بوتين يريد معرفة مصير أوستن تايس من الأسد

ينوي الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن يسأل رئيس النظام السوري المخلوع، بشار الأسد، عن مصير الصحفي الأمريكي المختفي في سوريا منذ سنوات أوستن تايس.

وقال بوتين خلال مؤتمر صحفي، الخميس 19 من كانون الأول، إنه لم يلتق الأسد منذ وصوله إلى موسكو، لكنه سيسأله عن مصير تايس.

ونقلت قناة “روسيا اليوم” الروسية عن بوتين قوله، “سأتحدث مع الأسد عنه (أوستن تايس) الذي اختفى حيث كانت الاشتباكات المسلحة قائمة حينها (..) هل يعلم الأسد نفسه بمصير الصحفي الذي كان يؤدي واجبه الصحفي هناك في ضوء الاشتباكات”.

ولفت إلى ضرورة توجيه السؤال أيضًا إلى المسؤولين عن السلطة في سوريا اليوم.

حديث بوتين جاء بعد أن طلبت والدة أوستن تايس منه عبر رسالة نقلتها وسائل إعلام أمريكية منها “NBC news” مساعدته في العثور على ابنها الذي فُقد في سوريا قبل 12 عامًا.

بوتين: ساعدنا بانسحاب الإيرانيين

في معرض حديثه عن المعارك التي شهدتها محافظة حلب قال بوتين إنه عندما دخلت المعارضة المسلحة إلى حلب كان هناك 30 ألف مقاتل في المحافظة.

وأضاف أن بعض المعارك شهدتها أطراف حلب، لكن في السابق كان “أصدقاؤنا الإيرانيون” يطالبون بالمساعدة في سوريا، أما الآن يطلبون المساعدة لإخراجهم من سوريا.

ولفت إلى أن الجيش الروسي أجلى أربعة آلاف مقاتل إيراني إلى طهران عبر قاعدة “حميميم” الروسية الواقعة على الساحل السوري.

الرئيس الروسي قال أيضًا إن بلاده لم يكن لديها أي قوات برية في سوريا، بل كان لها قواعد عسكرية في أرجاء البلاد فقط.

روسيا لم تهزم في سوريا

ذكر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن ما يحدث في سوريا “لا يمثل هزيمة لروسيا”.

وأضاف أن بلاده كانت تسعى لعدم تشكيل “بؤرة للإرهاب مثل أفغانستان”، وتمكنت من تحقيق أهدافها بشكل ما.

ولفت إلى أن الجماعات التي حاربت “الجيش العربي السوري” تغيرت.

بوتين اعتبر أنه إذا كانت الدول الغربية تسعى اليوم إلى الحوار مع هذه الجماعات، فإن ذلك يعني أن هناك تغييرات طرأت عليها بالفعل.

وقال: “نعول على أن يعم السلام والهدوء في سوريا، ونبني علاقاتنا مع جميع المجموعات التي تسيطر على السلطة هناك، ومع دول المنطقة. سنفكر في بقاء قواعدنا في سوريا، وسنقرر ما إذا كنا سنبني علاقات مع القوى السياسية التي تسيطر أو سوف تسيطر على مقاليد الحكم في سوريا. هذا يتطلب البحث من قبل الطرفين عن أرضية مشتركة”.

وأضاف أن روسيا اقترحت على شركائها، بمن فيهم الموجودون على الأراضي السورية، باستخدام قاعدة “حميميم” لإيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا.

واعتبر أن عرضه يشمل القاعدة الروسية في محافظة طرطوس الساحلية، دون الإشارة إلى موقف السلطات المحلية من هذا العرض.

تسع سنوات في سوريا

مضت تسع سنوات على التدخل العسكري الروسي في سوريا، الذي كان هدفه الأول حماية النظام السوري من السقوط ودعمه عسكريًا لاستعادة السيطرة على المناطق السورية.

ومع مرور الوقت، تغير شكل هذا التدخل وأدواره، ليتحول إلى حالة نشاط سياسي لتأهيل رئيس النظام، بشار الأسد، وتحقيق المصالح الروسية في السياسة الخارجية مقابل برود عسكري.

وبدأ التدخل الروسي في سوريا في 30 من أيلول 2015، وكان النظام حينها يفقد السيطرة على أكثر من ثلثي الأراضي السورية، قبل أن يتحول إلى المسيطر الأكبر على الأرض.

وخلال هذا التدخل العسكري، شنت القوات الجوية الروسية أكثر من 100 ألف طلعة جوية قتالية في سماء سوريا، وفق تصريحات قائد القوات الجوية الروسية الموفدة إلى سوريا، يفغيني نيكيفوروف، على هامش احتفالية للقوات الروسية في قاعدة “حميميم” الجوية بريف اللاذقية، في 12 من آب 2021، بمناسبة الذكرى الـ109 ليوم الطيران القتالي الروسي.

وتعتبر روسيا مسؤولة عن قتل الآلاف من المدنيين السوريين، إضافة لعشرات الغارات الجوية على مستشفيات ومدارس، ومنشآت مدنية أخرى.

اقرأ أيضًا: سوريون يقاضون روسيا لقصفها “مستشفى كفرنبل” عام 2019