الرياضة السورية.. وهذه هويتي

  • 2024/12/15
  • 7:39 م
محمد الحامض المكلف بإدارة الاتحاد الرياضي في سوريا - 15 كانون الأول 2024 (عنب بلدي / أنس الخولي)

محمد الحامض المكلف بإدارة الاتحاد الرياضي في سوريا - 15 كانون الأول 2024 (عنب بلدي / أنس الخولي)

عروة قنواتي

بعد عقود طويلة من حياة سوريا، الأرض الطيبة والعظيمة، أرض الحضارات والتعايش المشترك، لن يكون لملاعبها ومنشآتها الرياضية إلا عنوان الوطن، واسم البلد، ومدن ومحافظات وأندية البلد، لا اسم عائلة توارثت حكم البلد، وسيطرت على مقدراته وثرواته وحكمت الأرض والشعب والحجر.

الصور العملاقة للأب وولديه، آن لمنشآتنا الرياضية أن تستريح منها، وأن تخلعها وترميها إلى مزبلة التاريخ مع هتاف بالروح بالدم. الدورات والمسابقات التي كانت تقام سنويًا للتذكير بأحد أفراد العائلة، وواجب الشعب أن يقدس ذكراه على مر السنوات، آن لها أن تختفي مع هروب العائلة خارج الوطن الجريح.

ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل كما يقال، الشريان الرياضي في سوريا كغيره من شرايين المجتمع، عانى الكثير وحاول إنجاز ما يمكن إنجازه خلال العقود الماضية بالرغم من هيمنة القيادة القطرية لحزب “البعث” والأجهزة الأمنية وهيئة الإعداد البدني في الجيش والقوات المسلحة.

على هذه الأرض ما يستحق الحياة، ما يستحق الرياضة وما يستحق الإنجاز وليس الطفرات في الإنجاز، ما يستحق الإعداد والتأهيل والهيكلية السليمة، لا أقول إن هذه الأمور سوف تتحقق بسرعة، أو أن تحقيقها سهل بعد زوال حكم “البعث” والأسد والجيش والأمن عن سوريا، بالعكس أنا أعلن كما غيري التحدي للوصول إلى هذه المبادئ المثلى والأكمل لرياضة سورية حقيقية بهوية جديدة يفخر فيها كل رياضي وكل سوري عند الفوز وعند الخسارة بأن يصرح ويقول “هذه هويتي”.

الرياضة السورية المهترئة حاليًا تعود إلى فترة المخاض، المخاض الذي قد يكون عسيرًا، والذي قد يشهد ولادة قيصرية مفاجئة، والذي لربما يكون هادئًا طبيعيًا وما أحلاها من ولادة عندما تكون هادئة ودون مصالح ودون إقصاء ودون واسطات، بعد تعب وصبر وجهد وسحق دارت فيها رحى الظالمين والمستبدين فوق رقاب الأسرة الرياضية لأكثر من خمسة عقود في تاريخ سوريا.

من أسماء الأندية وشعارات الملاعب والصالات والتتويج وإهداء الإنجاز لحكمة القائد والقيادة، إلى حرية الوطن والأسرة الرياضية والمجتمع السوري بالكامل، ليكون الفوز والخسارة والنتائج في كل المسابقات والتحديات لسوريا وليست لعائلة أو لرمز أو لقائد.

عاشت الرياضة السورية، وهذه هويتي.

مقالات متعلقة

  1. لكل مجتهد نصيب.. وإبداع
  2. الزعامة الهلالية تختتم موسم العرب الأجمل
  3. السلاح والانتخابات والرياضة في سوريا
  4. الهيئة العامة للرياضة.. محاولات البحث عن مؤسسة جامعة

مقالات الرأي

المزيد من مقالات الرأي