قالت وزارة الإعلام في حكومة تصريف الإعلام السورية إن جميع الإعلاميين الحربيين الذين كانوا جزءًا من آلة الحرب والدعاية لنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، سيخضعون للمحاكمة العادلة.
وذكرت الوزارة أن جميع الإعلاميين الحربيين الذين كانوا جزءًا من آلة الحرب والدعاية لنظام الأسد، وأسهموا بشكل مباشر أو غير مباشر في الترويج لجرائمه ومجازره ضد الشعب السوري، سيخضعون للمحاكمة العادلة.
وأضافت أن المحاكمة العادية هي ضمن إطار العدالة الانتقالية، التي تهدف إلى تحقيق الإنصاف ومحاسبة كل من تورط في انتهاكات جسيمة بحق أبناء الشعب، وفق بيان أصدرته، الجمعة 13 من كانون الأول، وتأكدت من صحته عنب بلدي.
يأتي البيان بعد خمسة أيام من إعلان إسقاط النظام السوري، وهروب بشار الأسد إلى موسكو، وثلاثة أيام من تكليف محمد البشير رئيسًا لحكومة تسيير أعمال، وذلك لفترة مؤقتة حتى 1 من آذار في 2025.
ومنذ أيام ظهرت عدة بيانات مزورة منسوبة لـ”القيادة العامة” التي أسقطت نظام بشار الأسد، منها أنه يمنع منعًا باتًا التعرض للإعلاميين العاملين في: التلفزيون السوري، الإذاعة السورية، صفحات التواصل الاجتماعي.
كما يُمنع توجيه أي تهديد لهم تحت أي ظرف، مع عقوبة الحبس لمدة سنة كاملة لكل من يخالف هذا القرار، لكن البيان مزور.
ومنذ انطلاق الثورة السورية عام 2011، برز إعلاميون حملوا رواية النظام السوري، وشاركوا في تغطية معارك قواته في مناطق عدة، واتُهموا بإسهامهم في تزييف وتضليل الحقائق، والتشجيع على قتل المدنيين، وتسمية المعارضة السلمية والمسلحة بـ”الإرهابيين”.
ونشط هؤلاء الإعلاميون عبر حساباتهم في وسائل التواصل بنشر الصور والتسجيلات المصوّرة بطريقة ساخرة، كالشوارع الخالية من السكان والأضرار الكبيرة التي لحقت بالأحياء السكنية نتيجة القصف على العديد من المناطق عقب سيطرة قوات النظام وروسيا عليها.
وعُرف عنهم سخريتهم من “المعارضة السورية” ووصف المسلحين بـ”الإرهابيين والمرتزقة”، وتوعدهم بأن قوات النظام السوري قادمة “لتطهير مناطقهم”.
ومنذ 27 من تشرين الأول الماضي، حين أطلقت فصائل المعارضة عملية عسكرية مكنتها من السيطرة على مدن سورية عدة، وصولًا إلى العاصمة، والإطاحة بحكم بشار الأسد، كثرت الإشاعات والأخبار المغلوطة وغير الدقيقة، ولا تزال مستمرة حتى اليوم.
وبعد ساعات من مغادرة الأسد، دخلت الفصائل المسلحة إلى دمشق دون مقاومة، وأعلنت إسقاط النظام السابق بعد 13 عامًا من الثورة السورية.
وانتقل كثير من الإعلاميين الحربيين الذين كانوا يرافقون تحركات قوات النظام السوري ويشجعونها، مباشرة إلى تأييد للسلطات الجديدة في سوريا، ما صار يعرف محليًا بـ”التكويع”.