في الوقت الذي أجل المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، موعد استئناف المفاوضات السورية، حتى الأربعاء المقبل، ترى المعارضة أن تجاهل مصير الأسد خلال المفاضات، سيجعلها دون قيمة ويؤدي إلى إفشالها مجددًا، على أن تجيب خلال اجتماعها اليوم، الخميس 7 نيسان، عن أسئلة دي ميستورا.
تأجيل المفاوضات “لتوفير ظروف أفضل”
دي ميستورا أعلن إرجاء المفاوضات ساعيًا “لتوفير ظروف أفضل، وتجاوز مأزق يلوح في أفق الجولة المقبلة من المفاوضات”، بحسب تعبيره، بعد أن أكد الاثنين الماضي أن المفاوضات ستجري في موعدها، رافضًا الاستجابة لطلب النظام السوري، تأجيلها لتزامنها مع بدء الانتخابات البرلمانية 13 نيسان الجاري.
وجاء قرار الإرجاء بسبب زيارة المبعوث الأممي إلى موسكو ولقائه وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الثلاثاء الماضي، وقال إنه يعتزم زيارة دمشق “للحصول على مرونة في موقفها التفاوضي”.
روسيا تطالب بتمثيل كافة الأطراف
لافروف أبلغ دي ميستورا خلال اجتماعهما، الثلاثاء، أن موسكو “ستدعم جهود الأمم المتحدة لإجراء محادثات مباشرة وشاملة لجميع أطراف الصراع السوري”، مردفًا “كما هو الحال في أي صراع من الضروري بالطبع أن نضمن الطبيعة الشاملة للمفاوضات وأن تركز على دعم الحوار المباشر بين الطرفين”.
إلا أن المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، اعتبر في تصريحاته التي تزامنت مع الاجتماع أن مصير الأسد ينبغي أن يقرره الشعب السوري، ويجب تهيئة الظروف الملائمة لهذا القرار.
وتقول موسكو إنها تسعى لـ “توحيد” وفد المعارضة، والتفاوض مع وفد النظام السوري برئاسة الجعفري، بشكل مباشر، كما تطالب بتمثيل كافة الأطراف ضمن المعارضة لضمان “نجاح الخطوة”، على حد وصفها.
وبخصوص المفاوضات، قال وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، إن محادثات السلام المرتقبة “ستختبر ما إذا كان الرئيس السوري بشار الأسد يمكنه التفاوض بنية حسنة أم لا، وهذا هو الأساس في الوقت الحالي”.
مصير الأسد يشكل العقبة الأساسية
وتبقى مسألة مصير الأسد، العقبة الأساسية في وجه المفاوضات، فيما تجتمع المعارضة اليوم في الرياض، لإعداد مسودة إجابات عن أسئلة دي ميستورا حول رؤيتها عن الحكم في سوريا.
وتؤكد الهيئة العليا للتفاوض بشكل دائم، على ضرورة وقف الهجمات ضد المدنيين، وتشكيل هيئة حكم انتقالي، على ألا تشمل الأسد، بينما يرفض النظام السوري فكرة الهيئة، معتقدًا أن المفاوضات يجب أن تتمخض عن حكومة سورية جديدة، وأن مستقبل الأسد غير قابل للنقاش.
وكان الأسد أعلن، مطلع نيسان الماضي، عن استعداده لإجراء انتخابات رئاسية “في حال وافق الشعب السوري”، مشيرًا إلى أنه “يجب أن تكون هناك إرادة شعبية لإجراء انتخابات مبكرة، وليس هناك مشكلة في إجرائها باعتبارها استجابة للشعب لا لقوى المعارضة”.
ومن المقرر بحسب الأمم المتحدة أن تتناول الجولة المقبلة “القضايا الجوهرية” المتعلقة بالانتقال السياسي، والإجابة عن 29 سؤالًا كان دي ميستورا وجهها إلى وفدي المعارضة والنظام، واعتبر عقب الجولة الأولى ولأول مرة أن المعارضة تبدي تحركات إيجابية، بينما يحرص النظام على المماطلة وإضاعة الوقت.
–