رامي القادري يوثق “ملحمة داريا” وحصارها

رامي القادري يوثق "ملحمة داريا" وحصارها
tag icon ع ع ع

داريا، “معروفة بلكنتها الفريدة المشابهة للكنة الحمصية، وبعنبها وصبّارها ومائها وهوائها، بمآذنها وكنيستها، بأواني الحليب المعلّقة على جانبي دابة الفلاح البشوش، ببسطات الحلويات الممتدة إلى الشوارع في الأعياد، بكراتين الفول والبازلاء المرتاحة على الأرصفة جوار الحقول”، بهذه الكلمات يصف الكاتب السوري رامي القادري هذه المدينة الواقعة في ريف دمشق الغربي، والتي تبعد عن مركز العاصمة أقل من ثمانية كيلومترات.

رواية “ملحمة داريا.. درع المطار”، لكاتبها القادري، توثق أحداثًا عايشتها المدينة الدمشقية منذ بداية الثورة السورية، وحتى خروج أهاليها وثوارها بعد حصارها من نظام بشار الأسد، إلا أنها بدأت أول سطورها بالشاب هاني، اللاجئ في المانيا، وهو يراجع طبيبة نفسيه، يطرح عليها مشكلاته المتمثلة بالانفعالات المضطربة، ومعاناته بالغربة، فالمدينة التي غادرها منذ سنوات، ما زالت تسكن بداخله.

ثم تعود الرواية إلى العام 2011، عندما بدأ الشاب هاني عمله “الثوري” بالإغاثة من الأردن، ثم قرر النزول إلى الميدان، لتكون مشاركته أكثر فاعلية.

وبعد أقل من سنة من عمر الثورة، وصل هاني إلى داريا، ووجدها مدينة تغلي بالنشاط السلمي، وحملات مداهمات النظام التي طالت العشرات، ومنهم بطل الرواية هاني.

تسرد “ملحمة داريا” تفاصيل الحراك “الثوري” في المدينة، ويسهب في وصف المزاج العام المناصر للثورة، والعمل الجماعي “النموذجي”، وإصرار الناشطين على متابعة عملهم السلمي، مقابل محاولات النظام لجرهم إلى العمل المسلح، وقبولهم به مرغمين.

تحمل الرواية اسمًا ثانويًا، “درع المطار”، والسبب هو قرب المدينة من مطار “المزة العسكري”، وهو السبب في باكورة الأعمال المسلحة التي نشأت في المدينة، إذ تدخل كتائب من “الجيش الحر” لتستهدف اجتماعًا لقيادات عسكرية في المطار بقذائف الهاون، فيرد النظام بقصف المدينة واجتياحها عسكريًا، وارتكاب المجازر التي رافقت الحملة.

وتنتهي فصول الرواية بخروج أهل داريا إلى الشمال السوري، بعد محاولات عديدة وعنيفة للنظام لاقتحام المدينة، انتهت بقبول الثوار للمفاوضات.

شخصية بطل الرواية لم تكن من وحي خيال الكاتب، كما أن الأحداث لم تكن مجرد سرديات درامية.

كاتب الرواية رامي القادري، هو الاسم الحركي لمحمد رامي قزيز، الذي ينتمي إلى إحدى العائلات الدمشقية العريقة، ووالده معارض وسجن على فترتين في زمن حكم الأسد الأب، الأولى في السبعينيات من القرن الماضي بتهمة انتمائه للحزب الشيوعي، والثانية بتهمة الانتماء لجماعة “الإخوان المسلمين”.

قزيز من مواليد دمشق 1985، خريج كلية الهندسة المعلوماتية ويعمل بمجال تكنولوجيا المعلومات.

صدرت الرواية عام 2022، وهي جزء من ثلاثية تغطي أحداث الحراك “الثوري” في أرياف دمشق، الجزء الأول من الثلاثية صدر عام 2018 بعنوان “ملحمة الغوطة.. حرملة: حب وقدر”، والثاني هو روايته عن داريا، والثالثة قيد الكتابة، وستغطي أحداث الحراك جنوبي دمشق.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة