حذر وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، السلطات الجديدة في سوريا، من ضرورة الاستفادة من تجربة “حركة طالبان” في أفغانستان، وإلا ستلاقي “عزلة في جميع أنحاء العالم”، وهو ما نفاه قائد “القيادة العامة”، أحمد الشرع، مؤكدًا أن سوريا نموذج مختلف.
وقال بلينكن في محادثة مع مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية، الأربعاء 18 من كانون الأول، إنه اجتمع مع مسؤولين من تركيا والأردن ومصر والعراق ودول الخليج العربي، والأوروبيين، لوضع مبادئ حول ما يتوقعه من سوريا.
وأضاف أن أي جهة تنشأ في سوريا ستهتم بأن تحظى باعتراف وستحتاج لدعم من المجتمع الدولي.
“السؤال الكبير والأساسي الآن هو: هل تستطيع سوريا، وهل يستطيع الشعب السوري، أن يستغل هذه اللحظة، ويضع بلده على مسار أفضل، ويغتنم الفرصة لأول مرة منذ عقود لكي لا يحكمه دكتاتور، ولا يحكمه قوة خارجية، ولا يحكمه تنظيم إرهابي، ولا يحكمه طائفة أو أقلية على أخرى؟ هذا هو التحدي، إنها الفرصة، ولكنها محفوفة بالمخاطر بشكل لا يصدق”، قال بلينكن.
ولفت إلى أن السؤال الذي يتعين عليهم أن يسألوه لأنفسهم أو الدروس التي لابد وأن يضعوها في اعتبارهم هي أن رفض الرئيس المخلوع بشار الأسد التام للانخراط في أي نوع من العمليات السياسية هو أحد أسباب سقوطه.
أمر آخر أدى لسقوط الأسد وفق بلينكن، وهو حقيقة أن رعاته أصبحوا “منشغلين للغاية بالمشاكل التي صنعوها بأنفسهم” سواء لروسيا في أوكرانيا، أو إيران و”حزب الله” اللبناني مع إسرائيل.
ونوّه وزير الخارجية الأمريكي إلى أنه على الحكومة الجديدة في سوريا الاستفادة من درس “طالبان” التي أظهرت وجهًا أكثر اعتدالًا أو على الأقل حاولت ذلك عندما استولت على أفغانستان، ثم ظهرت ألوانها الحقيقية لاحقًا.
ونتيجة لتغير تعاطي “طالبان” في أفغانستان، لا تزال معزولة “بشكل رهيب” في جميع أنحاء العالم.
ولفت إلى أنه على “المجموعة الناشئة في سوريا”، إذا كانت لا تريد العزلة، تحريك البلاد إلى الأمام والتأكد من المضي قدمًا بطريقة شاملة، وغير طائفية، للتعامل مع الأقليات وحمايتها، والتعامل مع بعض التحديات الأمنية، سواء كانت الأسلحة الكيميائية، أو مجموعات مثل تنظيم “الدولة الإسلامية”.
من جانبه قال أحمد الشرع، وهو قائد “إدارة العمليات العسكرية” المسيطر حاليًا على مفاصل صنع القرار في دمشق بعد سقوط نظام الأسد، إن سوريا “لن تكون أفغانستان ثانية”.
وطالب الشرع برفع العقوبات عن سوريا التي قال إنها “منهكة من الحرب”.
وفي مقابلة مع “BBC“، قال الشرع إنه لا ينوي تحويل سوريا إلى أفغانستان لأن هذين المجتمعين مختلفان ولكل منهما ثقافة وتاريخ منفصلين، داعمًا التنوع العرقي والديني.
وأيد الشرع تعليم المرأة، مشيرًا إلى أن نسبة النساء في جامعات إدلب كان يصل إلى 60%.
وعن مسألة السماح بالكحول من عدمه، ترك الأمر لتقرها اللجنة التي ستضع الدستور.
أمس الأربعاء أيضًا، قالت الولايات المتحدة، إنها تجري تقييمًا للوضع في سوريا مع وجود احتمالية إرسال قوات إضافية إلى هناك.
ويتمركز حوالي 900 جندي أمريكي في مواقع مختلفة بشمال شرقي سوريا لمواجهة تنظيم”الدولة الإسلامية”، وتدريب وتقديم المشورة لـ”قسد” المدعومة من واشنطن.
وكانت فصائل المعارضة أسقطت نظام بشار الأسد، في 8 من كانون الأول الحالي، بعد معارك استمرت 11 يومًا تحت مسمى “ردع العدوان” بدأت من شمال غربي سوريا، إلى جانب هجوم فصائل الجنوب باتجاه دمشق.