رئيس مجلس إدارة المشروع لعنب بلدي:

هوية سوريا البصرية الجديدة تجمع بين الأصالة والابتكار

جانب من الرموز التاريخية في سوريا (تعبيرية)

camera iconجانب من الرموز التاريخية في سوريا (تعبيرية)

tag icon ع ع ع

مع بداية مرحلة جديدة في تاريخ سوريا، أطلقت حكومة دمشق المؤقتة مشروع تصميم هوية بصرية جديدة تعكس الوجه الحقيقي لسوريا، متجاوزة إرث النظام السابق الذي استغل الهوية البصرية كأداة سياسية.

ويهدف المشروع الذي يديره مصممون مختصون إلى صياغة رؤية مبتكرة تجمع بين التراث والحداثة، تعكس التنوع الثقافي والحضاري وتمثل مكونات الشعب السوري بكافة أطيافه.

آلية عمل دقيقة

قال وسيم قدورة، رئيس مجلس إدارة مشروع إعادة بناء الهوية البصرية للجمهورية العربية السورية، لعنب بلدي، إن عملية إعادة بناء هوية العلامة لأي جهة، سواء كانت شركة أو دولة، تخضع لآليات عمل دقيقة ومعقدة.

وأضاف أن هذه العملية تعتمد على دراسات وأبحاث متعمقة تشمل جميع جوانب العمل، بدءًا من تحليل السوق والمنافسين والفئة المستهدفة، وصولًا إلى دراسة سلوك الموظفين والعوامل المؤثرة الأخرى، بهدف الوصول إلى مخرجات ملائمة تعكس هوية الكيان بشكل صحيح.

ويتسم مشروع إعادة بناء الهوية البصرية لسوريا بحساسية ومتطلبات خاصة، كونه يرتبط بمكونات الهوية الوطنية.

وتبدأ عملية البناء بدراسة شاملة للهوية الحالية، مع تحليل جذورها الثقافية والاجتماعية والسياسية، وفهم الرموز الوطنية والشعبية التي تشكلت على مر السنين وانعكست في التصاميم البصرية.

ثم يتم العمل على صياغة رؤية جديدة تجمع بين الأصالة والابتكار، مع التركيز على الاستدامة والتوجه نحو المستقبل، والحفاظ على القيم الوطنية، وفقا لقدورة.

بين التراث والحداثة 

للهوية البصرية أهمية بالغة على العديد من المستويات والأصعدة، خصوصًا في هذه الفترة التاريخية والمفصلية بعد زوال النظام في سوريا، إذ إنها ستمثل واجهة الدولة وتعكس غناها التاريخي والثقافي، والقيم والتطلعات المستقبلية.

وعادة ما تمثل الهوية البصرية الرابط بين المواطن ودولته من خلال عناصرها اللونية والشكلية و”التايبوغرافية”، التي يمكن ملاحظتها في مختلف الدول المتقدمة، وتعبر عن الانتماء، بحسب قدورة.

وتابع قدورة، بما أن الهوية البصرية هي انعكاس لقيم الدولة وثقافتها، فهي تعتبر سفيرة لنا في تعزيز صورتنا الداخلية والخارجية، وتبرز أيضاً تفردنا بين الأمم.

من جانبه، يرى المصمم محمد سلواية أن أحد أبرز المزايا التي تميز سوريا هو تنوعها الثقافي والحضاري والتاريخي، مشيرًا إلى أن مستقبل سوريا لا ينبغي أن يكون مجرد انعكاس لهذه التعددية، بل يجب أن يكون مبنيًا على رؤية عصرية ومتطورة تمثل الشعب السوري بكل عظمته.

وأكد سلواية أن الهوية البصرية ليست مجرد شعار وعناصر بصرية، بل هي الواجهة التي تمثل رؤية وشخصية ومميزات البلد، مضيفا أن أهمية الهوية البصرية للدولة تتجلى في قدرتها على تمثيل البلد داخليًا وخارجيًا، سواء على المستوى السياسي أو الثقافي، فضلاً عن تأثيرها الكبير في جذب الاستثمارات الأجنبية والعربية وتعزيز السياحة.

ويعتبر قدورة النسيج السوري تحديا كبيرًا وفرصة، فالتعددية السياسية والإجتماعية والعرقية تفرض التمعن والتفكير في كل عنصر يتم دمجه في الهوية البصرية، كمان أنها فرصة لإبراز فسيفساء الشعب السوري وثراءه الحضاري.

وعبر عن أمله بأن تنقل الهوية البصرية الجديدة رسالة وواقع الشعب السوري، ورغبته في التقدم والسلام والتطور، جنبًا إلى جنب مع بقية الدول في جميع المجالات.

ويعتقد قدورة أن التحدي الأكبر الذي سيواجههم أثناء تصميم الهوية، هو تحقيق التوازن بين التراث والحداثة، فالتعددية الثقافية للمجتمع السوري تجعل هذه المهمة أكثر تعقيدًا، إذ يتطلب الأمر تصميم هوية شاملة تمثل جميع الأطياف، وتعكس تطلعات الشعب السوري بجميع مكوناته.

من هوية نظام إلى هوية بلد

وأجاب سلواية عند سؤاله عن التغيير المتوقع في الهوية البصرية، بأنه سيكون جذريا نظرًا لعدم وجود هوية حقيقية في سوريا، واقتصار هوية سوريا على صور عائلة الأسد وحزب البعث والجيش، بعيدًا عن حقيقة سوريا وعظمة تاريخها.

ولعبت الهوية البصرية دورًا محوريًا في تشكل الصورة الذهنية لسوريا خلال حكم آل الأسد، إذ وظفت العناصر البصرية بشكل استراتيجي لتعزيز هيمنة النظام وترسيخ رمزيته.

وتمثلت في الشعارات الوطنية واللوحات الجدارية وصور الرئيس، والتي كانت تحتل الأماكن العامة والمكاتب والمدارس.

وصممت شعارات مثل “منحبك”و “قائدنا للأبد حافظ الأسد” و” الأمة العربية الواحدة”، ما جعل من الرسائل البصرية أداة سياسية، أكثر من كونها تعبر عن وطن.

وكان التوجه الأحادي للهوية البصرية للنظام يتجاهل التعددية الثقافية والدينية في سوريا، ما أدى إلى تهميش الموروث الثقافي والفني الغني في البلاد، إلا أن سقوط نظام الأسد فتح المجال أمام إعادة تعريف الهوية البصرية للبلاد بشكل يعكس تاريخ سوريا وتنوعها الثقافي.

وفيما يتعلق بالمعايير التي سيتم اعتمادها لاختيار فريق العمل، أشار سلواية إلى أن الجودة والكفاءة والخبرة هي الأسس التي سيتم من خلالها اختيار المتطوعين، إذ تم تلقي أكثر من 2500 طلب تطوع، مضيفًا أن مجموعة تتراوح بين 50 إلى 100 شخص سيختارون للمشاركة في هذا المشروع.

وكانت إدارة فريق تطوير هوية سوريا قد أعلنت في 28 من كانون الأول 2024، بدء استقبال طلبات التطوع في مشروع بناء هوية سوريا الجديدة، في الاختصاصات اللازم توفرها لإكمال المشروع.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة