درعا.. بلدات حدودية تتخوف من هجوم إسرائيلي

  • 2024/12/18
  • 1:57 م
تقع بلدة كويا في أقصى الريف الغربي من محافظة درعا - 17 كانون الأول 2024 (عنب بلدي / حليم محمد)

تقع بلدة كويا في أقصى الريف الغربي من محافظة درعا - 17 كانون الأول 2024 (عنب بلدي / حليم محمد)

بعد سقوط نظام حكم بشار الأسد في سوريا، في 8 من كانون الأول الحالي، سارعت إسرائيل إلى إحداث تغييرات في خارطة السيطرة بالقرى الحدودية للجولان السوري المحتل.

واستولت القوات الإسرائيلية على قمة جبل الشيخ، وبعض مناطق القنيطرة واحتلت منطقة الجزيرة وهي هضبة تطل على وادي الرقاد ووادي اليرموك وتشرف على الجولان المحتل ومحافظة درعا والأردن، وأنشأت فيها قاعدة عسكرية.

لم يقتصر الأمر على التوسع العسكري، إنما شمل تهديد السكان في القرى الحدودية واقتحامها وتفتيش المنازل.

وخلال الأيام الماضية، طالبت القوات الإسرائيلية وجهاء من البلدات الحدودية بمقابلة ضباط إسرائيليين في القاعدة العسكرية بالجزيرة، كما هددت عبر مكبرات الصوت أكثر من مرة باقتحام بلدات معرية، كويا، بيت اراء، جملة، وعابدين، في حال لم يلتزم سكانها بمطالب إسرائيل.

ماذا تطلب إسرائيل

طالبت القوات الإسرائيلية وجهاء تلك المناطق بتسليم السلاح لجهة محددة وهي غرفة “العمليات المشتركة” التابعة لفصائل المعارضة السورية حاليًا، ومنع اللباس العسكري في الشوارع، وعدم إيواء غرباء عن هذه البلدات فيها.

وطالبت بقوائم تضم مزارعي وادي اليرموك، وقوائم للوجهاء النافذين في المنطقة.

هاني الغازي أحد وجهاء بلدة كويا الحدودية مع الجولان السوري، قال إن لهجة الاحتلال مع الوفد المفاوض حملت التهديد والوعيد في تدمير البلدة.

وأضاف الغازي لعنب بلدي أن الإسرائيليين ربطوا تنفيذ مطالبهم في تجنيب البلدات من القصف أو الاقتحام.

ونقل الغازي عن الوفد المفاوض أن الإسرائيليين قالوا “في حال لم تلتزموا في شروطنا، احصوا عدد منازلكم، وسنعطيكم بعددها خيامًا” في إشارة لترحيل السكان منها عبر قصفها.

وذكر أن إسرائيل عرضت على الوفد المحلي تسليمهم مساعدات إغاثية، إلا أن الوفد رفض هذا المقترح.

ويشدد الإسرائيليون على معرفة الوجهاء والنافذين في القرى الحدودية، ويطلبون التواصل معهم، إلا أن معظم الوجهاء رفضوا اللقاء معهم خوفًا من عواقب سياسية.

واقتحمت القوات الإسرائيلية بلدات معرية وجملة، وفتشت بعض المنازل، وانسحبت بعد ذلك، بحسب ما أفاد عدد من سكان البلدات، كما حاولت اقتحام بلدة عابدين، إلا أن السكان منعوهم من الدخول، وأجبروهم على التراجع.

علي أحد سكان بلدة جملة، قال إن الاسرائيليين فتشوا الرعاة، واقتحموا البلدة مرتين، وطالبوا الوجهاء بالإسراع في تسليم السلاح لجهات مختصة داخل الأراضي السورية.

وأضاف أن الإسرائيليين دمروا عربة كانت في محيط البلدة سيطر عليها مقاتلون خلال المعارك الأخيرة ضد قوات النظام السوري.

مدخل بلدة كويا بريف درعا الغربي – 17 كانون الأول 2024 (عنب بلدي / حليم محمد)

قوائم لأسماء المزارعين

اقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي، في 16 من كانون الأول الحالي، بلدة معرية الحدودية مطالبًا بتزويده بقوائم بأسماء المزارعين في وادي اليرموك.

وذكر عدد من الوجهاء أن هذا الطلب تكرر على لسان الضباط الإسرائيليين في جميع جلسات التفاوض، وخاصة المزارعين المكشوفة أرضهم على الجزيرة التي تقدم عليها جيش الاحتلال مؤخرًا.

والتقت عنب بلدي عددًا من المزارعين في البلدات الحدودية، والذين أبدوا مخاوفهم من عرقلة إسرائيلية للزراعات “الباكورية”، التي بدأ الإعداد والتحضير لها مطلع كانون الأول الحالي.

ويعتقد بعض المزارعين أن إسرائيل تريد إحصاء أسماء المزارعين، لتحميلهم مسؤولية أي عمل أمني قد يحدث باتجاه أراضي الجولان السوري المحتل.

ويعتبر وادي اليرموك من أهم المصادر لتأمين الخضراوات “الباكورية” في درعا، والتي يسوّق قسم منها في المحافظات السورية، كما يعتبر من أهم حقول مراعي النحل في محافظة درعا، إذ يضع النحالون خلاياهم بالوادي في فصل الربيع.

أماكن دخول القوات الإسرائيلية في محافظة درعا جنوبي سوريا (syria liveua map)

مخاوف أمنية

يتخوف سكان القرى الحدودية من اقتحام مفاجئ للجيش الإسرائيلي أو قصف على القرى الحدودية.

ودفعت الأحداث الأمنية الأخيرة في حوض اليرموك خمس عائلات من بلدة معرية للنزوح، خوفًا من عمليات أمنية مفاجئة، خاصة بعد تهديدات إسرائيلية عبر مكبرات الصوت باقتحام البلدة.

وذكرت المصادر أن العائلات عادت بعد تطمينات من الوفود المفاوضة ومن الوجهاء.

نور (40 عامًا) من سكان بلدة معرية، قال لعنب بلدي، إن السكان فرحوا بالخلاص من نظام الأسد الذي كان يهدد في اقتحام أو قصف البلدات، لكن مخاوف صارت اليوم أشد خطورة وهي التهديدات الإسرائيلية.

وأضاف “قدرنا ألا ننتهي من الحرب ولا نعيش بسلام”.

حملات لضبط السلاح

في 17 من كانون الأول الحالي، أذاعت مكبرات الصوت في مساجد البلدات الحدودية بيانًا منسوب لـ”غرفة العمليات المشتركة” التابعة لفصائل المعارضة السورية، طالب بتسليم كل من يمتلك قطعة سلاح للجهات المختصة.

وفي حال لم يستجب السكان، فإن غرفة العمليات ستقوم بحملة مداهمة وتفتيش عن السلاح.

وأعطت “الغرفة” مهلة حتى صباح اليوم، الأربعاء 18 من كانون الأول، لتسليم السلاح، خاصة الذي سيطر عليه المدنيون خلال المعارك الأخيرة ضد قوات النظام.

وشهدت مدينة طفس وتل شهاب والحراك حملات مداهمة من قبل غرفة “العمليات المشتركة”، وصادرت عشرات قطع السلاح، وبعض السيارات التابعة لمؤسسات الدولة، والتي تعرضت للسرقة صبيحة يوم سقوط النظام السوري.

وعملت إسرائيل على تدمير مخازن السلاح في درعا، ومعظم محطات الدفاع الجوي، إذ قصفت مستودعات “اللواء 32” قرب مركز مدينة درعا، ومستودعات الكم قرب بلدة محجة في ريف درعا الشمالي، وقصفت مقرات “الفرقة الخامسة” في مدينة إزرع، وكتيبة “الرادار” قرب بلدة ناحتة في ريف درعا الشرقي.

خلال إحاطة لمبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسون، في 17 من كانون الأول، قال إن إسرائيل نفذت أكثر من 350 ضربة على منشآت ومعدات وإمدادات عسكرية في مختلف أنحاء سورية، منذ سقوط النظام، وما زالت هذه الضربات مستمرة.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن القوات الإسرائيلية التي احتلت أجزاء جديدة من سوريا مؤخرًا ستستمر فيها لأجل غير مسمى، وتخطط للبقاء لبعض الوقت في جبل الشيخ، “حتى يتم التوصل إلى ترتيب آخر يضمن أمن إسرائيل”.

اقرأ أيضًا: إسرائيل تدمر القدرات العسكرية السورية

مقالات متعلقة

  1. موقع عبري: ضغوط على إسرائيل لفتح معبر "القنيطرة" الحدودي
  2. القنيطرة.. نزوح أهالي أم باطنة بعد تصعيد النظام لهجته
  3. أول دورية روسية على طول الحدود السورية مع الجولان المحتل
  4. للمرة الثانية خلال 24 ساعة.. قصف يطال مواقع عسكرية للنظام السوري

سوريا

المزيد من سوريا