اتهم المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، أمريكا وإسرائيل بالتخطيط لما جرى من أحداث في سوريا أدت إلى إسقاط النظام.
وقال خامنئي في كلمة له بحسينية “الخميني” اليوم، الأربعاء 11 من كانون الأول، إن ما جرى في سوريا كان لدولة مجاورة دور واضح فيه، لكن أمريكا وإسرائيل هما السبب الرئيس لذلك، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)
وأضاف خامنئي أن المقاتلين (ويقصد فصائل المعارضة السورية) يسعون إلى “احتلال الأرض” من شمالي سوريا أو جنوبها، بينما تسعى أمريكا لترسيخ وجودها في المنطقة.
وهدد المرشد الإيراني باستعادة ما أسماه “المناطق المحتلة” على يد “الشباب السوري الغيور”، وفق وصفه.
وتعتبر إيران أبرز داعمي النظام السوري السابق، وشاركت بمعارك إلى جانبه ضد المعارضة السورية، لكن طهران تقول إن وجودها كان على شكل “مستشارين”.
وقال خامنئي إن طبيعة الوجود العسكري الإيراني في سوريا والعراق، يقتصر على وجود “المستشارين”، ولا يعني نقل كل الجيش الإيراني ليحل مكان جيوش الدول.
وأشار إلى أن سقوط سوريا (في إشارة إلى النظام السابق) لا يعني تراجع المقاومة، مضيفًا أن “المقاومة ليست منظومة أو جهازًا قابلًا للكسر”.
ودعمت طهران ميليشيات قاتلت في سوريا، أبرزها “حزب الله” اللبناني، وبعض الفصائل العراقية والإيرانية والأفغانية.
وتقلص وجود الميليشيات في سوريا بعد حرب غزة في 7 من تشرين الأول 2023، واستهدفت إسرائيل قيادات وعناصر لإيران أو الميليشيات التابعة لها، ونقاطًا عسكرية ومستودعات أسلحة.
وربط خامنئي وجود إيران في سوريا بسببين، الأول محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”، وقال، إن قوات بلاده تدخلت لحماية المراقد والأماكن المقدسة، ذات الطابع الشيعي، من التنظيم الذي سبق وفجر مراقد دينية في العراق، حسب قوله.
ويعود السبب الثاني إلى حماية أمن إيران الداخلي من تمدد ما أسماه خطر تنظيم “الدولة” ووصوله إلى داخل إيران، مما “سيسبب حالة من الفوضى وعدم الاستقرار”، وفق خامنئي.
في 8 من كانون الأول الحالي، سقط النظام السوري السابق بعد دخول المعارضة وسيطرتها على العاصمة دمشق، وهروب رئيسه بشار الأسد إلى روسيا.
السيطرة جاءت بعد 11 يومًا من عملية “ردع العدوان” التي أطلقتها فصائل ما يسمى “إدارة العمليات العسكرية” وانطلقت من محور ريف حلب الغربي، ووصلت إلى جنوبي سوريا.
وبالتزامن من معارك “ردع العدوان”، تعهدت حكومة “الإنقاذ” التابعة للمعارضة حينها بحماية السفارات والقنصليات والمباني الدبلوماسية.
واتهمت إيران فصائل المعارضة بـ”الاعتداء” على السفارة الإيرانية بدمشق والعبث بمقتنيات وسرقة وثائق وأرشيفات، وتخريب الأثاث.