السوبر الإيطالي والإسباني.. بين الديربي والكلاسيكو

عروة قنواتي

انطلقت مسابقة السوبر الإيطالي قبل يومين في المملكة العربية السعودية التي اعتادت ملاعبها الشهيرة استضافة الحدث الإيطالي المميز في النسخ السابقة، ومع نهاية السوبر الإيطالي، في 6 من كانون الثاني الحالي، تتجه الأنظار إلى كأس السوبر الإسباني في المملكة أيضًا، والجماهير العربية تشتاق إلى كلاسيكو جديد مع بداية العام 2025، بحسب نتيجة القطبين الشهيرين (برشلونة وريال مدريد) في الدور نصف النهائي للمسابقة.

بنكهة الكالتشيو كان إنتر ميلان أول الواصلين لنهائي السوبر بعد أن تجاوز حاجز الفيولا بهدفين نظيفين وقع عليهما الظهير الهولندي دومفريس في الشوط الثاني من المواجهة، وعلى الرغم من تراجع مستوى لاوتارو مارتينيز نجم البوابة الهجومية في النيراتزوري وإضاعته العديد الفرص، فإن الإنتر فرض هويته على اللقاء، وأكد حضوره لانتزاع اللقب التاسع تاريخيًا والرابع على التوالي في المسابقة، ليقتسم صدارة ترتيب الفرق الأكثر حصولًا على اللقب مع السيدة العجوز نادي يوفنتوس بـ9 ألقاب.

على الضفة الثانية، كاد أصدقاء المدرب موتا أن ينجزوا مهمة اللحاق بإنتر ميلان نحو النهائي بعد تقدمهم بهدف في شباك اي سي ميلان، إلا أن 5 دقائق من لهيب كروي وسرعة في الهجوم الميلاني بددت نشوة الفوز في عيون لاعبي اليوفي، وتم قلب الطاولة تمامًا بهدفين مقابل هدف، ليكون الميلان على موعد مع خصمه وجاره في ديربي الغضب كما يطلق عليه عالميًا، حيث يتطلع المدرب كونسيساو للقفز بالميلان نحو منصة التتويج للمرة الثامنة في تاريخ المسابقة ومجاورة خصمه على سلم ترتيب المسابقة، فتبقى الأفضلية في صدارة المسابقة للسيدة العجوز.

كسبنا مشاهدة الديربي إذًا بنغمة إيطالية ميلانية خالصة، ماذا عن السوبر الإسباني؟ هل يأذن لنا العام الجديد في أول أيامه بكلاسيكو الأرض؟

تنطلق، في 8 من كانون الثاني الحالي، منافسات كأس السوبر الإسباني بضيافة سعودية لأقطاب السوبر هذا العام، وهم برشلونة صاحب الألقاب الأكثر في سلم المسابقة بـ14 لقبًا، وريال مدريد صاحب المركز الثاني بـ13 لقبًا، وحامل لقب النسخة السابقة أتلتيك بلباو وله 3 ألقاب في تاريخ البطولة، وريال مايوركا وله لقب وحيد.

وعلى هدير التبدلات والتحولات في سلم ترتيب بطولة الدوري وقفز النادي الملكي نحو الصدارة بعد الفوز على فالنسيا، في 3 من كانون الثاني الحالي، بالمباراة المؤجلة بهدفين لهدف، ونزيف النقاط غير المفهوم من مجموعة السيد هانز فليك في برشلونة، والتي وضعت الفريق في المركز الثاني، تدور أمنيات الجماهير العاشقة للفريقين بمشاهدة كلاسيكو جديد قبل أن يأتي أوان كلاسيكو الإياب في الدوري، حيث حسم برشلونة مواجهة الذهاب برباعية نظيفة في معقل النادي الملكي.

لقب تحفيزي في منتصف الموسم تستعد له خزائن الأندية الأربعة بنسب متفاوتة وبحسب جاهزيتها وأسماء نجومها في أرض الملعب، ومن يتابع مسيرة المباريات الأخيرة في الدوري يدرك أن الفريق الكتالوني ليس على ما يرام، وأن المدرب فليك عجز عن تحويل نزيف النقاط بالهزائم إلى تعادلات كأضعف الإيمان، بعد الانطلاقة المميزة في الموسم والتي نالت استحسان القارة الأوروبية بخليط الشباب مع المخضرمين، والنتائج المهمة والمباشرة التي حققها الفريق في دوري الأبطال والليغا خلال الأسابيع الأولى للبطولتين.

هذه العوامل تجعل من مهمة الفريق صعبة في حال تخطيه عقبة بلباو، الأربعاء، في نصف النهائي، لأن النادي الملكي وبعد تعافيه من ناحية المستوى وأداء التخطيط للفريق مع السيد كارلو أنشيلوتي لا يريد أن يتلقى هزيمة جديدة في الكلاسيكو تنعش آمال وهمة خصمه برشلونة في العودة للدوري والشامبيونز ليغ، على العكس تمامًا، حال السيد أنشيلوتي حال المنتظر في النهائي على الرغم من مواجهته لريال مايوركا، الخميس، في نصف النهائي، ولا مستحيل في كرة القدم إن آمن أبناء مايوركا بقدرتهم على هزيمة الريال والتوجه للنهائي واستكمال حلم الصعود لمنصة التتويج للمرة الثانية تاريخيًا.

ريال مدريد بأوراقه الحاضرة نحو السوبر الإسباني يبدو الأقرب لنيل اللقب، ويأتي من بعده برشلونة بنسبة أقل، فيما تبدو نسبة بلباو ومايوركا الأقل رهانًا وحظًا، ونحن نهتم لشأن الكلاسيكو أكثر لنكسب المتعة والندية والأداء بجودة عالية في نهائي السوبر، كلاسيكو الأرض في النهائي؟ لربما!