أبرزها الدمج  

تحديات بالجملة تنتظر إحياء الدوري السوري

من مباراة الجيش والكرامة على ملعب الباسل ضمن منافسات الدوري السوري- 2 تشرين الثاني 2024 (نادي الجيش)

camera iconمن مباراة الجيش والكرامة على ملعب الباسل ضمن منافسات الدوري السوري- 2 تشرين الثاني 2024 (نادي الجيش)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – هاني كرزي

واجه الدوري السوري لكرة القدم انتقادات كبيرة في عهد الأسد، لا سيما عقب انطلاق الثورة، إذ كان الفساد والواسطة والشغب الجماهيري سمة غالبة، وتراجع المستوى الفني لجميع الأندية، وعقب سقوط الأسد، يأمل عشاق الرياضة المحلية باتخاذ حلول جوهرية للنهوض بواقع الدوري السوري.

بعد اندلاع معركة “ردع العدوان” في 27 من تشرين الثاني الماضي، أعلن الاتحاد السوري لكرة القدم التابع للنظام المخلوع، تأجيل الدوري السوري الممتاز حتى إشعار آخر.

ونشر الاتحاد السوري عبر حسابه على “فيس بوك”، في 4 من كانون الأول الحالي، تعميمًا يقضي بتأجيل الدوري السوري الممتاز حتى إشعار آخر، بناء على الكتب الواردة من أغلبية أندية الدوري الممتاز لفئة الرجال، دون أن يحدد موعد استئنافه.

كما سبق أن أعلن الاتحاد السوري لكرة القدم، إقامة مباريات الدوري الممتاز لفئة الرجال من دون حضور جماهيري عقب زيادة حالات الشغب.

وتعاني الأندية في سوريا من ضائقة مالية، وقرر اتحاد الكرة عام 2022 تأجيل الدوري لجميع الدرجات والفئات العمرية (لكرة القدم، وكرة السلة)، بسبب الوضع الاقتصادي المتردي، ومن أجل تخفيف العبء المالي عن الأندية الرياضية.

ثلاثة دوريات

قبل سقوط نظام الأسد، كان يوجد دوري محلي في مناطق سيطرته، إضافة إلى دوري يضم أندية من إدلب وريف حلب الغربي ومن مهجري عدة محافظات، أما الدوري الثالث فيضم أندية من ريفي حلب الشمالي والشرقي.

ويضم دوري ريف حلب 12 ناديًا هي: الرواد، الميادين، صقور الفرات، الفتوة، الباب، مارع، اعزاز، قباسين، تل رفعت، بزاعة، أهلي السفيرة، أهلي عفرين.

ويتصدر نادي الرواد دوري ريف حلب بـ19 نقطة، يليه الميادين بـ14 نقطة، بينما يتذيل أهلي عفرين الترتيب بنقطة واحدة بعد مضي سبع جولات.

كما يضم الدوري السوري الذي كان ينشط في مناطق النظام السوري المخلوع 12 ناديًا هي: الفتوة، الوحدة، الكرامة، حطين، الجيش، الطليعة، الشعلة، جبلة، تشرين، الوثبة، أهلي حلب، الشرطة.

يتصدر نادي الكرامة جدول ترتيب الدوري السوري الممتاز برصيد 13 نقطة، وجاره الوثبة في المركز الثاني بـ8 نقاط، بينما يتذيل نادي الوحدة الدمشقي ترتيب الدوري السوري بلا نقاط، بعد مضي خمس جولات على انطلاق البطولة.

أما دوري إدلب فيضم عشرة أندية هي: أمية، حمص العدية، خان شيخون، عندان، تفتناز، سرمدا، أريحا، جبل الزاوية، القادسية، كللي.

ويتصدر نادي خان شيخون دوري إدلب بـ20 نقطة، يليه أمية في المركز الثاني بذات النقاط لكن يتخلف بفارق الأهداف، بينما يتذيل نادي كللي الترتيب بأربع نقاط بعد مضي تسع جولات.

معضلة دمج الدوريات

عقب سقوط النظام السوري، وجد القائمون على اتحاد كرة القدم أنفسهم أمام معضلة حقيقية، تتمثل في وجود ثلاثة دوريات محلية، وبالتالي يجب إيجاد آلية مثالية لدمجها في دوري واحد.

وقال الصحفي الرياضي أنس عمو، إن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) يعترف بوجود دوري واحد فقط، وهو الدوري الذي كان قائمًا في مناطق النظام السوري المخلوع، أما الدوريان القائمان في الشمال السوري فغير معترف بهما من قبل “فيفا”، “وهنا نحن أمام معضلة لدمج الدوريات الثلاثة في دوري واحد، حيث يجب عقد جمعية عمومية بحضور جميع الأندية لتحديد شكل الدوري”.

وأكد عمو لعنب بلدي، أن التغيير لا يمكن إجراؤه هذا الموسم، طالما أن الدوري قد بدأ، لذا يمكن للدوري السوري الرسمي أن يُكمل البطولة لنهاية الموسم، والحال نفسه بالنسبة للدوريين في الشمال السوري، ولكن المباريات فيهما ستكون بمثابة مواجهات ودية استعدادية.

ولفت عمو إلى أن الاتحاد السوري لكرة القدم يجب عليه أن يقوم بتسجيل الأندية واللاعبين لدى “فيفا”، لا سيما أندية الشمال السوري، ولكن السؤال الأهم كيف سيكون شكل الدوري في الموسم المقبل؟ هل تلعب أندية الشمال السوري في دوري الدرجتين الثالثة والرابعة، أم ستتم إعادة تصنيف الأندية من جديد ضمن تصفيات معينة لتحديد من سيلعب في الدوري الممتاز.

من جهته، يرى الصحفي الرياضي ميشيل سعد، أن الآلية الأفضل هي تشجيع عودة النشاط الرياضي لكل الأندية دون استثناء، ومن ثم استكمال هذه الدوريات كما هي بالنسبة للموسم الحالي.

وقال سعد لعنب بلدي، إنه بالنسبة للموسم المقبل، يجب زيادة عدد أندية الدوري الممتاز إلى 14 ناديًا بدل 12، وضم أندية القمة من الدوريات في الشمال إلى الدوري السوري الحالي المعترف عليه من “فيفا”.

تحديات بالجملة

شهد الدوري السوري خلال المواسم الماضية مشكلات كثيرة، أبرزها فساد التحكيم، الذي أدى إلى التلاعب بنتائج المباريات، ما سبّب ظلمًا لكثير الأندية، دون فرض عقوبات صارمة من اتحاد كرة القدم.

كما شهدت الملاعب السورية حالات شغب متكررة، وكانت الجماهير تقوم بتكسير أثاث الملعب، أو النزول إلى أرضيته والتهجم على الحكم أو اللاعبين، دون تدخل من الأجهزة الأمنية، فضلًا عن إطلاق الشتائم للحكام.

الشغب لم يقتصر على الجماهير فقط بل تجاوزه إلى اللاعبين، إذ قام أكثر من لاعب في عدة مباريات بضرب الحكم احتجاجًا على قراراته.

ومن التحديات الكثيرة التي كان يشهدها الدوري السوري، بحسب الصحفي أنس عمو، وجود خلل في المنظومة الفنية، فعدد المدربين المؤهلين من حملة الشهادات المتقدمة كان قليلًا وغير كافٍ لتغطية عدد الأندية الموجودة، فخلال السنوات الماضية، لم تكن هناك دورات كافية لتأهيل المدربين.

ومن الناحية اللوجستية، قال عمو، إنه كان هناك خلل في مواعيد المباريات، وبالتالي كانت تتعارض مع الاستحقاقات الدولية، إضافة إلى سوء أرضيات الملاعب، وعدم وجود تجهيزات تكنولوجية بالنسبة للحكام كتقنية الفيديو “الفار”، وبالتالي كانت المباريات في سوريا عبارة عن دوري بدائي شبيه بدوري الأحياء الشعبية.

كما تفتقر الأندية السورية إلى الاستثمارات، ما يضع عبئًا كبيرًا على رؤساء الأندية وأعضاء الإدارة، ويؤثر على عملية دفع مستحقات اللاعبين وتطوير المنشآت الرياضية.

وقال الصحفي الرياضي ميشيل سعد، إن المشكلة الكبرى حالة الملاعب السيئة للغاية، والتي لا تصلح لكرة القدم ولا تساعد اللاعبين على التطور، إضافة إلى عدم وجود نظام واضح للدوري، وحدوث توقفات كثيرة للبطولة دون أسباب منطقية.

وأشار سعد إلى أن التحدي الأصعب يتمثل في التخلص من الفساد التحكيمي الذي أثر على نتائج المباريات، فخلال السنوات الماضية، أصبح الدوري في سوريا عبارة عن سيناريو مكتوب مسبقًا، ومحدد فيه البطل والأندية التي ستهبط إلى الدرجة الثانية.

مساعٍ لإعادة نبض الملاعب

عقب سقوط النظام السوري، قرر الاتحاد الرياضي العام تعيين محمد الحامض رئيسًا للاتحاد، خلفًا لفراس معلا الذي اتهم بالفساد والمساهمة بتدهور الرياضة السورية.

الحامض بدأ الخطوات الأولية لإعادة الحياة إلى الدوري السوري، إذ اجتمع مع رئيس اتحاد كرة القدم، واطلع على واقع المنشآت الرياضية وحالة عدد من الملاعب.

كما زار رئيس الاتحاد الرياضي العام عددًا من الأندية للاطلاع على المشكلات التي تواجهها، وبحث عقود الاستثمار التي أجرتها، وقدم وعودًا بإعادة تنظيم عقود الاستثمار، وصيانة الملاعب في سوريا وعلى رأسها ملعب “العباسيين” الذي يعتبر رمزًا لمدينة دمشق.

كذلك أعلنت عدة أندية عودة نشاطها الرياضي، وبدأ لاعبوها بالتدريبات استعدادًا لاستئناف الدوري السوري لكرة القدم.

وأعلن نادي أهلي حلب إجراء مباراة ودية مع نادي الباب، بغية تهيئة اللاعبين واستعادتهم لياقتهم البدنية، بعد توقفهم عن اللعب لأكثر من أسبوعين عقب تأجيل الدوري مع انطلاق معركة “ردع العدوان”.

كذلك أعلن مجلس إدارة نادي الكرامة، الذي يتصدر الدوري، عودة النشاط الرياضي للنادي بجميع الألعاب والفئات منذ 14 من الشهر الحالي، على أن يتم التنسيق مع الكوادر الفنية والإدارية لتحديد مواعيد التمارين الخاصة بالألعاب لكل الفئات.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة