أوقفت الولايات المتحدة الأمريكية رصد مكافأة مالية لمن يدلي عن معلومات حول أحمد الشرع، المعروف باسم “أبو محمد الجولاني”، والذي يشغل حاليًا قائد “القيادة العامة” في سوريا.
مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، وبعد لقائها الشرع في دمشق، الجمعة 20 من كانون الأول، قالت في مؤتمر صحفي افتراضي حضرته عنب بلدي، أن الوفد الأمريكي أخبر الشرع أن واشنطن لن تواصل رصد مكافآت للقبض عليه.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية أعلنت في تشرين الثاني 2020، عن مكافأة مالية تصل إلى عشرة ملايين دولار أمريكي مقابل الحصول على معلومات تتعلق بأحمد الشرع.
وذكرت الخارجية حينها أن “الجولاني يتظاهر بالاهتمام بسوريا لكن الناس لم ينسوا جرائم تنظيمه (جبهة النصرة) بحقهم”، وفق تعبيرها.
اليوم التقى الشرع مع وفد أمريكي يتضمن مساعدة وزير الخارجية الأمريكي، باربرا ليف، وسفير الولايات المتحدة روجر كارستينز، والسفير دانيال روبنشتاين.
وهذه أول محادثات رسمية بين “القيادة العامة” والولايات المتحدة منذ سقوط نظام بشار الأسد، وأول زيارة لدبلوماسيين أمريكيين إلى دمشق منذ عام 2012.
ولم توضح المسؤولة الأمريكية ما إذا كانت واشنطن سترفع أيضًا اسم الشرع، من قائمة الإرهاب.
ماذا تضمن النقاش
وقالت باربرا ليف عن أحمد الشرع في المؤتمر الصحفي، إنه شخص براغماتي وسمعنا منه تصريحات عملية ومعتدلة للغاية حول قضايا المرأة والحقوق المتساوية، والمناقشات معه كانت جيدة ومثمرة للغاية.
وأضافت ليف، أن الوفد الأمريكي ناقش مع ممثلي السلطة بدمشق بمن فيهم أحمد الشرع المبادئ التي تم الاتفاق عليها في مؤتمر العقبة، مشيرة إلى أن بلادها تدعم عملية سياسية يقودها السوريون تؤدي إلى حكومة شاملة تحترم حقوق الجميع.
اقرأ أيضًا: اجتماع العقبة يدعم “انتقالًا سوريًا” برعاية أممية
وجرت مناقشة الحاجة لضمان عدم تمكن الجماعات “الإرهابية” من تشكيل تهديد بسوريا والتزم أحمد الشرع بذلك.
وستقدم الولايات المتحدة الدعم الفني إلى سوريا لتوثيق جرائم نظام بشار الأسد وستكون القبور الجماعية أولوية.
وتنظر الولايات المتحدة في أمر العقوبات و”يتعين على الحكومة السورية الجديدة أن تكون متجاوبة وتظهر التقدم”، وفق ليف.
اقرأ أيضًا: الشرع يدعو إلى رفع العقوبات عن سوريا
كما تعمل على إرسال مسؤولين أمريكيين إضافيين إلى دمشق للمساعدة في البحث عن المواطنين الأمريكيين.
ورحبت ليف بالرسائل الإيجابية، لكنها تتطلع إلى إحراز تقدم بشأن هذه المبادئ عبر الأفعال وليس الأقوال، مشيرة إلى أن التواصل مع السوريين والاستماع إليهم بشكل مباشر مثل فرصة مهمة، ولديهم فرصة نادرة لإعادة بناء وتشكيل بلادهم.
ولم تعلن “إدارة العمليات العسكرية” عن أي تفاصيل حول الاجتماع مع الجانب الأمريكي حتى لحظة تحرير هذا الخبر.
وتواصلت عنب بلدي مع مكتب العلاقات العامة في “إدارة العمليات العسكرية” للحصول على طرح الجانب السوري من الاجتماع، لكنها لم تحصل على رد فوري.
وعقب ساعات على إعلان هروب الرئيس المخلوع بشار الأسد من سوريا، أكدت الولايات المتحدة الأمريكية دعمها الكامل لعملية انتقال سياسي بقيادة وملكية سورية.
وأضحت وزارة الخارجية الأمريكية عبر بيان، أنه ينبغي أن تؤدي العملية الانتقالية إلى “حكم موثوق وشامل وغير طائفي يفي بالمعايير الدولية للشفافية والمساءلة، ويتفق مع مبادئ قرار 2254″.
ولفتت إلى أن عملية الانتقال والحكومة الجديدة يجب أن تلتزما أيضًا بشكل واضح باحترام حقوق الأقليات بشكل كامل، وتسهيل تدفق المساعدات الإنسانية إلى كل المحتاجين، ومنع استخدام سوريا كـ”قاعدة للإرهاب أو تشكيل تهديد لجيرانها”.