أعربت جامعة الدول العربية عن رفضها للتصريحات الإيرانية الأخيرة بشأن سوريا التي وصفتها بأنها تهدف إلى “تأجيج الفتن بين أبناء الشعب السوري”.
وقالت جامعة الدول العربية في بيان لها، الأربعاء 26 من كانون الأول، إن الأمانة العامة للجامعة العربية تتابع “بقلق” الأحداث التي تشهدها عدة مناطق في سوريا، معتبرة أن هذه الأحداث تهدف إلى إشعال فتيل الفتنة.
وشدد البيان على ما ورد في بيان العقبة “للجنة الاتصال الوزارية العربية” حول سوريا، من أهمية الوقوف إلى جانب الشعب السوري في هذه المرحلة، مع تقديم كل أشكال الدعم والإسناد، واحترام إرادته وخياراته.
كما أكدت الجامعة ضرورة احترام جميع الأطراف لسيادة سوريا ووحدة أراضيها واستقرارها، مع حصر السلاح بيد الدولة السورية وحل التشكيلات المسلحة، ورفض أي تدخلات خارجية تؤدي إلى زعزعة الاستقرار.
وأشارت إلى أهمية أن تخرج سوريا من هذه المحنة أقوى مما كانت، وأن تستعيد دورها الفاعل في محيطها العربي والإقليمي والدولي.
في المقابل، رفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، في اليوم نفسه، الاتهامات التي وصفها بأنها “زائفة”، والتي تروجها بعض وسائل الإعلام بشأن تدخل إيران في الشؤون الداخلية لسوريا.
وأشار بقائي إلى أن أحداث الأيام الأخيرة في المدن السورية هي رد على ما وصفه بـ”تدنيس الأماكن المقدسة”.
وشدد المتحدث الإيراني على ضرورة الحد من التدهور الأمني والعنف ضد مختلف شرائح المجتمع السوري، وضمان أمن المواطنين في سوريا، على حد قوله.
وكانت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهرجاني، أعلنت، في 25 من كانون الأول، أن قرار إعادة فتح سفارة إيران في العاصمة السورية، دمشق، سيعتمد على أداء الحكام الجدد في سوريا، معتبرة أن الوضع الحالي في سوريا “غير واضح”.
يأتي ذلك تعقيبًا على تصريحاتها السابقة، عن وجود محادثات دبلوماسية بين البلدين لإعادة فتح سفارة إيران في سوريا.
من جهة أخرى، حذر وزير الخارجية في حكومة تسيير الأعمال السورية، أسعد حسن الشيباني، إيران من نشر الفوضى في سوريا.
جاء ذلك ردًا على تصريح لوزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في 24 من كانون الأول، قال فيه إنه لا يمكن الحكم على التطورات في سوريا، إذ هناك العديد من العوامل التي تؤثر في مستقبل البلاد، بحسب وكالة “مهر” للأنباء الإيرانية.
كما نفى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، في 23 من كانون الأول، وجود أي تواصل مباشر بين إيران والحكومة السورية الجديدة.
وأضاف أن الحكومة الإيرانية كانت تتواصل مع الحركات المعارضة في سوريا (دون أن تحدد الجهة)، وأنها أسهمت في دفع العملية السياسية بين الطرفين.
ووصف المرشد الإيراني، علي خامنئي، في 22 من كانون الأول، سقوط رئيس النظام السوري المخلوع، بشار الأسد، بـ”الفوضى”، متهمًا الثوار السوريين بالتسبب في هذه الفوضى.
وصرّح بأن تقدم المعارضة السورية ميدانيًا “ليس انتصارًا”، نافيًا وجود النفوذ الإيراني في سوريا، وفق موقع “إيران إنترناشيونال”.
قائد “الإدارة السورية الجديدة” في سوريا، أحمد الشرع، ذكر في مقابلة له مع صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية، في 20 من كانون الأول، بأن سوريا كانت “منصة لإيران” تدير من خلالها أربع عواصم عربية، وتسبب تدخلها في حروب وفساد وإغراق المنطقة بالمخدرات.
وأكد الشرع أن إخراج الميليشيات الإيرانية من سوريا حقق استقرارًا أمنيًا، معتبرًا أن المشروع الإيراني تراجع 40 عامًا.
وكان خامنئي وصف دول العراق وسوريا ولبنان، في كانون الأول 2022، بأنها “العمق الاستراتيجي لإيران”.
كما ذكر في خطاب آخر أن أحد أركان القوة الوطنية هو التأثير على “شعوب أخرى وإنشاء عمق استراتيجي لطهران”.