قال السكرتير الصحفي للكرملين ديمتري بيسكوف إن مستقبل القواعد الروسية في سوريا لم يحدد بعد، بينما تجري موسكو حوارًا مع القوى المسيطرة في سوريا حاليًا.
بيسكوف في تصريحات صحفية حول القواعد الروسية واحتمالية نقلها من سوريا إلى بلد آخر مثل ليبيا، اليوم الاثنين 16 من كانون الأول، قال، “في الوقت الحالي لا توجد قرارات نهائية بشأن هذا الأمر، ونحن على اتصال مع ممثلي تلك القوى التي تسيطر حاليًا على الوضع في البلاد”.
وكانت روسيا ركزت على أمن قواعدها ومواطنيها وبعثاتها الدبلوماسية في سوريا بعد سقوط النظام في 8 من كانون الأول.
بيسكوف قال، الأربعاء الماضي، إن الكرملين يراقب “بعناية” كل ما يحدث الآن في سوريا ويحافظ على الاتصال مع أصحاب السيطرة على الوضع، “هذا ضروري لأن قواعدنا موجودة هناك، وبعثاتنا الدبلوماسية موجودة هناك”، وفق تعبير بيسكوف.
وكان رئيس لجنة الدفاع بمجلس “الدوما” الروسي، أندريه كارتابولوف، قال، غداة سقوط النظام، الاثنين 9 من كانون الأول، إن الأمن العسكري للقواعد الروسية في سوريا يتم ضمانه من قبل القواعد نفسها والقوات المسلحة الروسية، وهي تؤدي وظيفة حيوية هناك، وستواصل أداء هذه المهام.
ولا تكشف روسيا عن عدد قواتها في سوريا، وهو أمر يخص وزارة الدفاع الروسية، وفق بيسكوف.
التوسع العسكري الروسي في سوريا توسع بعد التدخل الروسي في سوريا، في 30 من أيلول 2015، وكان النظام حينها يفقد السيطرة على أكثر من ثلثي الأراضي السورية، قبل أن يتحول إلى المسيطر الأكبر في الصراع السوري.
القواعد العسكرية الروسية الرئيسية في سوريا هي قاعدة “حميميم” الجوية بريف اللاذقية، والقاعدة البحرية الروسية في طرطوس، وهي التي يتم التركيز عليها مؤخرًا بعد سقوط نظام بشار الأسد وانسحاب الروس من نقاط عسكرية في سوريا.
قاعدة طرطوس أو “المركز اللوجستي البحري الروسي”، أنشئت لأول مرة عام 1971 باتفاق بين الاتحاد السوفييتي وسوريا، وكانت قبلة للبوارج والسفن الحربية الروسية وقاعدة تموين وصيانة خلال الحرب الباردة، واستمر ذلك حتى انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991.
مطلع الألفية الثانية عاد اعتماد الروس على ميناء طرطوس مع إعادة تنشيط العلاقات الروسية- السورية.
واتخذت روسيا من ميناء طرطوس موقعًا لبناء قاعدتها العسكرية البحرية، وفق اتفاق وقعته مع النظام، في كانون الثاني 2017.
وينص الاتفاق على السماح بوجود 11 سفينة حربية إضافة إلى غواصات نووية لمدة 49 عامًا، مع إمكانية التجديد التلقائي لفترات بمدة 25 عامًا، وأن يسلّم النظام لروسيا الأراضي والمياه في منطقة ميناء “طرطوس” للاستخدام المجاني طوال مدة الاتفاق، إضافة إلى العقارات التي لم يتم الإعلان عنها بشكل رسمي.
القاعدة الثانية “حميميم” أنشئت، في 30 من أيلول 2015، ودعمت قوات النظام السوري السابق في قصف مناطق تحت سيطرة المعارضة.