قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن الشعب السوري أنقذ وطنه من “براثن شبكة المجازر”، ودخل السوريون في طريق سيحددون فيه مستقبلهم، مؤكدًا أن تركيا ستدعم سوريا في كل المجالات.
وأضاف الرئيس التركي اليوم، الأربعاء 25 من كانون الأول، “ننظر بالشفقة إلى أولئك الذين لا يستطيعون رغم رؤيتهم كل هذا، تهنئة الشعب السوري ولو بكلمة جافة، ولا يستطيعون مشاركة فرحة المضطهدين في الشوارع، ويشعرون بالانزعاج من الإطاحة بالأسد”.
وبحسب أردوغان، فإن العالم العربي والإسلامي يحتاج إلى قيادة إعمار سوريا وأن يكون قدوة للدول الأخرى، مشيرًا إلى افتتاح قنصلية تركية في حلب قريبًا.
واعتبر الرئيس التركي أن قائد “إدارة العمليات العسكرية”، أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني)، يدير العملية بشكل جيد جدًا، ونال التقدير للرسائل المعتدلة والبناءة التي قدمها.
كما أكد على دعم سوريا في كل المجالات التي تحتاجها من الطاقة إلى النقل ومن التخطيط الحضري إلى التعليم والصحة، ومن الأمن إلى التجارة، وستسهم تركيا مع الإدارة الجديدة في سوريا في استعادة نفسها وتعزيز قدراتها المؤسسية وتمكين الدولة من أداء واجباتها الأساسية من جديد.
“سنحافظ على موقفنا الصارم ضد الهجمات على أراضيها، ومن يتسابق لانتزاع جذوع الطوفان سيجد شعبنا ضده مع الشعب السوري”، أضاف أردوغان، مشددًا على القضاء على التنظيمات الإرهابية التي تهدد بقاء البلدين، وخاصة تنظيم “الدولة الإسلامية”، و”حزب العمال الكردستاني”.
وتابع، “بينما كان من الممكن وقف إراقة الدماء وإنهاء الصراعات، استمر الأسد في قمع شعبه والتعجرف في طغيانه”.
وبسبب سياسة المجازر التي اتبعها لأكثر من 13 عامًا، تم جر سوريا إلى مناخ كبير من القمع، وتعرضت المدن والقرى والمعالم التاريخية للقصف، وهي خير أمثلة على الحضارة الإسلامية، كما قتل مليون سوري، إما نتيجة مجازر النظام وأعوانه أو هجمات التنظيمات الإرهابية، وفق أردوغان
وفي 22 من كانون الأول، زار وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، دمشق، والتقى أحمد الشرع، وقال إن المحادثات مع الشرع ركزت على تحقيق الأمن والاستقرار، وتعزيز الاقتصاد وإعادة إعمار سوريا.
كما جرى التركيز على أهمية استكمال المرحلة الانتقالية، ومن الأولويات استتباب الأمن وتحقيق سيادة القانون وحماية الأقليات، مع الرغبة بالتوصل لإدارة تضم جميع المكونات دون إقصاء، وهو ما سيكون ضمانة سوريا في المستقبل.
كما أوضح فيدان أن الرئيس التركي أعطى تعليمات واضحة لكل المؤسسات التركية لمساعدة سوريا في هذه المرحلة، معتبرًا أن إزالة العقوبات المفروضة، أمر مهم لإتاحة الفرص أمام سوريا، مع ضرورة التحضير للخطوات اللازمة لإعادة الإعمار، وخلق مناخ آمن لعودة السوريين، ولهذا على المجتمع الدولي تقديم دعم قوي لسوريا.
وتابع، “أظن أن زيارتي هذه ستشجع سائر المسؤولين من الدول المختلفة على القدوم إلى سوريا، والوقت وقت الدعم لسوريا لا وقت التريث والترقب لرؤية النتيجة أولًا”.