غيّرت إيران لهجتها حيال التطورات في سوريا بعد موقف عربي رافض لتصريحاتها بشأن سوريا.
وأكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، اليوم، الجمعة 27 من كانون الأول، احترام وحدة سوريا وسيادتها الوطينة وسلامة أراضيها.
واعتبر عراقجي في مقال لصحيفة “الشعب” الصينية، نقلت عنه وكالة “إيسنا” الإيرانية، أن اتخاذ القرار بشأن مستقبل سوريا مسؤولية شعب هذا البلد وحده، “دون تدخلات هدامة أو فرض تدخل أجنبي”.
وبحسب قوله، فإن هذا المبدأ الأكيد يجب أن يأخذه جميع الأطراف بعين الاعتبار، وهو أن شعوب المنطقة هي التي لها الدور الحاسم في تشكيل مصيرها السياسي والاجتماعي والأمني.
وتأتي تصريحات عراقجي بعدما أعربت جامعة الدول العربية عن رفضها للتصريحات الإيرانية مؤخرًا، ووصفتها بأنها تهدف إلى “تأجيج الفتن بين أبناء الشعب السوري”.
كما أكدت الجامعة ضرورة احترام جميع الأطراف لسيادة سوريا ووحدة أراضيها واستقرارها، مع حصر السلاح بيد الدولة السورية وحل التشكيلات المسلحة، ورفض أي تدخلات خارجية تؤدي إلى زعزعة الاستقرار.
وجاء موقف جامعة الدول العربية ردًا على تصريح لعراقجي، قال فيه إنه لا يمكن الحكم على التطورات في سوريا، إذ هناك العديد من العوامل التي تؤثر في مستقبل البلاد.
الجامعة العربية ترفض التصريحات الإيرانية بشأن سوريا
من جانبه، حذّر وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، إيران من نشر الفوضى في سوريا، وقال عبر “إكس”، إن إيران يجب أن تحترم إرادة الشعب السوري وسيادة البلاد وسلامتها، كما حمّل وزير الخارجية السوري إيران مسؤولية تداعيات تصريحاتها بشأن سوريا.
وكان المرشد الإيراني، علي خامنئي، وصف، في 22 من كانون الأول، سقوط رئيس النظام السوري المخلوع، بشار الأسد، بـ”الفوضى”، متهمًا الثوار السوريين بالتسبب في هذه الفوضى.
كما قال، “ليس لدى الشاب السوري ما يخسره، جامعته، مدرسته، منزله وحياته كلها غير آمنة، فماذا يفعل؟ يجب عليه أن يقف بإرادة قوية أمام أولئك الذين خططوا ونفّذوا لهذه الحالة من انعدام الأمن، وسيتغلب عليهم إن شاء الله”.
قائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، ذكر في مقابلة مع صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية، في 20 من كانون الأول، أن سوريا كانت “منصة لإيران” تدير من خلالها أربع عواصم عربية، وتسبب تدخلها في حروب وفساد وإغراق المنطقة بالمخدرات.
وأكد الشرع أن إخراج الميليشيات الإيرانية من سوريا حقق استقرارًا أمنيًا، معتبرًا أن المشروع الإيراني تراجع 40 عامًا.