” لمنع تسلل “الإرهابيين”.
وأطلق العراق فعليًا، في عام 2020، بدعم غربي، مشروعًا لتأمين الحدود مع سوريا المحاذية لمحافظتي الأنبار ونينوى، التي لا تزال تشهد عمليات تسلل، فضلًا عن أنشطة تهريب المخدرات القادمة من الأراضي السورية.
يشترك العراق مع سوريا في أربعة معابر رسمية، هي “سيمالكا” في منطقة الخابور بمحافظة دهوك، و”ربيعة” الذي يربط بين محافظتي نينوى والحسكة، ومعبرا “البوكمال- القائم” و”الوليد- التنف” اللذان يربطان الأنبار ودير الزور.
في 26 من كانون الأول 2024، زار وفد أمني عراقي، برئاسة رئيس المخابرات العراقية، حميد الشطري، العاصمة السورية دمشق، والتقى مع رئيس الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، ضمن أول زيارة يجريها وفد حكومي عراقي إلى سوريا منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع، بشار الأسد.
وكشف مستشار رئيس الوزراء العراقي للعلاقات الخارجية، فرهاد علاء الدين، أن الهدف من زيارة الوفد العراقي إلى دمشق، هو الاطلاع على التطورات الأخيرة في سوريا وكيفية تعامل الإدارة السورية الجديدة مع القضايا التي تهم العراق، مضيفًا أن “الجانب الأمني المتعلق بالحدود ومكافحة تنظيم (الدولة) هي واحدة من القضايا التي تهم العراق”.
وأشار المسؤول العراقي إلى أن الحكومة العراقية “أعربت عن قلقها من تطورات الأوضاع في سوريا لوجود تنظيمات مسلحة وعناصر تنظيم (الدولة)، وبدأت عمليات لتعزيز الأمن على الحدود المشتركة”.