التمثال ما قبل الأخير
جريدة عنب بلدي – العدد 55 – الأحد – 10-3-2013
فاجأت مدينة الرقة التي تأخرت كثيرًا في الانضمام لركب الثورة السورية والتي وقفت طويلًا على الحياد واشتهرت بعدد «مخبريها» الذي فاق التصورات، كونها أول المدن السورية التي تنال حريتها بالكامل بأسرع وقت وبأقل كلفة ممكنة، والمدينة التي أسقط أهلها أكبر تمثال «للقائد الخالد» في ساعات قليلة.
لم يكن سقوط الرقة مفاجئًا للثوار فقط بل شكل صدمة للنظام الذي فقد كل مواقعه الأمنية والعسكرية بسرعة «خيالية» ليستلم الجيش الحر زمام الأمور هناك ويهدد بقطع مياه الفرات عن النظام تارة، وقطع الكهرباء عن المدن الساحلية تارة أخرى. ويبدو أن الرقة التي تأخرت كثيرًا قد تعلمت كثيرًا أيضًا من الأخطاء المرتكبة فأحسنت استخدام الأوراق التي باتت في يدها لتمارس الضغط على النظام على عكس غيرها.
بشائر النصر التي تلوح في الأفق لم تتوقف عند مداخل الرقة فحسب، فالحراك الخفي في دمشق وحمص والإنجازات التي يسطرها الثوار هناك تحمل بين ثناياها أخبارًا مبشرة بعد أن أدرك الثوار في المدينتين أن النصر يكون بالتآخي وتوحيد الصفوف وبعد أن اتفقوا جميعهم على العمل بمبدأ «الكتمان» لقضاء الحوائج. فهاهي كتائب الجيش الحر العاملة في داريا تتوحد أخيرًا ولأول مرة منذ بدأ عملها في المدينة تحت لواء جديد يجمعها ويوحد قرارها وفعلها في خطوة إضافية نحو دعم جبهة الصمود في وجه قوات الأسد التي تحاول السيطرة على المدينة منذ أشهر.
ومع سقوط الرقة ورموز النظام فيها في أيدي الثوار، تتوجه الأنظار مجددًا إلى دمشق وهذه المرة إلى ساحة عرنوس في قلب العاصمة حيث ينتصب آخر تماثيل «القائد الخالد» في انتظار وصول أيادي الثوار إليه لإسدال الستار على مشهد السقوط المرتقب لنظام الأسد
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :