عاد الهدوء إلى مدن اللاذقية وطرطوس وحمص، بعد توتر ومظاهرات واحتجاجات، خرجت إثر أنباء عن اعتداء طال مقامًا دينيًا مرتبطًا بالطائفة العلوية في مدينة حلب.
وأفاد مراسل عنب بلدي في اللاذقية، أن إدارة “العمليات العسكرية” فرضت حظر تجوال في اللاذقية من الساعة الثامنة مساء اليوم، الأربعاء 25 من كانون الأول، حتى الساعة الثامنة من صباح الغد.
وذكر أن مظاهرات خرجت في مدن اللاذقية وجبلة وطرطوس تنديدًا بفيديو متداول يظهر حرق مقام “الشيخ أبي عبد الله الحسين بن حمدان الخصيبي” في حلب.
وأضاف أن المحتجين طالبوا بخروج المقاتلين من جنسيات أجنبية التابعين للفصائل العسكرية من أحياء ومدن الساحل السوري، وضبط الأمن وحوادث السرقة والاعتداءات “الفردية”.
وتخلل بعض المظاهرات شعارات طائفية، بينما شهدت حمص حوادث إطلاق نار قيل إن مصدرها الأمن العام، التابع لـ”الإدارة العسكرية”، لكن لم تتحقق عنب بلدي من صحة هذه الرواية.
عقب المظاهرات، التقى محافظ طرطوس المعين حديثًا من إدارة العمليات العسكرية، أحمد الشامي، بعدد من وجهاء ومثقفي وأعيان طرطوس، ودعا إلى تحكيم العقل والوعي ولغة الحوار.
وطالب المحافظ بتجنب مثيري الفتن والنعرات الطائفية، والعمل لفتح مسار جديد لبناء “سوريا الجديدة الحرّة” التي تستوعب جميع أبنائها.
كما أصدر محافظ اللاذقية، محمد عثمان، بيانًا حمل تطمينات بأن الحكومة السورية ملتزمة بالمحافظة على السلم الأهلي والتماسك المجتمعي، مع التأكيد على أن القوات الأمنية والشرطية تقوم بمهامها لضبط الأمن.
ودعا عثمان “الشعب السوري الحر إلى عدم الانجرار خلف ردود الأفعال”.
وذكرت مراصد عسكرية أن أرتالًا لفصائل عمليات “ردع العدوان” وصلت إلى مدن اللاذقية وحمص وطرطوس لضبط الأمن وملاحقة فلول قوات النظام، كما ذكرت أن حظر التجوال جارٍ في المدن الثلاثة.
الفيديو قديم
في المقابل، أصدر الشيخ عمار محمد والشيخ أحمد بلال، وهما خادما مقام الشيخ “أبي عبد الله الحسين بن حمدان الخصيبي” في حلب، بيانًا توضيحيًا حول الفيديو المتداول الذي يظهر حالة الاعتداء.
وأكد البيان أن الفيديو لا يعود إلى تاريخ اليوم، بل إلى فترة دخول قوات المعارضة إلى المدينة، قبل 20 يومًا، وأن الحادثة لم تكن معروفة لديهم إلا بعد التواصل مع جيران المقام اليوم.
وأوضح الشيخان أنهما تواصلا فورًا مع أعيان الطائفة والجهات المعنية لضبط المسؤولين عن الاعتداء ومحاسبتهم.
كما أشار البيان إلى أن نشر الفيديو في هذا التوقيت يهدف إلى إثارة الفتنة وزعزعة السلم الأهلي.
ودعا الشيخان الجميع إلى التحلي بالحكمة وضبط النفس، مع التأكيد على استمرار التنسيق مع الجهات المعنية لمنع تكرار مثل هذه الأفعال وضمان محاسبة المسؤولين عنها.
كما أكدت وزارة الداخلية في حكومة تسيير الأعمال السورية، أن الفيديو قديم، وأن قواتها تعمل على حفظ الأملاك والمواقع الدينية، لافتة إلى أن الهدف من إعادة نشر هكذا مقاطع هو إثارة الفتنة بين أبناء الشعب السوري في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها سوريا.
وذكرت أن بعض فلول قوات النظام المخلوع، حاولت استغلال الشائعات وقامت باستهداف قوات تتبع لوزارة الداخلية، ما أسفر عن وقوع عدد من القتلى والجرحى، دون أن تذكر عددهم بدقة.
ونعى مقاتلون عسكريون ثلاثة عناصر من “إدارة الأمن العام”، قُتلوا إثر كمين في قرية خربة المعزة بريف طرطوس.
حملات أمنية
وشهدت مدن الساحل السوري، حالات اعتداء وسرقة وحوادث “تصفية” لبعض المتهمين بارتكاب جرائم بحق السوريين، وسط مطالب محلية وتنسيق بين الوجهاء و”إدارة العمليات العسكرية” بضرورة ضبط الأمن.
وتستمر “إدارة الأمن العام” بتنفيذ عمليات أمنية في الساحل السوري لملاحقة ما وصفتهم بـ”متزعمي العصابات الإجرامية”، وذلك بعد انتهاء المهلة الممنوحة لهم.
وقال مدير “إدارة الأمن العام” في اللاذقية، المقدم مصطفى كنيفاتي، إنه بعد انتهاء مهلة تسليم السلاح وتسوية الوضع لدى الجهات الأمنية ضمن المراكز التي تم تعميمها، بدأت “الإدارة” حملات أمنية شملت عدة مناطق في المحافظة.
وذكر أن الحملات الأمنية شملت عددًا من “متزعمي العصابات الإجرامية وعناصرهم ممن عملوا على ترويع الناس وسرقة ممتلكاتهم وابتزازهم”.
وكانت “إدارة العمليات العسكرية” استطاعت إلى جانب غرفة عمليات الجنوب الدخول إلى دمشق، وإسقاط النظام السوري في 8 من كانون الأول.
وفتحت “إدارة العمليات” مراكز تسوية لضباط وعناصر النظام في اللاذقية وحمص وطرطوس، ضمن إجرائها الذي يشمل مختلف مناطق سوريا.