الخدمات المدنية تنسق مع مؤسسات النظام
الكهرباء ماتزال على رأس قائمة الممنوعات عن درعا
محمد قطيفان – درعا
دفع الحرمان من التيار الكهربائي، الذي تعاني منه محافظة درعا، الأهالي للبحث عن الحلول المتاحة والمتوفرة، فشهدت المناطق المحررة انتشارًا واسعًا للمولدات الكهربائية وألواح الطاقة الشمسية، بينما خصصت الهيئة العامة للخدمات المدنية في المحافظة، مكاتب خاصة لمتابعة عمل وصيانة شبكات الكهرباء.
ومع ارتفاع أسعار بدائل تأمين التيار الكهربائي، وفي ظل معاناة بعض القرى والبلدات التي تحظى ببضع ساعات من الكهرباء، عن طريق المحطات الخاضعة لسيطرة قوات النظام، والتي لم تكن لتحصل عليها لولا موقعها، برز دور الهيئة العامة للخدمات المدنية في درعا.
الشبكات شبه خارجة عن الخدمة
عنب بلدي التقت مع رمزي أبو نبوت، مدير الهيئة، وأوضح أن “شبكات الكهرباء في محافظة درعا أصبحت شبه خارجة عن الخدمة، في أغلب المناطق وخصوصًا الساخنة منها، بسبب الاشتباكات التي أثرت على محولات الكهرباء كما هو الحال في مدينة درعا”.
وتشهد منطقتا الجيدور وحوض اليرموك ساعات انقطاع طويلة للكهرباء، بينما يصل التيار الكهربائي إلى بعض قرى الريف الشرقي والغربي لمدة ساعة أوساعتين يوميًا كحد أقصى، بسبب وقوعها على طريق إمداد مضخات مياه الشرب، التي تغذي المناطق المحررة أو الخاضعة لسيطرة قوات النظام على حد سواء، وفق أبو نبوت.
تحديات كبيرة واجهت الهيئة
الواقع الصعب فرض على الهيئة تحديات كبيرة ومهام عديدة، بحسب مديرها، وقال إنها تعمل على إصلاح الشبكات التي تسقط بفعل القصف، ضمن الإمكانيات المتواضعة، كما تصلح الأعطال الأرضية لشبكات التوتر العالي داخل مدينة درعا، عبر فريق مختص ومدرب، وبالتعاون مع مختصين من كافة مناطق المحافظة.
وتكمن المعاناة وسط صعوبات تطال أبسط مستلزمات العمل، كما أشار أبو نبوت، لافتًا “نحن نملك بعض المعدات فقط ونحتاج للكثير، ونعاني من نقص في أسلاك الألمنيوم الخاصة بالشبكات، إضافة لنقص في قواطع المحولات وزيوتها”.
وعزا مدير الهيئة تزايد الصعوبات، “لحالات السرقة التي طالت البنية التحتية من القطاع كأكبال النحاس والقواطع والأبراج”.
العمل يجري بالتنسيق مع مؤسسات النظام
وتنسق الهيئة مع مديرية الكهرباء التابعة للنظام، “لمحاولة تذليل الصعوبات وحل أعطال الشبكة التي تغذي المناطق المحررة أو الخاضعة لسيطرته”، بحسب أبو نبوت، واعتبر أن ملف الكهرباء مشترك ومن الضروري التواصل والتنسيق في إصلاح الأعطال، خاصة عندما تكون ضمن مناطق اشتباك.
وتبحث مكاتب المتابعة في الهيئة، عددًا من الحلول كتأمين المولدات الكبيرة لتغذية الأحياء السكنية، كما أفاد أبو نبوت، وعلل صعوبة تنفيذ هذه المشاريع، “لحاجتها إلى إمكانيات كبيرة لا تتوفر في الوقت الحالي، وسط غياب كامل لأي دور للحكومة المؤقتة والائتلاف الوطني”.
وأوضح أبو نبوت أن الهيئة “لم تحصل على أي دعم من الحكومة المؤقتة أو من الائتلاف”، مطالبًا بدعم “كامل القطاع ومساعدة الهيئة في إصلاح أعطال الشبكة الكهربائية، لتخفيف حجم المعاناة التي يعيشها أهلنا”.
على الرغم من اعتماد النظام سياسة التجويع والحصار والحرمان من الخدمات كالتيار الكهربائي والاتصالات وغيرها، إلا أن أهالي المناطق المحررة ومنها درعا، استطاعوا التأقلم، بينما أصر معظم من التقتهم عنب بلدي في المحافظة، على أن الثورة مستمرة سواء توفرت الكهرباء أم لم تتوفر.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :