علقت روسيا تصدير القمح إلى سوريا حتى إشعار آخر، بسبب “عدم اليقين بشأن السلطة الجديدة”، ولتأخير سداد المستحقات المالية السابقة.
ونقلت وكالة “رويترز” اليوم، 8 من كانون الأول، عن مصادر روسية وسورية لم تسمها، أن بيانات الشحن لسفينتين تحملان القمح الروسي المخصص لسوريا، لم تصل وجهتها.
وتعد روسيا المصدر الأكبر للقمح للعالم، بحسب “رويترز”، وزودت النظام السوري السابق بالقمح من خلال ترتيبات مالية ولوجستية، لتجاوز العقوبات الغربية على روسيا والنظام.
واستورد النظام السوري السابق، القمح من روسيا بسبب قلة تكلفته، على حساب القمح المحلي الذي خفض الدعم الحكومي عنه.
وتعاني سوريا من صعوبة تأمين القمح من السوق الدولية بسبب العقوبات الغربية، بالرغم من أن الشحنات الغذائية لا تشملها العقوبات.
وكان النظام السابق يؤمن القمح من روسيا بطرق وأساليب متعددة، منها عبر اتفاقيات نادرة غالبًا ما يتم الكشف عن تفاصيل منها، أو عبر مناقصات تطرحها “المؤسسة العامة للحبوب”، أو ما ترسله موسكو من كميات تحت غطاء “المساعدات”.
وكانت روسيا الداعم الأكبر للنظام السوري السابق، ومنحته اللجوء “الإنساني” إلى موسكو ليلة سقوطه في 8 من كانون الأول الحالي.
وبحسب الكريملين، فإن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، هو من منح الأسد اللجوء له ولعائلته، بعد هروبه من سوريا، عقب سيطرة فصائل المعارضة على العاصمة السورية دمشق.
وتمتلك روسيا قواعد عسكرية، في سوريا أبرزها “مطار حميميم” في اللاذقية غربي سوريا، وبحسب ما نقلته وكالة “ريا نوفوستي”، فإن موسكو تضمن بقاء قواعدها في سوريا من خلال القوات الروسية الموجودة في القواعد نفسها.
ومع عملية “ردع العدوان” التي أطلقتها فصائل “إدارة العمليات العسكرية” في 27 من تشرين الثاني الماضي، والتي أدت للإطاحة بنظام بشار الأسد، أرسلت حكومة “الإنقاذ” رسائل تطمين إلى روسيا.
ووفق بيان لـ”إدارة الشؤون السياسية” التابعة لـ”الإنقاذ”، في 29 من تشرين الثاني الماضي، فإن الثورة السورية “لم تكن يومًا ضد أي دولة أو شعب، بما في ذلك روسيا”.
ودعا بيان “الإنقاذ” روسيا إلى عدم ربط مصالحها بالنظام السوري، أو شخص بشار الأسد، بل مع الشعب السوري، وفق تعبير الحكومة، التي أشارت إلى “شراكة محتملة” في بناء “مستقبل مشرق لسوريا.