طلبت الولايات المتحدة الأمريكية من “هيئة تحرير الشام” المساعدة في تحديد مكان الصحفي الأمريكي المفقود في سوريا، أوستن تايس، وتحريره خلال عملية تحرير السجون في البلاد إثر الإطاحة ببشار الأسد، وفق ما نقلته وكالة “رويترز“.
المتحدث باسم البيت الأبيض، جون كيربي، قال الثلاثاء 10 من تشرين الأول، إن المسؤولين الأمريكيين يبذلون قصارى جهدهم لمعرفة أكبر قدر ممكن من المعلومات عن أوستن تايس،
وقال كيربي إن الوضع في سوريا قد يقدم فرصة لجمع المزيد من المعلومات عن الصحفي الأمريكي، ومكان وجوده وحالته، مضيفًا أن المسؤولين الأمريكيين يفترضون أنه على قيد الحياة وليست لديهم معلومات مناقضة.
مكافأة
أعلنت الخارجية الأمريكية عن مكافأة مالية يمكن أن تصل إلى عشرة ملايين دولار، مقابل معلومات عن أوستن تايس.
برنامج “مكافآت من أجل العدالة” التابع للولايات المتحدة، دعا الجميع للمساعدة في العثور على أوستن تايس، الذي اختفى في سوريا عام 2012.
وقالت الخارجية عبر حسابها العربي في “إكس“، “مع سقوط نظام الأسد، نأمل أن تتوفر معلومات جديدة تساعد في كشف مصيره”، مشيرة إلى إمكانية تقديم المعلومات بسرية تامة والحصول على المكافأة المالية والهجرة، كما حددت آلية وأرقامًا للتواصل بهذه القضية.
وفي 9 من كانون الأول الحالي، ضغط مسؤولون أمريكيون للحصول على معلومات عن أوستن تايس، وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، إن مبعوث واشنطن لشؤون الرهائن، روجر كارستينز، كان في بيروت في إطار جهود مكثفة لتحديد مكان تايس، بينما قال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جيك سوليفان، إن مسؤولين آخرين يسعون للحصول على معلومات من أشخاص في سوريا.
وفي الأيام الأخيرة قبيل سقوط الأسد، عادت قضية اختفاء أوستن تايس إلى الواجهة، حين أعلنت والدته أن ابنها المعتقل لدى النظام السوري لا يزال على قيد الحياة.
ونسبت ديبورا تايس، والدة أوستن، في 7 من كانون الأول، هذه المعلومة إلى “مصدر مهم”، قالت إنه جرى التحقق منه من قبل الحكومة الأمريكية، وفق ما ذكره موقع “المونيتور” (مقره في الولايات المتحدة).
وتحدثت والدة أوستن ووالده وإخوته، في 6 من كانون الأول، بعد اجتماع مع مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان.
ووفق الموقع، فالاجتماع جرى في الوقت الذي تقدمت به فصائل المعارضة السورية نحو مدينة حمص، ثالث أكبر مدن سوريا، كجزء من هجوم شكّل التحدي الأكثر خطورة لحكم الأسد منذ سنوات.
وترى واشنطن أن تحرك فصائل المعارضة السورية وتقدمها وسيطرتها على مناطق واسعة من سوريا، جاء نتيجة لرفض النظام للانخراط في العملية السياسية، ما أدى إلى تصاعد الأحداث التي تشهدها سوريا بشكل مباشر.
وفي 8 من كانون الأول، سقط نظام بشار الأسد، فلاذ بالفرار، وغادر إلى روسيا، وحصل على “اللجوء الإنساني” فيها.
محاولات فاشلة
حاولت إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قبل سنوات، استخدام قنوات خلفية مع نظام الأسد، وفي نهاية 2020، سافر المسؤول في البيت الأبيض، كاش باتيل، وروجر كارستينز، المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون الرهائن، إلى دمشق، لإجراء مفاوضات بشأن الأمريكيين المعتقلين.
والتقى الرجلان برئيس “المخابرات السورية” حينها، علي مملوك (مستشار شؤون “الأمن الوطني” في “الأمانة العامة لرئاسة الجمهورية حتى سقوط النظام).
في أيلول الماضي، قالت الخارجية الأمريكية إن النظام السوري لديه ما يقدمه فيما يتعلق بالإفراج عن أوستن تايس، وجاء في مؤتمر صحفي للمتحدث باسم الوزارة ماثيو ميلر، أن واشنطن تعلم أن النظام السوري احتجز أوستن تايس، مشيرًا إلى أن بلاده عرضت مرارًا وتكرارًا إيجاد طريقة لإعادته إلى أمريكا.