أحمد حاج بكري – ريف اللاذقية
دخلت آخر العائلات التركمانية في ريف اللاذقية إلى الأراضي التركية، بعد سماح السلطات في تركيا، السبت 2 نيسان، بدخول 400 عائلة من سكان جبلي الأكراد والتركمان (قرابة 1500 شخص)، من خلال معبر اليمضية الحدودي، ونقل النازحون إلى مخيم سوروج على الحدود السورية التركية، القريبة من قرية عين العرب (كوباني) .
وسمحت تركيا بدخول النازحين على الشريط الحدودي، بعد أن تعرض لقصف مركز بصواريخ ومدفعية النظام المتمركز في برج زاهية وجبل ربيعة وجبل العالية، بشكل مستمر.
ممثل مجلس محافظة اللاذقية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، المحامي فادي إبراهيم، أوضح لعنب بلدي أن المجلس نقل المدنيين، بعد التنسيق مع الحكومة التركية، عازيًا السبب “للهجمة الشرسة التي يشنها نظام الأسد على ريف اللاذقية المحرر”، ما أجبر السكان على ترك قراهم والهروب إلى مناطق آمنة.
وقال إبراهيم إنه وبعد أن شمل القصف كافة قرى الساحل مؤخرًا، بدأت تركيا بنقل العائلات إلى مخيمات داخل تركيا، إلا أنهم فضلوا البقاء قرب الحدود داخل الأراضي السورية، مضيفًا “تدمير مبنى المجلس المحلي في قرية اليمضية دفعنا إلى التواصل مع الحكومة لإدخال من تبقى من المدنيين في ريف اللاذقية”.
100 ألف تركماني وعربي دخلوا تركيا
وبحسب إحصائيات المجلس المحلي، فإن أكثر من 100 ألف شخص من سكان جبلي الأكراد والتركمان، موجودون حاليًا في تركيا، دخلوها منذ بداية الثورة، بينما اعتبر إبراهيم أن العائلات التي دخلت السبت، ضمت آخر من تبقى من تركمان في ريف اللاذقية.
عضو إدارة الكتلة التركمانية السورية العاملة في جبل التركمان، أحمد وزير، اعتبر أن النظام عمل على تغيير ديموغرافية المنطقة منذ القدم، من خلال تجاهل إيصال الخدمات إلى القرى التي يقطنونها في المنطقة، مشيرًا في حديثه لعنب بلدي “كل ذلك دفع بالسكان إلى ترك قراهم والتوجه إلى المدن لتعليم أطفالهم وتأمين حياة أفضل لهم”.
الأسد الابن أكمل خطة أبيه، بحسب وزير، من خلال تسليم معراج أورال المعروف بـ”علي كيالي”، وقائد لواء “تحرير اسكندرون” إدارة المنطقة، وقال إنه فتح طريقًا للعلويين بين تركيا وسوريا، وأخلى ريف اللاذقية من السنة، لإقامة الدولة العلوية، “وهذا ما يعززه مؤخرًا بدفعه العائلات العلوية للاستقرار في المناطق التي سيطر عليها في جبل التركمان”.
وعاش التركمان السوريون سنوات من التهميش في ظل حكم الأسد، الذي حرمهم من حقوقهم وجردهم من قوميتهم، إلا أنهم شاركوا منذ بداية الثورة بمراحلها السلمية والمسلحة، وشكلوا أحزابًا سياسية وفصائل مسلحة مازالت تقاتل ضد النظام السوري حتى الآن.