نفت “الإدارة الذاتية” لشمال شرقي سوريا اليوم، الجمعة 13 من كانون الأول، ما جرى تداوله مؤخرًا حول “مسودة تفاهم” مع دمشق.
وقالت “الإدارة الذاتية”، إنه يجري حاليًا الإعداد لمرحلة اللقاءات والحوار بهدف توحيد الآليات والجهود خدمة لسوريا وشعبها.
ومنذ الخميس، جرى تداول ما قيل إنه مسودة مفاوضات بين “هيئة تحرير الشام” التي يقودها أحمد الشرع، قائد “إدارة العمليات العسكرية”، وبين “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).
وتضمنت مسودة المفاوضات المزعومة التي قيل إنها برعاية أمريكية، مطالب لـ”هيئة تحرير الشام”، وأخرى لـ”قسد”.
وجاء في ما قيل إنها مطالب “تحرير الشام”، أن تعترف الحكومة الجديدة في دمشق بـ”الإدارة الذاتية” لشمال شرقي سوريا، وتساعد على إعادة المهجرين الكرد في ريف حلب وتل خاصل وتل عرن وحلب المدينة وعفرين وريفها ومناطق تل أبيض ورأس العين.
كما تتوسط لحل الخلاف بين “قسد” والدولة التركية، وتتعهد بإيقاف هجمات “الجيش الوطني السوري” على مناطق شرق الفرات المسيطر عليها من “قسد”، بالإضافة إلى مشاركة “قسد” في الحكومة الانتقالية بعد آذار المقبل، مع إعطاء الوعود بالعمل على أن يكون في الدستور الجديد الأمور التالية.
- كتابة الجمهورية السورية فقط.
- الاعتراف الدستوري باللغة الكردية لغة ثانية في البلاد.
- إعطاء الكرد حقوقهم الثقافية والتعليمية.
كما تتعهد الحكومة بعد استقرار الأمور بإخراج الجيش التركي من سوريا.
وبالنسبة لما قيل إنها مطالب “هيئة تحرير الشام” من “قسد”، فتتجلى بالاعتراف بالحكومة السورية في دمشق، واعتبار “الإدارة الذاتية” جزءًا من الدولة السورية، وإخراج جميع العناصر الأجنبية من سوريا، وفك الارتباط مع الأحزاب الخارجية وإزالة مخاوف تركيا بهذا الشأن، وتسليم المناطق العربية التي تسيطر عليها “قسد”، وهي القسم الشرقي من ريف دير الزور على خط الفرات، ومدينة الطبقة وسد الطبفة ومدينة الرقة وقسم من ريفها.
وبموجب المسودة نفسها، يجري تسليم السجناء الأجانب من تنظيم “الدولة الإسلامية” للحكومة في دمشق، والتعاون التام في هذا الملف، ورفع العلم السوري في جميع مناطق “الإدارة الذاتية” في شمال شرقي سوريا، مع إشراف حزئي للحكومة السورية على المعابر مع العراق وتركيا في مناطق “الإدارة الذاتية”، إلى جانب الاتفاق على تبعية “قسد” إداريًا للجيش السوري الجديد.
كما يتعهد الطرفان في حال الاتفاق بمساءلة أمراء الحرب من الفصائل التي ترفض تسليم سلاحها والانضمام إلى الجيش السوري الجديد.
وأمس الخميس، أعلنت “الإدارة الذاتية” فرض حظر تجول يومي، يبدأ من الخامسة مساء وحتى الثامنة صباحًا، اعتبارًا من اليوم وحتى إشعار آخر، مشيرة إلى أن حظر التجول يهدف لتجنب أي أعمال تمس بأمن وسلامة المواطنين.
ويأتي قرار الحظر تزامنًا مع توتر تعيشه مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية”، إذ شهدت مدينة الحسكة وقفة احتجاجية رفع فيها المحتجون أعلام الثورة السورية محتفلين بسقوط نظام بشار الأسد، ما قوبل بإطلاق الرصاص على المحتجين في الرقة.
بررت “قسد” إطلاق النار على متظاهرين في مدينة الرقة شمالي سوريا، باستفزاز بعض الأشخاص لعناصرها وإطلاق الرصاص بشكل عشوائي، لكن مصادر محلية نفت تبرير “قسد”.
وقالت “قسد” في بيان لها، إن المئات من موظفي “الإدارة الذاتية” وأهالي الرقة تجمعوا للاحتفال برفع علم الاستقلال وسط مدينة الرقة بناء على قرار “مجلس الشعوب الديمقراطية”.
وأضافت “قسد” أن “قوى الأمن الداخلي” أدت مهامها في حماية الاحتفالية، “لكن سرعان ما استغل بعض الأشخاص الاحتفالية واستفزوا قواتنا، وأطلقوا الرصاص بشكل عشوائي على المحتفلين”، ما أدى ذلك إلى إصابات في صفوف “قوى “الأمن” والمحتفلين، وفق “ٌقسد”.
أمس الخميس، أعلنت “الإدارة الذاتية” رفع علم الثورة السورية على جميع المجالس والمؤسسات والإدارات والمرافق التابعة لها بمناطق سيطرتها.
وفي اليوم نفسه، تحدث قائد “قسد”، مظلوم عبدي، عن وجود اتفاق بين قواته مع “هيئة تحرير الشام” المنخرطة في “إدارة العمليات العسكرية”، التي تسيطر على العاصمة دمشق ومعظم مساحة سوريا.
وقال عبدي، إن لدى “قسد” اتفاقات مع “هيئة تحرير الشام” بخصوص محافظتي حلب ودير الزور، مشيرًا إلى وجود اتفاق على شرق دير الزور وغربها.
وذكر عبدي أن “تحرير الشام” أخبرت “قسد” بعمليتها العسكرية، وأن مناطق سيطرة “قسد” ليست هدفًا لها.