مركز بلا كوادر
درعا.. أم ولد تعاني نقص الخدمات الطبية
درعا – حليم محمد
اشتكي عدد من سكان بلدة أم ولد، أقصى ريف درعا الشرقي، من نقص الخدمات الطبية والصحية في البلدة.
ورغم وجود مركز صحي مجهز بعيادات وأجهزة وصيدلية، لا تكفي خدماته سكان المنطقة لأسباب عديدة، أبرزها عدم وجود كادر طبي قائم في العمل عليه.
كما يشكّل عدم فعالية المركز عبئًا ماليًا على السكان، إذ يضطر المرضى للذهاب إلى القرى المجاورة أو إلى مدينة درعا التي تبعد 45 كيلومترًا عن البلدة أو إلى مدينة السويداء التي تبعد 20 كيلومترًا، وتصل أجور النقل أحيانًا إلى ما يقارب 400 ألف ليرة سورية.
نقص الكادر
تشرف ممرضة وقابلة قانونية على عمل المركز الصحي في بلدة أم ولد، الأمر الذي حوّله إلى نقطة طبية لتقديم اللقاحات فقط.
الممرضة وفاء الرفاعي، العاملة في المركز، قالت لعنب بلدي، إن نقص الكادر الطبي يعوق عمل المركز لأنه بحاجة إلى طبيب عام وطبيب أسنان وممرض وصيدلاني ومستخدم.
وأضافت أن عمل المركز حاليًا يقتصر على تقديم خدمات مجانية للسكان، مثل اللقاح الروتيني للأطفال، إضافة إلى برنامج الصحة الإنجابية ورعاية المسنين والتثقيف الصحي.
الممرضة لفتت إلى أن من الممكن أن يشمل عمل المركز المعاينات والعلاج، ولكن نقص الكادر يحرم السكان هذه الخدمة.
فؤاد الرفاعي، هو الطبيب الوحيد في البلدة، ولديه عيادة خاصة، قال لعنب بلدي، إن حال مركز أم ولد الصحي يشبه معظم المراكز الصحية في المحافظة، فهي مشكلة عامة، لكنها أكثر صعوبة لسكان البلدة بسبب بعدها عن المراكز الصحية الأخرى، ما يشغل غياب بدائل منطقية للسكان.
وترتفع أجور النقل بحسب بُعد النقطة الطبية عن البلدة، علمًا أن الذهاب إلى محافظة السويداء سابقًا كان مكلفًا، وتحيط به مخاطر أمنية أبرزها عمليات الخطف على الطريق الواصل بين درعا والسويداء، وفق الطبيب.
وتقع أم ولد على الحدود الإدارية لمحافظة السويداء، وهي آخر قرية في درعا من جهة الشرق.
الطبيب ذكر لعنب بلدي أن من الممكن حل الإشكالية عبر إيفاد طبيب عام وطبيب أسنان للعمل في البلدة، وهذا يقع على عاتق الإدارة الجديدة للبلاد.
وقال إن معظم الأطباء هاجروا خلال السنوات الماضية بحثًا عن فرص أفضل، وبعضهم الآخر من أصحاب الخبرات متعاقد مع مستشفيات خاصة بسبب تدني أجور الوظائف العامة التي تدفع الأطباء للبحث عن بدائل.
الأجور عامل مرهق
دفع أحد أقارب محمد الرفاعي 400 ألف ليرة سورية (26 دولارًا) أجور نقله إلى مستشفى درعا في حالة إسعاف.
وقال الطبيب الرفاعي، إن عدم وجود كادر طبي في المركز الصحي يعطل عمله ويحوله إلى مركز وظيفي روتيني فاقد للخدمات الطبية.
وأضاف، “نناشد الحكومة الجديدة لدعم المركز بكادر طبي وسيارة إسعاف وأدوية للصيدلة الفارغة فيه”.
من جانبه، قال مختار القرية هلال الرفاعي لعنب بلدي، إن المركز الصحي مجهز بالكامل لكنه يفتقر لكادر العمل المتخصص.
وأضاف أن نقل المريض يحتاج في معظم الأحيان إلى سيارة خاصة، وهذا مكلف للسكان في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية.
يبلغ عدد سكان بلدة أم ولد حاليًا 5000 نسمة، وهاجر معظم سكان البلدة منها منذ سنوات، إذ كان يقدّر عدد سكانها سابقًا بـ15 ألف نسمة.
مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في محافظة درعا، عادل صياصنة، قال لعنب بلدي، إن مسألة شح المحروقات التي تشكّل عائقًا أساسيًا في عمل معظم القطاعات مرتبطة بتوريدات المادة من محافظة حمص.
يبلغ عدد المستشفيات العامة في محافظة درعا سبعة مستشفيات، والخاصة 13 مستشفى، وتفتقر المستشفيات الحكومية للدعم، وتعاني من نقص في الكادر الطبي، خاصة بعد هجرة معظم الأطباء، وتعاقد بعضها مع المستشفيات الخاصة، ما يدفع بعض السكان للذهاب مباشرة إلى المستشفيات الخاصة، لتوفر المعدات والكوادر فيها.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :