حدد قائد “إدارة العمليات العسكرية”، أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني)، ملامح للسياسة السورية المستقبلية تجاه لبنان، وقال إن سوريا تقف على مسافة واحدة من جميع المكونات السياسية، مؤكدًا عدم نصرة طرف على حساب طرف في لبنان.
وخلال لقائه الرئيس السابق لـ”الحزب التقدمي الاشتراكي” اللبناني، وليد جنبلاط، في العاصمة السورية، دمشق، شدد الشرع على أن سوريا لن تكون بحالة تدخل سلبي في لبنان على الإطلاق، وتحترم سيادة لبنان ووحدة أراضيه واستقلال قراره واستقراره الأمني.
وقال الشرع اليوم، الأحد 22 من كانون الأول، “نسعى بالنصح والحب والود إلى أن يخرج لبنان من حالة التقاسم الطائفي فيه إلى حالة توزيع الأدوار على الكفاءات، وأن يخرج من الحالة الطائفية لأن تقاسم السلطة بالشكل الحاصل في لبنان لن يؤدي إلى بناء”.
ودعا الشرع إلى محو الذاكرة السابقة عن الوجود السوري في لبنان، وعدم تحميل الإدارة الجديدة تبعات ما حصل في لبنان من قبل السوريين، على أن يكون هناك عهد جديد بين البلدين، مبديًا الاستعداد لملاحقة مرتكبي الانتهاكات أو الجرائم من السوريين في لبنان وتقديمهم للعدالة.
صفحة جديدة
أوضح الشرع أن هناك صفحة جديدة مع كل مكونات الشعب اللبناني بصرف النظر عن المواقف السابقة، على ألا يكون هناك استخدام للأراضي السورية لشن النزاعات والحروب أو إثارة النعرات الطائفية أو أخذ الأمن الاستراتيجي للبنان بشكل سلبي يؤثر على الواقع السوري.
وحول ملف المعتقلين اللبنانيين في سجون نظام بشار الأسد المخلوع، قال الشرع إن لجانًا تخصصية تقوم بالبحث بالأدلة الجنائية والاستعانة بخبرات دولية للبحث في ملف المفقودين، داعيًا الدولة اللبنانية لتقديم قوائم بأسماء اللبنانيين المعتقلين في سوريا لإجراء بحث دقيق عنهم والكشف عن مصيرهم.
واليوم، الأحد، زار وليد جنبلاط دمشق على رأس وفد من السياسييين والنواب والوزراء ومسؤولين، منهم الرئيس الحالي لـ”الحزب التقدمي الاشتراكي”، تيمور جنبلاط، بالإضافة إلى وفد من رجال الدين.
وقبل لقائه الشرع، التقى جنبلاط رئيس حكومة تسيير الأعمال السورية، محمد البشير.
وتعتبر زيارة جنبلاط هي الأولى لمسؤول لبناني إلى سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد المخلوع في 8 من كانون الأول الحالي.
وكان جنبلاط أجرى، في 14 من كانون الأول، اتصالًا بالشرع وقدم التهنئة بسقوط الأسد، مع الاتفاق حينها على لقاء قريب.
واعتبر الشرع أن “جنبلاط دفع ثمنًا كبيرًا بسبب ظلم النظام السوري، بدءًا من استشهاد كمال جنبلاط، وكان نصيرًا دائمًا لثورة الشعب السوري منذ اللحظة الأولى”.