اللاذقية.. “المحبة الخيري” تضاعف إيجارات الشقق بلا ضوابط
عنب بلدي – خاص
ارتفعت إيجارات المنازل في بناء ومجمع “المحبة الخيري” في مدينة اللاذقية، دون وجود آلية واضحة لنسبة الزيادة، مع احتمالية زيادة أكثر بعد شهرين.
وبلغت الزيادة لبعض إيجارات الشقق من 50% إلى 70% وحتى 100%، في المجمع الواقع في حي العوينة بمدينة اللاذقية.
ويضم المجمع أكثر من 150 شقة سكنية، ويبتع لوقف الطائفة الأرثوذكسية الخيري، والتي بدورها ترفع الإيجارات بشكل متكرر وشفهي، و”كيفي” وفق قاطنين قابلتهم عنب بلدي.
لا آلية للزيادة
“هدى” اسم مستعار لسيدة تقيم في المجمع، قالت لعنب بلدي، إن المسؤول عن جمع الإيجارات في البناء، أبلغ القاطنين بزيادة الإيجار الشهري، بدءًا من كانون الثاني 2025.
وذكرت أن الزيادة تختلف بين شقة وأخرى، دون الأخذ بعين الاعتبار طبيعة عمل الشخص وقدرته المالية على الدفع، أو مساحة الشقة، إذ يحتوي المجمع على شقق مختلفة الحجم والمساحة، ويأخذ بعض منها طابعًا هندسيًا على شكل مكتب صغير.
وأعطت مثالًا، أن الشقة التي يبلغ إيجارها 200 ألف ليرة سورية، ارتفع إلى 400 ألف، والشقة التي كان إيجارها 400 ألف ارتفع إلى 600 ألف ليرة.
وترى السيدة أن الزيادة “غير منطقية ومرهقة” للقاطنين، مضيفة أن الشكوى للمطرانية تقابل بأن يخرج الشخص من الشقة، وأن إيجارات الشقق رخيصة مقارنة مع الأحياء خارجه، دون الأخذ بعين الاعتبار أن المجمع “هو خيري” وليس استثماري، حسب قولها.
ولفتت السيدة إلى أن معظم القاطنين يعتمدون على مصدر دخل واحد، إما رواتب حكومية، أو أعمال خاصة برواتب شهرية تتراوح من 400 ألف إلى مليون ليرة، وبالكاد يتدبرون تكاليف معيشتهم.
وتعد إيجارات الشقق مرتفعة مقارنة بالوضع المعيشي والاقتصادي للأهالي، ويبلغ الحد الأدنى للرواتب الحكومية 279 ألف ليرة سورية (18 دولارًا أمريكيًا).
لا توضيحات
منذ عام 2010، زاد إيجار الشقق تدريجيًا، إذ بدأ بنحو خمسة آلاف ليرة سورية، وارتفع لاحقًا إلى سبعة آلاف ثم إلى 15 ألفًا، ليصبح بعدها إيجار الشقة الصغيرة 25 ألفًا و40 ألفًا للشقق الأكبر حجمًا.
في أيار 2020، صار متوسط إيجارات الشقق الصغيرة 50 ألف ليرة سورية، ومتوسط إيجار الشقق الكبيرة 80 ألفًا، وصارت ترتفع دون توقيت أو أسباب واضحة.
تواصلت عنب بلدي مع السيد حنا نعمة وهو المسؤول عن جمع الإيجار في المجمع، وسألته عن آلية رفع الإيجارات، ونسبتها، ومدى مراعاتها لوضع العائلات ومصدر دخلهم، ورده على الانتقادات بأن الإيجارات مبالغ فيها، وأن البناء بدأ يأخذ طابعًا استثماريًا، لكنه رفض التوضيح.
ومع سقوط النظام السوري، في 8 من كانون الأول الحالي، وفرار بشار الأسد إلى موسكو، سادت حالة من الهدوء والتخبط في مدينة اللاذقية، وشهدت غياب بعض الخدمات، ثم بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها تدريجيًا.
المدينة شهدت أزمة خبز حادة لأربعة أيام، وانقطعت المادة لدى عائلات كثيرة، وازدحمت الأفران القليلة التي فتحت أبوابها، وغابت أفران أخرى عن العمل بداية، جراء عدم إمدادها بالمازوت والطحين اللازم لإنتاج الخبز.
وخلال الأيام الماضية، ارتفعت أسعار معظم السلع في مدينة اللاذقية من 60 إلى 100%، دون ضوابط، وسط انتظار لما يحدث في الأيام المقبلة، ووعود وتطمينات من الفصائل وحكومة تسيير الأعمال، بعودة الحياة إلى طبيعتها تدريجيًا.
وفي تشرين الأول الماضي، أظهرت إحصائية أجراها “المكتب المركزي للإحصاء” في سوريا، أن عددًا كبيرًا من الأسر السورية باتت تكتفي بوجبة واحدة في اليوم، نظرًا إلى تراجع الوضع المعيشي والاقتصادي لمستويات متدنية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :