زار وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، سوريا، اليوم، الأحد 22 من كانون الأول.
والتقى فيدان في العاصمة، دمشق، قائد “إدارة العمليات العسكرية”، أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني)، وعقد الجانبان جولة مباحثات بحضور نائب وزير الخارجية التركي، نوح يلماز، والقائم بأعمال السفارة التركية بدمشق، برهان كرو أوغلو.
كما شارك في الاجتماع، وزير الخارجية في حكومة تسيير الأعمال السورية، أسعد حسن الشيباني.
ويعتبر فيدان أول وزير خارجية يزور سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد المخلوع في 8 من كانون الأول، كما تعتبر هذه الزيارة التركية الثانية منذ ذلك الوقت، بعد زيارة سابقة لرئيس الاستخبارات التركية، إبراهيم كالن، في 12 من الشهر نفسه.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أعلن قبل يومين عن زيارة قريبة لفيدان إلى دمشق دون تحديد موعدها.
كما تحدث أردوغان عن اتصالات تركية مع الجانب السوري، وتعاون مستقبلي مع سوريا بمجالات مختلفة.
“نحن على تواصل مع الإدارة السورية الجديدة، وخاصة أحمد الشرع (قائد إدارة العمليات العسكرية)، وسنتعاون في العديد من المجالات، من الدفاع للتعليم والطاقة”، وفق أردوغان.
واعتبر أن “إعداد دستور شامل وبناء نظام سياسي يحدد مستقبل سوريا أمر ضروري، ولا ينبغي لأحد أن ينسى أن الشعب السوري هو الذي سيحدد مستقبل بلاده”.
كما تحدث أردوغان عن تكثيف العلاقات التجارية مع العراق وسوريا، وعن نقل العلاقات السورية- التركية إلى مستوى مختلف تمامًا.
“اعتبارًا من الآن، ومع تشكيل الإدارة الجديدة، نأمل أن نأخذ العلاقات السورية- التركية إلى مكان مختلف كثيرًا”، أضاف الرئيس التركي، مؤكدًا أن تركيا ستنهض على قدميها بطريقة مختلفة كثيرًا في العصر الجديد.
وفي 18 من كانون الأول، طالب وزير الخارجية التركي الدول الغربية بإعادة النظر في تصنيف “هيئة تحرير الشام” على قوائم “الإرهاب”، مشيرًا إلى أن بلاده ستعيد النظر في هذا التصنيف.
وقال فيدان في مقابلة مع قناة “الجزيرة” الإنجليزية، إن “تحرير الشام” المكون الرئيس للائتلاف الذي يحكم سوريا حاليًا، وتتواصل معه الدول الغربية، مضيفًا، “أعتقد أن الوقت قد حان للمجتمع الدولي، بدءًا من الأمم المتحدة، كما تعلمون، لإزالة اسمهم من قائمة الإرهاب”.
وبعد أربعة أيام من سقوط نظام الأسد، وصل وفد دبلوماسي تركي العاصمة السورية، دمشق، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ 13 عامًا.
وأفاد مراسل عنب بلدي في دمشق، أن وفدًا بمرافقة تركية وصل إلى العاصمة دمشق.
ووثّق المراسل موكبًا يضم مسؤولين أتراك، على رأسهم رئيس جهاز الاستخبارات، إبراهيم كالن.
الحضور التركي في الملف السوري ليس حدثًا عارضًا أو عابرًا، وليس وليد تطورات الأيام الأخيرة، لكن الفترة التي أعقبت سقوط الأسد عززت دور أنقرة لمصلحة تراجع دور طهران وموسكو، حليفي الأسد.