في الوقت الذي يزداد فيه الضغط الشعبي والعسكري على “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) عرض قائدها، مظلوم عبدي، استعداده لإنشاء منطقة منزوعة السلاح في مدينة عين العرب/كوباني.
بالمقابل، تحدث قيادي في “إدارة العمليات العسكرية”، التي أدارت معارك إسقاط النظام، عن ضم مناطق سيطرة “قسد” إلى حكومة تسيير الأعمال في دمشق، وقال “إن سوريا لن تتجزأ”.
عبدي قال، الثلاثاء 17 من كانون الأول، عبر حسابه في “إكس”، “تأكيدًا على التزامنا الثابت بتحقيق وقف شامل لإطلاق النار في كافة أنحاء سوريا، نعلن عن استعدادنا لتقديم مقترح إنشاء منطقة منزوعة السلاح في مدينة كوباني، مع إعادة توزيع القوات الأمنية تحت إشراف ووجود أمريكي”.
وتأتي هذه المبادرة وفق عبدي بهدف “معالجة المخاوف الأمنية التركية”.
ضغط عسكري وشعبي
تتعرض “قسد” لضغط شعبي داخلي، عبر مظاهرات رافضة لها في مدينتي الرقة والحسكة، وضغط عسكري عبر هجمات غرفة عمليات “فجر الحرية”، التي انتزعت من “قسد” مدينة منبج ومناطق أخرى بريف حلب.
وفي دير الزور، سيطرت “إدارة العمليات العسكرية” على قسم من المحافظة غرب نهر الفرات على حساب “قسد”، في 11 من كانون الأول الحالي، وذلك في إطار معركة “ردع العدوان”.
معركة “فجر الحرية” أطلقها “الجيش الوطني السوري” في 30 من تشرين الثاني الماضي، ضد قوات النظام و”قسد” بهدف طردهما من عدة مناطق.
وأعلن عبدي، في 11 من كانون الأول، التوصل إلى “اتفاق لوقف إطلاق النار في منبج بوساطة أمريكية”.
وأضاف عبدي أن مقاتلي “مجلس منبج العسكري” التابع لـ”قسد” سيتم إخراجهم من المنطقة في أقرب وقت، مشيرًا إلى أن الهدف هو وقف إطلاق النار في كامل الأراضي السورية والدخول بعملية سياسية “من أجل مستقبل البلاد”، وفق قوله.
غرفة عمليات “فجر الحرية” أصدرت، في 12 من كانون الأول الحالي، بيان إعلان وقف إطلاق النار في منطقة منبج وريفها، حتى 16 من الشهر نفسه، لحين إتاحة الفرصة وتطبيق التفاهمات الإنسانية والأمنية، ومنها المتعلقة بنقل ضريح سليمان شاه جد مؤسس الدولة العثمانية، عثمان الأول.
لكن الإعلام المقرب من “قسد” قال إن اتفاق وقف إطلاق النار فشل، واتهمت “قسد” تركيا بعرقلة التوصل إلى هدنة في منبج وعين العرب شرقي حلب.
السيطرة على كامل سوريا
صدرت تصريحات من قبل “قسد” على لسان قائدها عبدي، حول استعدادها للتواصل مع السلطة الجديدة في دمشق، وعن وجود اتفاق مع “إدارة العمليات العسكرية”.
لكن قائد الجناح العسكري في “هيئة تحرير الشام”، مرهف أبو قصرة الملقب بـ”أبو حسن الحموي” قال في لوكالة “فرانس برس“، الثلاثاء، إن مناطق سيطرة “قسد” “ستُضم” إلى حكومة دمشق، و”سوريا لن تتجزأ ولن توجد فيها فيدراليات”، وفق تعبيره.
وابتعدت “تحرير الشام” عن التصريح أو الظهور بشكل رسمي كفصيل عسكري منذ إطلاق “إدارة العمليات العسكرية” معركة “ردع العدوان” في 27 من تشرين الثاني الماضي، وكل ما يتعلق بها يندرج تحت عمل “إدارة العمليات العسكرية”، وحكومة تسيير الأعمال في دمشق.
في 12 من كانون الأول، تحدث عبدي عن وجود اتفاق بين قواته و”هيئة تحرير الشام” بما يخص محافظتي دير الزور وحلب.
وتعمل “قسد” على “تهيئة الأجواء لإرسال وفد إلى دمشق لإجراء حوارات”، وفق عبدي.
وبعد يومين من سقوط نظام بشار الأسد، أبدى عبدي استعداده للتواصل مع السلطة الجديدة في دمشق، مشددًا على ضرورة تمثيل جميع المناطق والمكونات من خلال الحوار.
وقال عبدي، إن “علاقتنا ستكون مع الحكومة المركزية في دمشق”، مشيرًا إلى وجود تواصل مع “هيئة تحرير الشام” عبر الأمريكيين.