أبدى قائد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، مظلوم عبدي، استعداده تسليم الحدود في مناطق سيطرة قواته إلى حكومة دمشق الجديدة.
وقال عبدي لصحيفة “الشرق الأوسط“، الجمعة 27 من كانون الأول، إنه مستعد “من حيث المبدأ” لنقل مسؤولية أمن الحدود إلى السلطات الجديدة في دمشق.
وأشار عبدي إلى وجود تنسيق ميداني مع “إدارة العمليات العسكرية” منذ اليوم الثاني لمعركة “ردع العدوان”، لكن “ليست هناك مفاوضات سياسية مباشرة” مع حكومة دمشق الجديدة.
وتواردت أنباء عن إرسال “قسد” مندوب لها إلى دمشق للقاء قائد “الإدارة السورية الجديدة” أحمد الشرع، لكن لم يصدر عن الطرفين تصريحات حول ذلك.
وتسيطر “قسد” على أجزاء من ريف حلب الشرقي ومنطقة شرق الفرات شمال شرقي سوريا باستثناء مدينتي تل أبيض ورأس العين.
في 12 من كانون الأول، ذكر عبدي أن لدى “قسد” اتفاقات مع “إدارة العمليات العسكرية” بخصوص محافظتي حلب ودير الزور، مشيرًا إلى وجود اتفاق على شرق دير الزور وغربها.
وبحسب عبدي، فإن “إدارة العمليات العسكرية” أخبرت “قسد” بعمليتها العسكرية، وأن مناطق سيطرة “قسد” ليست هدفًا لها.
عبدي قال في لقائه الأحدث مع “الشرق الأوسط” إنه مستعد للاندماج في الجيش السوري الجديد بعد الاتفاق على “صيغة مناسبة عبر التفاوض”.
وأكد عبدي في حديثه مع صحيفة “التايمز” البريطانية، في 24 من كانون الأول، أن قواته المكونة من 100 ألف عنصر مستعدة لحل نفسها، والانضمام إلى جيش سوريا الجديد.
هذه الجزئية تشابه العرض الذي قدمه عبدي سابقًا للنظام السابق والذي لم يلق عليه أي تجاوب من نظام الأسد.
في السياق ذاته، قال مدير المركز الإعلامي لـ”قسد”، فرهاد شامي، في حديث لقناة “سكاي نيوز عربية”، الثلاثاء الماضي، إنهم “مستعدون للانضمام إلى الجيش السوري الجديد لكن الأمر يحتاج لمناقشات”.
حديث “قسد” عن نيتها الانضمام إلى جيش سوريا الجديد، جاء بعد ساعات من إعلان “إدارة العمليات العسكرية”، الاتفاق على حل جميع الفصائل العسكرية ودمجها تحت مظلة وزارة الدفاع.
وصدر عن “قسد” بعد سقوط نظام بشار الأسد في 8 من كانون الأول، تصريحات تميل فيها لعدم الصدام المباشر مع حكومة دمشق.
وتزامنت التصريحات مع تقارب ملحوظ بين حكومة دمشق الجديدة وتركيا، والضغط التركي المتصاعد ضد “قسد” ورفضها وقف إطلاق النار، واستمرار الاشتباكات بين “قسد” والجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا في ريف حلب.
وكانت “قسد” سمحت لجيش النظام السابق وروسيا في تشرين الأول 2019، بالدخول إلى مناطق سيطرتها بعد تمدد سيطرة “الجيش الوطني” خلال عملية “نبع السلام” التي سيطر فيها على مدينتي تل أبيض ورأس العين الحدوديتين مع تركيا.