استحقاقات الرياضة السورية.. في العجلة الندامة

tag icon ع ع ع

عروة قنواتي

في أقل من شهر، وضمن الفترة الحكومية المؤقتة الجديدة في سوريا، دخلت المجموعة الرياضية التي تسلّمت زمام الأمور في منظمة الاتحاد الرياضي العام رهانًا صعبًا واسع النطاق والأفق والمتطلبات والملفات والتحديات الجسام، مع وقت ضيق وساعات تمضي بسرعة، ومشاورات واجتماعات يكاد النوم يسرق منها بعض الوقت حتى يبدأ صباح اليوم التالي.

لن أستفيض هنا بحجم المسؤولية الملقاة على عاتق السادة والأساتذة في الاتحاد الرياضي العام، ولا أفكر بأن أكيل المديح لأحد، فهم أعلم بما يجري وبما ينتظر المؤسسة الرياضية من استحقاقات جعلتهم يعلنون الصبر والتحدي منذ اليوم الأول لرحيل الاتحاد السابق مع ملفاته الممتلئة بالاستفسارات والتساؤلات وتراجع العمل والقدرة والإنجاز.

في بلادنا عليك أن تفتح طريقًا للعبور، حتى لو كان محيطك يعج بالوديان الخطرة والمظلمة، التي إن بان لك عمقها فمن الصعب عليك أن تحسب عدد المطبات والأهوال التي قد تواجه مسيرك عند أي تعثر، ومن هنا ومن هذه البوابة، عرفنا مسيّري الاتحاد الرياضي أم لم نعرفهم، يجب أن يأخذوا وقتهم في الحركة والحساب وتقرير المصير الرياضي خلال هذه الأشهر، ومن النافذة أيضًا علينا أن نسمح جميعًا لمقولة “في العجلة الندامة” أن تكون شعار المرحلة وعنوانها العريض.

في الملفات المجتمعية وخصوصًا الوسط الرياضي، تكثر الآراء والتداولات والنقاشات والمبادرات، بين التفاهم والجدل، وهذا كله يدور في فلك “إرضاء جميع الناس غاية لا تدرك”، ومن قال إن على جميع الناس أن يكونوا في قائمة الرضا أو القبول؟ ومن قال إن المعترض وصاحب الرأي المخالف قد سقط في سلة التهميش والإقصاء؟

مقولة “في العجلة الندامة” بحد ذاتها لا تجرم أحدًا ولا ترفع شأن الآخر، وإنما تستهدف من وافق على المشروع أو القرار أو النظرية، مع النصح بألا يضيع الوقت للشرح والتبرير وكسب المواقف، فلهم رأيهم ولنا رأينا، وهنا قمة التحدي ولذة الرهان.

قرارات تخص المنتخبات الوطنية بفئة الشباب والشابات، تمحورت حول تشكيل الكادر الفني والإداري لكل منتخب، استحقاق في الصين للشباب، وفي السعودية للشابات خلال شباط المقبل، مباحثات ومشاورات تدور في فلك المعسكر الودي للشباب في دولة قطر، مع إمكانية التحضير لمواجهة ودية بنفس الفئة للمنتخبين السوري والقطري.

تطلعات معقولة لوضع كادر منتخب الرجال، وإمكانية إبقاء المدرب الإسباني خوسيه لانا مع طاقمه خلال الفترة المقبلة ودراسة التطورات على صعيد المنتخب ولاعبيه وإمكانية إقامة مباريات ودية قبل الاستحقاق الرسمي.

المتابعون لمسيرة العمل يرصدون الأخبار بما توفر لديهم، ومعظم الأحاديث التي تدور مع أصحاب الشأن والقرار حاليًا تأتي بأجوبة دبلوماسية أو بأنه لا شيء يستحق الحديث الآن، فالوقت ما زال مبكرًا أمام ضخامة الملف، ووسط الوضع الأمني في شوارع البلاد، إلا أن محاولات معرفة ما يتم طبخه وصنعه في دوائر القرار مستمرة من قبل الوسط الإعلامي والمؤثرين عبر “السوشال ميديا”.

أسماء بالجملة لنجوم كرة القدم في المغترب وداخل البلاد تطرح يوميًا مع الصور ومع النداءات على أنها ستكون في إدارة الاتحاد الكروي، ولا تصريح واضح ورسمي من قبل القائمين على هذا الشأن في منظمة الاتحاد الرياضي العام. البعض يطرح اسم محمد عفش نجم نادي الاتحاد والمنتخب سابقًا، وهناك من يثق بأن اللاعب الدولي السابق فراس الخطيب سيدخل معركة الانتخابات من أجل رئاسة الاتحاد. قسم يرشح الدكتور عمار عوض، وآخرون يهللون للكردغلي وحازم حربا، والقائمة تطول في نفس الفرضية، أما البوابة الرسمية فلم تعلن عن أي شيء حتى الآن.

وهنا، إن لم تكن المعلومة حاضرة، فسيناريو الخيال المفتوح جاهز، يقول لك أحدهم: الأسماء التي نشاهدها على مواقع التواصل ما كانت لتطرح لولا أن هناك من يراقب هل لها قبول في الشارع أم لا؟ هل سيتم مهاجمة الشخص أم سيكون في عيون الجماهير ووسائل الإعلام؟ قد تكون هذه السياسة برمي الأسماء قريبة من الواقع، ولكن دون القرار الرسمي يبقى كل ما هو مطروح عبر وسائل التواصل ضربًا من الجدل أو فرضيات لا تستند إلى وثيقة.

ما أريد قوله في السطر الأخير، كل الأمنيات مشروعة، وكل ما يفيد تطور الرياضة السورية فيها بات حلم السوريين على مختلف اهتماماتهم في المجتمع، ولكن، لنترك الفرصة لمن يعمل حاليًا، وألا نبحث عن النجوم قبل أن نستعد للسفر نحوها. في العجلة الندامة يا أبناء سوريا.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة