شهدت القرى الحدودية في منطقة حوض اليرموك بريف درعا الغربي مظاهرة أمام منطقة الجزيرة التي احتلتها إسرائيل مؤخرًا، مطالبة بانسحاب قوات الاحتلال منها.
وأفاد مراسل عنب بلدي في درعا أن العشرات من المحتجين، ظهر اليوم الجمعة 20 من كانون الأول، توجهوا إلى الجزيرة المحتلة.
وبادرت قوات الاحتلال بإطلاق الرصاص باتجاه المتظاهرين، ما أسفر عن إصابة أحدهم بجروح، نقل إثرها إلى المستشفى.
في 10 من كانون الأول، تقدمت قوة اسرائيلية واحتلت هضبة الجزيرة وهي منطقة تشرف على وادي الرقاد من جهة، ووادي اليرموك من جهة أخرى، كما تطل على القرى الحدودية من الجهة السورية، وتكشف الحدود الأردنية وجغرافيا الجولان السوري المحتل.
وجعلت القوات الإسرائيلية من الجزيرة نقطة عسكرية، إذ طالبت وجهاء المنطقة بالقدوم إلى الجزيرة للتفاوض بشأن عدة مطالب إسرائيلية، وفق ما قاله أحد وجهاء المنطقة، تحفظ على ذكر اسمه لمخاوف أمنية.
هاني الغازي، هو أحد وجهاء المنطقة التي تحتلها إسرائيل، قال لعنب بلدي، إن مطالب الاحتلال تركزت على سحب السلاح المنتشر في المنطقة، وتسليمه لجهة رسمية داخل سوريا و إلغاء اللباس العسكري، وتسجيل أسماء المزارعين في منطقة وادي اليرموك.
كما طالب الاحتلال الإسرائيلي بتسجيل أسماء الشخصيات النافذه في المنطقة للتفاوض معها على مطالب أخرى.
الغازي أضاف أن لهجة القوات الإسرائيلية لم تخلُ من التهديد، إذ قال ضباط إسرائيلي في منطقة الجزيرة لوفد من بلدة كويا، “احصوا عدد منازلكم وسنأتي لكم بخيام بعددها في حال لم تنفذ مطالب إسرائيل”.
ودخلت القوات الإسرائيلية بلدة جملة غربي درعا أيضًا حيث أحرقت عربة عسكرية فيها، وفتشت سكان البلدة الحدودية ممن كانوا في الشوارع.
ونشر موقع “درعا 24” تسجيلًا مصورًا لاحتجاجات مدنيين في ريف درعا الغربي، رفضوا خلالها توغل قوات إسرائيلية في أراضيهم.
وتواصلت عنب بلدي مع مكتب إدارة الشؤون السياسية في درعا، مشهور المسالمة، للحصول على توضيحات حول الأحداث، لكنها لم تتلقَ ردًا حتى لحظة إعداد هذا خبر.
ومنذ سقوط نظام الأسد في سوريا، في 8 من كانون الأول الحالي، سارعت إسرائيل إلى إحداث تغييرات في خارطة السيطرة بالقرى الحدودية للجولان السوري المحتل.
واستولت القوات الإسرائيلية على قمة جبل الشيخ، وبعض مناطق القنيطرة واحتلت منطقة الجزيرة وهي هضبة مرتفعة تطل على مناطق واسعة في درعا، وصولًا للداخل الأردني.
لم يقتصر الأمر على التوسع العسكري، إنما شمل تهديد السكان في القرى الحدودية واقتحامها وتفتيش المنازل.
وسبق أن وثقت عنب بلدي مطالبات الجيش الإسرائيلي لوجهاء من البلدات الحدودية بمقابلة ضباط إسرائيليين في القاعدة العسكرية بالجزيرة، كما هددت عبر مكبرات الصوت أكثر من مرة باقتحام بلدات معرية، كويا، بيت اراء، جملة، وعابدين، في حال لم يلتزم سكانها بمطالب إسرائيل.