“عصابة” تعفش سجن صيدنايا دون رقابة
ينتشر منذ أيام أشخاص يسرقون معدات من سجن “صيدنايا”، دون وجود رقابة رسمية على ذلك من قبل السلطات الحاكمة أو المنظمات المتخصصة.
مراسلة عنب بلدي زارت السجن، السبت 28 من كانون الأول، وأوضحت أن عدة أشخاص مدنيين لا يرتدون لباسًا عسكريًا ودون أسلحة، يحملون معدات يدوية بسيطة للحفر واستخراج الحديد والنحاس.
ويحفر الأشخاص أرضيات السجن ويسحبون أنابيب المياه، ويسرقون الحديد من مواقع متعددة من البناء، فيما يسرق بعض هؤلاء الأشخاص أجهزة إطفاء الحريق.
تحدثت المراسلة إلى هؤلاء الأشخاص وجاءت ردود فعلهم على حديثها باستهتار وسخرية، مجيبين بأنهم يريدون بيع الحديد والنحاس الموجود في البناء.
السجن يمتلئ بالمياه المسربة من المواسير نتيجة كسرها وسرقتها، بينما توجد العديد من الوثائق التي تبللت ملقاة على الأرض، وهي وثائق رسمية مختومة تعود في أغلبها لقسم المطبخ وتتضمن أسماء أشخاص مسؤولين عن القسم وسجنانين تمر عبرهم طلبات الإطعام.
ويوجد ضمن الوثائق بعض الوصفات الطبية الموصوفة لمعتقلين في السجن، ذكرت فيها أسماءهم، بينما توجد العديد من الوثائق المحروقة أيضًا في مكان يقع بمحيط السجن.
ولا توجد أي هيئة عسكرية أو مدنية من قبل السلطات تقوم بحماية السجن، بل على العكس يعج المكان بالفوضى.
“عصابة” تعفيش دون رقابة
مدير “رابطة معتقلي ومفقودي صيدنايا”، دياب سرية، قال إن حالة “تعفيش” السجن بدأت منذ اللحظات الأولى لفتحه.
قسم من مقتحمي السجن كانوا عبارة عن “عصابة كبيرة” تتألف من 17 شخصًا من “الشبيحة” واللصوص الذين كانوا على ارتباط بالنظام المخلوع تسللوا إلى السجن وقاموا بسرقة المحروقات وأجهزة الحاسوب وكمية من الذخائر، وأكبال الكهرباء والنحاس، وقسم من الملفات والوثائق قاموا بحرقها.
توقفت “العصابة” بعدها عن السرقة لأيام حين عج السجن ومحيطه بذوي وأهالي المعتقلين ممن ذهبوا وبقوا في المنطقة لأيام، ثم عادوا بعد أن قلت حركة الناس هناك.
اقرأ أيضًا: منظمة حقوقية تكشف سرقة وثائق من سجن “صيدنايا”
فيما تعد حركة “التعفيش” الحاصلة من يومين أكبر نسبيًا إذ يقوم هؤلاء الأشخاص بسرقة الأبواب وحديد السجن بكامله.
وأوضح دياب سرية أنه طلب من “إدارة العمليات العسكرية” منع هذه الممارسات وحماية السجن من السرقات، ووعدتهم بإرسال قوات لحماية السجن وإغلاقه مساء أمس الأحد، دون أن يجري التأكد من وصولها حتى ساعة تحرير هذا التقرير.
للوقوف على مسؤولية “إدارة العمليات العسكرية” في سياق حماية مسارح الجريمة ومنها سجن “صيدنايا” تواصلت عنب بلدي مع المتحدث الإعلامي باسم “إدارة الشؤون الإنسانية”، وسألت حول الإجراءات المتخذة من قبلهم في هذا السياق، دون أن تتلقى ردًا حتى ساعة تحرير التقرير.
بعد ساعات من سقوط نظام بشار الأسد في 8 من كانون الأول، انتشرت تسجيلات مصوّرة من داخل سجن “صيدنايا” والعديد من الافرع الأمنية الأخرى، لمقاتلين ومدنيين يتجولون بين رفوف حوَت وثائق وتقارير كتبت نهاية حياة عشرات آلاف السوريين، أو أدت إلى اعتقالهم ومعاملتهم بطريقة غير آدمية، ووثقت أيضًا أسماء المسؤولين عن ذلك.
وثائق مرمية على الأرض، وأخرى أخذها أشخاص سواء مدنيون أو عسكريون، ومن الممكن أن يكونوا من أركان النظام السابق، أدت إلى فقدان أو تلف وثائق وتقارير أمنية، ولم يُعرف حجم الفقدان حتى الآن.
يُعرف السجن بـ”المسلخ البشري” و”مصنع الموت” و”القبر” و”الثقب الأسود”، وغيرها من الأسماء التي يحاول الناجون من خلالها نقل حجم المأساة التي عاشوها داخل السجن.
انتشرت ظاهرة “التعفيش” منذ العام الأول للثورة ضد النظام السوري، حين بدأت قوات النظام والميليشيات المحلية والأجنبية الموالية لها على سرقة محتويات المنازل والمحال، خاصة الأثاث، والمواد الكهربائية والإلكترونية، في كل منطقة تدخلها.
وفي مقابلة لرئيس النظام المخلوع، بشار الأسد، أواخر 2016، أقر أن “الجيش السوري” مارس انتهاكات عديدة في هذا المجال، لا سيما في حمص وريفها، وريف دمشق وحوران، وأخيرًا حلب.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :