أدت حادثة إسقاط الطائرة الحربية من نوع سوخوي، في بلدة العيس في ريف حلب الجنوبي، في 5 نيسان الجاري، إلى تحليلات متضاربة حول امتلاك المعارضة السورية صواريخ حرارية، وما يحمله ذلك من مؤشراتٍ على الساحة العسكرية والسياسية.
جبهة النصرة في المنطقة تمكنت من إلقاء القبض على قائد الطائرة، العميد خالد سعيد، لكنها سلمته إلى حركة أحرار الشام بعدما أعلنت مسؤوليتها عن سقوط الطائرة بـ “مضادات أرضية”، بينما أكد مراسل عنب بلدي، المرافق لمعارك ريف حلب الجنوبي، أن الطائرة أسقطت بصاروخ حراري من نوع “FN”.
الحساب الرسمي لمراسل جبهة النصرة في حلب، على مواقع التواصل تويتر، أكد في تغريدة أخيرة قبل تعطيله من إدارة الموقع، أن حركة أحرار الشام أسقطت الطائرة الحربية في حلب باستخدام صاروخ حراراي مضادٍ للطائرات.
وكالة “سانا” الرسمية كانت أول من أعلنت في 5 نيسان، أن الطائرة أُسقطت في ريف حلب عن طريق صاروخ أرض- جو، أُطلق من قبل قوى المعارضة، بينما قالت وكالة سبوتنيك الروسية إنها حصلت على تسجيل صوتي من مصدر ميداني، يكشف عن امتلاك مقاتلي إحدى فصائل المعارضة الناشطة في ريف حلب على 85 صاروخًا حراريًا مضادًا للطائرات.
إلا أن الوكالة الروسية لم تبث التسجيل، واكتفت بالقول إن أحد قادة الفصائل يقول في حديث لاسلكي حصلت عليه إن “85 صاروخًا دخلوا إلى سوريا”.
تضارب الأخبار عن وجود صواريخ حرارية في سوريا، أعاد إلى الأذهان تصريحات وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، الذي أكد في أكثر من مناسبة أن الرياض مستعدة لتزويد المعارضة السورية بصواريخ مضادة للطائرات في حال فشل الحل السياسي.
الجبير قال في في حوار مع مجلة “دير شبيغل” الألمانية، منتصف شباط الماضي، أن “المملكة السعودية تعتقد أن وجود صواريخ أرض- جو في سوريا، سيغير من ميزان القوى على الأرض، وسيمكّن المعارضة المعتدلة من تحييد دور طائرات الهليكوبتر والطائرات المقاتلة التي تقصف المدنيين، ولكن هذا الأمر يجب أن يخضع لدراسة دقيقة حتى لا تنتهي هذه الأسلحة في الأيادي الخاطئة”.
وصواريخ “FN” صينية المنشأ، وهي مضادة للطائرات قصيرة المدى، ويبلغ مداها الأقصى 5500 مترًا، والارتفاع الأقصى حوالي 3700 مترًا، ومحمولة على الكتف ويتكون طاقمها عادة من شخصين.
وتمتلك المنظومة باحثًا حراريًا رقميًا، يلتقط الأشعة تحت الحمراء الصادرة من محرك الطائرة، وقادر إلى حد ما على تجنب التشويش الذي تقوم به الطائرات بواسطة ما يعرف بالمشاعل أو البالونات الحرارية.
ويمكن استخدامه ضد الحوامات والطائرات النفاثة والطائرات بدون طيار، والأهداف التي تطير على ارتفاع منخفض حتى 15 مترًا، واحتمال إصابته وتدميره الهدف هو 70% أي بحاجة إلى صاروخين لكل طائرة.
من شأن وصول أسلحة من هذا النوع إلى المعارضة السورية أن يغير ميزان القوى، إذ تعتمد قوات الأسد على الغطاء الجوي السوري والروسي، بسياسة الأرض المحروقة للتمهيد أمام التقدم البري.
وجود الصواريخ يمكنه أن تحيّد سلاح الجو عن المعادلة، في سيناريو مشابهٍ لتزويد الولايات المتحدة مقاتلي أفغانستان في ثمانينيات القرن الماضي بصواريخ “ستينغر”، ما دعمهم في مواجهة الجيش السوفييتي الذي انسحب بشكل كامل عام 1989.