التعليم العالي تجمد عمل “اتحاد طلبة سوريا”
أصدر وزير التعليم العالي والبحث العلمي في حكومة دمشق المؤقتة قرارًا يقضي بتجميد عمل “الاتحاد الوطني لطلبة سوريا”.
ولم يوضح القرار، الصادر الخميس 26 من كانون الأول، أي تفاصيل إضافية حول إحداث كيان بديل عن “الاتحاد”، أو مصير الأشخاص الذين كانوا يديرونه.
لم ينشر القرار رسميًا عبر الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا) أو معرفات وزارة التعليم العالي، واستطاعت عنب بلدي التحقق من صحته عبر تواصلها مع المكتب الإعلامي التابع للوزارة.
انتهاكات بالجملة
مارس “الاتحاد الوطني لطلبة سوريا” انتهاكات عديدة ضد الطلاب الجامعيين منذ بداية الثورة السورية عام 2011، بدءًا من قمع المظاهرات الطلابية المناهضة للنظام السوري وصولًا إلى اعتقالهم وتعذيبهم.
وثقت المنظمات السورية ومراكز الأبحاث وغيرها من الجهات انتهاكات الاتحاد عبر عدد من الدراسات والأبحاث، أحدثها تحقيق أجراه “المجلس السوري- البريطاني” عن جرائم تعذيب، واعتقالات نفذها “الاتحاد الوطني لطلبة سوريا” بين عامي 2011 و2013، بالاعتماد على مقابلات معمّقة مع 17 شاهدًا وثلاث شاهدات، بينهم طلاب سابقون وأعضاء في الهيئات التدريسية وأعضاء من الاتحاد نفسه.
ووفق التحقيق، شارك الاتحاد بعمليات القمع ونفذ اعتقالات تعسفية قائمة على “وجود شك في المشاركة بأنشطة مناهضة للنظام”، ومارس عمليات تعذيب للطلاب، عبر الضرب والصعق الكهربائي، والإساءات اللفظية والنفسية، وانتهاكات جنسية وأخرى على أساس طائفي.
واعتمد التحقيق على الشهادات المباشرة والتجارب التي تعرض لها الشهود بأنفسهم، ولا يقدم صورة كاملة للجرائم المرتكبة، إذ تعاون الاتحاد مع أجهزة الأمن السورية، وكانت جرائمه جزءًا من حملة قمع واسعة شنها النظام السوري.
لمحة تاريخية
عام 1966، أُسس “الاتحاد الوطني لطلبة سوريا” بمرسوم تشريعي حمل الرقم 130، وأصبح “الممثل الوحيد للطلبة الجامعيين في سوريا”، ثم استمر بالعمل تحت مظلة حزب “البعث”، حتى أصدر رئيس النظام المخلوع، بشار الأسد، في كانون الثاني الماضي، قانونًا ينص على استقلال الاتحاد ماليًا وإداريًا.
وظل “الاتحاد الوطني” لسنوات مشرفًا على “معسكرات التدريب الجامعي” للطلاب حتى قرار حل مراكز التدريب التي تدير المعسكرات في عام 2015، إلى جانب اتهامه بتجنيد الطلاب لمصلحة الأجهزة الأمنية.
ومع تصاعد دور “الاتحاد” ضمن “كتائب البعث” (ميليشيا مسلحة تابعة للنظام)، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على محمد عمار ساعاتي، وهو أحد كبار مسؤولي حزب “البعث” الحاكم، وكان يترأس “الاتحاد الوطني لطلبة سوريا” لمدة 17 عامًا، قبل أن تتولى دارين سليمان منصبه في تموز 2020.
وذكر بيان الخزانة أن الساعاتي “قاد منظمة سهّلت دخول طلاب الجامعات إلى الميليشيات التي يدعمها الأسد”.
اقرأ أيضًا: “الاتحاد الوطني لطلبة سوريا”.. أسهم باعتقال الطلاب ويمثّلهم في محافل دولية
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :