“الأجهر”.. عين على كنوز إفريقيا

عمرو سعد في أحد مشاهد مسلسل "الأجهر"
tag icon ع ع ع

في المسلسل المصري “الأجهر” تناول جديد لفكرة وآلية السرقة خارج الحدود بصورة تراوح بين المبالغة والواقعية، وتأخذ السرقة إلى مفهوم النهب والاستيلاء.

تدور أحداث العمل المكون من 30 حلقة حول يوسف، اليافع الذي يتهم ظلمًا بقتل والدته، قبل أن يفر لاحقًا من السجن ويتجه إلى حياة مختلفة تحول فيها ذلك اليافع إلى شاب ضيّع طريق العائلة واهتدى إلى رجل علّمه مهنة صناعة وصياغة الأحجار والمعادن الثمينة والكريمة.

مدارك الشاب حول هذه المهنة لم تكن محصورة بين جدران المحل الذي عمل به، فعن طريق سعداوي، وهو رجل آمن به وقوّى عوده، يتجه الشاب إلى إحدى الدول الإفريقية للبحث عن مناجم للأحجار الكريمة، ثم العمل على تهريب كميات منها إلى مصر، بعد التعاقد مع رجال أعمال كبار قادرين على منح هذه الأحجار أوراق تسجيل تجارية قانونية.

هذه المهمة المحفوفة بالمخاطر في إفريقيا ومصر بالنسبة للشاب تقوده نحو مغامرات لم تكن محسوبة يحاول تجاوزها بصعوبة لتظهر أخرى جديدة في الوقت الذي يشكل به البحث عن إخوته الضائعين بعد غيابه هاجسًا يؤرقه.

ككثير من الأعمال المصرية، يبالغ المسلسل في تصوير البطل بقالب لا يقهر، ما يفقده شيئًا من الأنسنة، فالعمل في مجالات من هذا النوع لا يقوم على باعة دكاكين عادة، وهو محط احتكار كبار التجار والأثرياء ورجال الأعمال في العالم، لا سيما في بلدان منهكة ومتبعة ويعاني مواطنوها مستويات عالية من الفقر والإهمال والتجهيل، إلى جانب أطماع القوى الكبرى، والدول الاستعمارية التي تمنح أصلًا الغطاء لرجال الأعمال المتنفذين، وهذا كله يعني أن وجود البطل في مكان كهذا مسألة مبالغ بها، وإن كانت تتيح تسليط الضوء على التوجه الإقليمي والعالمي نحو إفريقيا لنهب كنوزها المدفونة تحت أرض يعيش فوقها شعب من الجياع.

هذا التوجه الذي صوّره العمل في تحركات يوسف ووجود رجل أعمال عربي في ذلك البلد، يحتكر إلى حد بعيد تجارات من هذا النوع، تعكسه تحركات كثير من دول العالم التي استنزفت حضورها في الشرق الأوسط، وباتت على قناعة أن البقاء يعني الخسارة، لتتجه الأنظار إلى القارة السمراء التي تمتد على مساحات واسعة منها دول ضعيفة السيادة وغارقة في بحار من الفوضى، لكنها عائمة في الوقت نفسه على كنوز لا تحصى، وهو ما جعل إفريقيا حاليًا الوجهة التالية لقوى عالمية وأخرى تلملم متاعها من الشرق الأوسط.

يحمل العمل جوانب تقليديه في سرده للقصة، تتجلى بالبطل الفذ الذي لا يشبهه رجل في الحي المصري البسيط الذي يسكنه، ويصارع طبقة رجال الأعمال الكبار دون أن يصيبه الأذى، إلى جانب مكايد الفتيات وتنافسهن على قلبه، والصراع بين الطبقات وبين الخير والشر، دون محاولة قفز إلى صراع بين الصوابات.

المسلسل من إخراج ياسر سامي، وتأليف أحمد حلبة ومحمد فوزي وأحمد بكر، وبطولة عمرو سعد وسيد رجب ودرة وسارة سلامة ومصطفى أبو سريع وعمرو عبد الجليل ومحمد جمعة وندى بهجت، ومتاح للمشاهدة عبر منصة “شاهد”.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة