أصدر وجهاء الطائفة العلوية اليوم، الخميس 26 من كانون الأول، بيانًا يدعون فيه أبناءها لتسليم السلاح، وإخماد الفتنة وضبط الأمن، وذلك عقب الفوضى التي أثارها عناصر من فلول النظام المخلوع في مناطق بحمص والساحل السوري.
ودعا وجهاء وشيوخ من الطائفة العلوية في اللاذقية، إدارة العمليات العسكرية لتثبيت الأمن العام خصوصًا في الساحل السوري، عبر سحب السلاح من المدنيين وفلول النظام البائد، وفرض حظر للتجول لإنهاء حالة الفوضى التي شهدتها عدة مناطق في سوريا خلال الساعات الماضية.
وحمّل الوجهاء إيران المسؤولية عن الشائعات وإثارة الفوضى والفتنة، مؤكدين أنهم لن يدخروا جهدًا في التعاون مع القيادة العامة لضبط الأمن وتحقيق الوحدة بين كل أبناء الشعب التي دمرها النظام المخلوع.
وفي بيان آخر دعا وجهاء الطائفة العلوية في حمص، إلى الإسراع في تسليم السلاح وحصره بيد السلطات المختصة خلال مدة أقصاها 5 أيام، مؤكدين على أهمية السلم الأهلي وعدم الانجرار خلف الشائعات وأصحاب المشاريع الخارجية.
وأعلن الوجهاء البراءة من أعمال التخريب والتحريض الطائفي، مشددين على ضرورة محاسبة المجرمين والتعاون مع الحكومة الجديدة لضبط الأمن وتحقيق الاستقرار.
شهدت مدن الساحل السوري، حالات اعتداء وسرقة واستهداف من قبل فلول النظام المخلوع طالت عناصر إدارة العمليات العسكرية.
وأعلن وزير الداخلية في حكومة تسيير الأعمال، محمد عبد الرحمن، مقتل 14 عنصرًا وإصابة 10 آخرين من عناصر وزارة الداخلية، “إثر تعرضهم لكمين من قبل فلول النظام البائد بريف طرطوس، أثناء أدائهم لمهامهم في حفظ الأمن وسلامة الأهالي”.
وقال عبد الرحمن في بيان إن وزارة الداخلية ستضرب بيدٍ من حديد كل من تسول له نفسه العبث بأمن سوريا وحياة أبنائها.
بدوره قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن اشتباكات عنيفة اندلعت في قرية خربة المعزة بريف طرطوس الجنوبي، أثناء محاولة قوى الأمن اعتقال الضابط محمد كنجو حسن، الذي شغل مناصب بارزة في عهد الأسد المخلوع، منها مدير إدارة القضاء العسكري ورئيس المحكمة الميدانية، وكان مسؤولًا عن إصدار أحكام الإعدام ضد آلاف السجناء.
وتستمر “إدارة الأمن العام” بتنفيذ عمليات أمنية في الساحل السوري لملاحقة ما وصفتهم بـ”متزعمي العصابات الإجرامية”، وذلك بعد انتهاء المهلة الممنوحة لهم.
وقال مدير “إدارة الأمن العام” في اللاذقية، المقدم مصطفى كنيفاتي، إنه بعد انتهاء مهلة تسليم السلاح وتسوية الوضع لدى الجهات الأمنية ضمن المراكز التي تم تعميمها، بدأت “الإدارة” حملات أمنية شملت عدة مناطق في المحافظة.
وذكر أن الحملات الأمنية شملت عددًا من “متزعمي العصابات الإجرامية وعناصرهم ممن عملوا على ترويع الناس وسرقة ممتلكاتهم وابتزازهم”.
وأفاد مراسل عنب بلدي في اللاذقية، أن إدارة “العمليات العسكرية” فرضت حظر تجول في اللاذقية من الساعة الثامنة مساء الأربعاء 25 من كانون الأول، حتى الساعة الثامنة من صباح اليوم.
كما شهدت مدن سورية مساء الأربعاء، خروج عشرات الاحتجاجات لمطالبة الإدارة السورية الجديدة بمحاسبة “مثيري الفتنة الطائفية” والمحرضين على العنف في البلاد.
جاء ذلك بعد مظاهرات نظّمها فلول من نظام الأسد المخلوع الأربعاء في اللاذقية وطرطوس وحمص، ردد فيها المشاركون شعارات طائفية، على خلفية تداول تسجيلات مصورة لاعتداء تعرض له ضريح أبو عبد الله الحسين بن حمدان الخصيبي، أحد أحد علماء ومؤسسي المذهب، بمدينة حلب قبل نحو 3 أسابيع.
وأصدر الشيخ عمار محمد والشيخ أحمد بلال، وهما خادما مقام الشيخ “الخصيبي”، بيانًا توضيحيًا حول الفيديو المتداول الذي يظهر حالة الاعتداء.
وأكد البيان أن الفيديو لا يعود إلى تاريخ اليوم، بل إلى فترة دخول قوات المعارضة إلى المدينة، قبل 20 يومًا، وأن الحادثة لم تكن معروفة لديهم إلا بعد التواصل مع جيران المقام اليوم.
وأوضح الشيخان أنهما تواصلا فورًا مع أعيان الطائفة والجهات المعنية لضبط المسؤولين عن الاعتداء ومحاسبتهم.
كما أشار البيان إلى أن نشر الفيديو في هذا التوقيت يهدف إلى إثارة الفتنة وزعزعة السلم الأهلي.
ودعا الشيخان الجميع إلى التحلي بالحكمة وضبط النفس، مع التأكيد على استمرار التنسيق مع الجهات المعنية لمنع تكرار مثل هذه الأفعال، وضمان محاسبة المسؤولين عنها.