أرجعت روسيا أسباب انهيار جيش نظام بشار الأسد خلال أيام أمام هجمات فصائل المعارضة لما سمته التدريب القتالي السيئ، علمًا أن روسيا منذ العام 2020 عكفت على تدريب جيش النظام السابق ورفع سويّته القتالية.
وقال رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، فاليري غيراسيموف، اليوم الأربعاء 18 من كانون الأول، إنه بسبب العقوبات الأمريكية، لم يكن جيش النظام يستطيع إجراء تدريبات بانتظام، وكان تدريبه القتالي سيئًا ولا يتم بانتظام.
ومن أسباب انهيار جيش النظام المخلوع، بحسب غيراسيموف، تدني الروح المعنوية، والحالة النفسية لعناصر جيش النظام “بسبب الأزمة الاقتصادية طويلة الأمد الناجمة عن العقوبات غير المسبوقة التي فرضتها الولايات المتحدة وحلفاؤها”.
وجاءت العقوبات الاقتصادية الغربية ردًا على استخدام نظام بشار الأسد القوة في قمع المظاهرات السلمية المناهضة له.
وسقط نظام بشار الأسد في 8 من كانون الأول، بعد وصول مقاتلي “إدارة العمليات العسكرية” وغرفة عمليات الجنوب إلى دمشق وفرار بشار الأسد منها.
وشهدت العمليات العسكريًا انهيارًا متسارعًا لخطوط دفاع النظام وفرار عناصره أمام ضربات المعارضة، خاصة بعد اليوم الثالث من العمليات العسكرية.
بعد توقف العمليات العسكرية في سوريا وفق اتفاق موسكو الموقع في 5 من آذار 2020، بدأت روسيا بإجراء دورات تدريبية لقوات النظام السوري، شملت تدريبات على مختلف أنواع الأسلحة، إضافة إلى مناورات عسكرية بمشاركة المروحيات، ومحاكاة لهجمات عسكرية برية وبحرية.
خلال العام الحالي، رصدت عنب بلدي عدة تدريبات روسية لجش النظام، منها تدريبات عسكرية جوية مشتركة بمحافظة حلب، في 9 من تشرين الثاني الماضي، أي قبل نحو شهر من سقوط النظام.
وشهدت التدريبات عمليات مشتركة لتدمير أهداف برية وطائرات دون طيار ومعدات وتحصينات وقوات معادية.
أيضًا درب الروس عناصر وضباط النظام على استخدام الطائرات المسيرة وعمليات القفز المظلي.
وزارة الدفاع الروسية قالت إنه بين عامي 2022 و2023، نفذ المظليون بجيش النظام أكثر من 17500 قفزة مظلية، منها أكثر من 8000 جرت خلال الليل.
الخبير العسكري والعميد المنشق عن جيش النظام السوري عبد الله الأسعد، قال لعنب بلدي في وقت سابق، إن كمية التدريبات، أو نوعيتها، أو القوانين المطروحة في الجيش، لا تلعب دورًا رئيسًا في تشكيل “جيش محترف”، إنما نوعية الأفراد المنتقين داخل هذا الجيش هي الأساس.
وأوضح الأسعد أن “عقيدة الجيش” هي الأولوية لتشكيل جيش محترف، لكن هذا ما لم يتوفر في الجيش السوري سابقًا، إذ كانت “العقيدة” المعمول بها هي “عقيدة المنفعة الشخصية وحماية القائد”.