مع افتتاح سفارتها في دمشق..
تركيا توضح دورها بانهيار الأسد سريعًا
أعلن وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، عودة السفارة التركية للعمل في دمشق، اعتبارًا من اليوم السبت 14 من كانون الأول، موضحًا دور بلاده في الانهيار السريع لقوات النظام السوري، بعد إقناع روسيا وإيران برفع الغطاء عنه.
وأكد وزير الخارجية التركي الدور الدبلوماسي لتركيا بشأن سوريا، وقال “تحدثنا مع روسيا وإيران وأخبرناهم بعدم الدخول في المعادلة عسكريًا”.
وجرى افتتاح السفارة التركية بعد تعيين برهان كور أوغلو، قائمًا بأعمال السفارة في دمشق، وتوجه فريقه إلى العاصمة السورية.
الوزير التركي اعتبر أنه جرى تنفيذ عملية ضد نظام بشار الأسد المخلوع بشجاعة وتصميم من المعارضة السورية، موضحًا أن تركيا كانت على دراية بالمخاطر، كما أن نظام الأسد أدار ظهره للعمليات التي أرادت تركيا إطلاقها.
وأضاف، “وجهنا نداءً صادقًا إليهم (إلى النظام)، ولم تكن لدينا شروط، وقررنا الانتقال من هنا إلى الجانبين لضمان الحد الأدنى من الخسائر في الأرواح”.
وبحسب الوزير، فمع بداية العملية كانت القضية الأكثر أهمية هي أن يتحدث الروس والإيرانيون مع بعضهم وألا يدخلوا في المعادلة عسكريًا، مشيرًا إلى أنهم فهموا ذلك خلال اجتماعات الأسبوع الماضي.
وجاء وزير الخارجية الإيراني إلى تركيا ثم جرى لقاء في الدوحة بحضور وزير الخارجية الروسي، وجرى الحديث عن كل شيء، وبعد نقطة معينة اتصلوا وغادر بشار الأسد في ذلك المساء، بحسب الوزير التركي.
حكومة وطنية
وأشار فيدان إلى وجود حكومة وطنية مهيمنة في سوريا حاليًا، سوف تستعيد أرضها وسيادتها.
كما تطرق إلى تطوير إسرائيل استراتيجية لتدمير قدرات وفرص الإدارة الجديدة في سوريا، معتبرًا هذه الاستراتيجية خطيرة للغاية، ويمكن أن تؤدي إلى استفزاز كبير.
وتابع، “لهذا السبب أرسلنا لهم (في إشارة إلى الإسرائيليين) رسالة أن أوقفوا الاستفزازات وأوقفوا قصف الأماكن الخاضعة لسيطرة الإدارة السورية”.
الوزير التركي أشار إلى محاولات التقارب التركية مع نظام الأسد في السابق، وفشلها، مشيرًا إلى أن نظام الأسد لم يكن في وضع يسمح له برؤية عيوبه، وأنه لم يدخل في حوار مع تركيا لأنه يرى شعبه أعداء، وهو ليس وحده في اتخاذ القرارات.
واعتبر فيدان أن السبب وراء وصول المعارضة إلى السلطة في سوريا في وقت قصير هو المحادثات التي جرت في الخلفية ونقص الدعم لنظام الأسد، فالروس والإيرانيون فهموا أن الرجل الذي استثمروا فيه ليس قابلًا الاستثمار فيه، وأوضاع المنطقة لم تعد كما كانت.
وشدد على أن ضمان وحدة سوريا أولوية، والهدف في الفترة الجديدة إقناع المجتمع الدولي والجهات الفاعلة الإقليمية بدعم وحماية السوريين والإدارة المنشأة حديثًا في دمشق.
وخلال 11 يومًا، تمكنت “إدارة العمليات العسكرية” من الإطاحة بنظام الأسد، رغم أن فصائلها كانت تسيطر على محافظة إدلب فقط شمال غربي سوريا.
وانسحبت قوات النظام تحت ضربات الفصائل من محافظة حلب أولًا، وهي العاصمة الاقتصادية لسوريا، لتواصل بعهدها التقدم إلى حماة وحمص، ثم دمشق.
“لا يوجد إرهاب”
وبرأي الوزير التركي، فالمخاوف من “هيئة تحرير الشام” طبيعية تمامًا، ويجب حلها، مشيرًا إلى أنه التقى بشكل منفصل بكل وزراء الخارجية العرب بعد وصول فصائل المعارضة إلى حلب، لإزالة هذه المخاوف، والعالم قبِل المعايير التي حددتها تركيا بشأن هذه القضية.
وقال فيدان إنه لا يوجد “إرهاب” في سوريا و”المنظمات الإرهابية” (في إشارة إلى “تنظيم الدولة الإسلامية” و”حزب العمال الكردستاني” و”وحدات حماية الشعب”) لا تتلقى الدعم، ولا تتعرض الأقليات لسوء المعاملة، ويتم تلبية احتياجاتهم الأساسية، ولا أحد لديه علاقة بأسلحة الدمار الشامل، ولا تشكل الإدارة الجديدة خطرًا أو تهديدًا لدول المنطقة، وفي الوقت نفسه يتم ضمان وحدة البلاد وتماسكها، والمطلوب لمعالجة هذه المخاوف هيكلة حكومة شاملة.
وبيّن أن تركيا نقلت هذه المخاوف إلى الإدارة في دمشق، من أجل معالجة المخاوف، متوقعًا اتخاذ موقف وخطوات لازمة.
وأمس الجمعة، قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن السوريين أنشؤوا إدارة مؤقتة، وبدؤوا بضمان النظام والأمن، معربًا عن أمله في تطهير مناطق أخرى من سوريا من “المنظمات الإرهابية والغزاة”، وخلق أرضية لازمة لجميع السوريين ليجدوا مكانهم.
وأضاف أردوغان أن سوريا خطت بعد 13 عامًا خطوتها الأولى نحو التحرير مرة أخرى، فبينما أسقط السوريون نظام “البعث”، كان على الأسد جمع أمتعته والهرب بين عشية وضحاها.
وكان وفد دبلوماسي تركي زار دمشق، الخميس الماضي، في زيارة هي الأولى من نوعها لوفد دبلوماسي بعد سقوط نظام الأسد المخلوع في 8 من كانون الأول الحالي، كما كانت الزيارة الأولى لمسؤول تركي إلى سوريا منذ 2011.
ووثّق مراسل عنب بلدي موكبًا يضم مسؤولين أتراكًا، على رأسهم رئيس جهاز الاستخبارات، إبراهيم قالن.
واستقل الوفد سيارة يقودها قائد “القيادة العامة”، أحمد الشرع (الجولاني)، في موكب يضم عددًا من السيارات والمرافقة من الجانبين.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :