كارثة صيدنايا.. ماذا حصل في مسلخ الأسد

  • 2024/12/10
  • 7:08 م
عملية البحث عن المعتقلين في سجن صيدنايا - 9 كانون الأول 2024 (عنب بلدي/ ديان جنباز)

عملية البحث عن المعتقلين في سجن صيدنايا - 9 كانون الأول 2024 (عنب بلدي/ ديان جنباز)

انتهت عمليات البحث عن معتقلين محتملين في زنازين وسراديب سرية غير مكتشفة داخل سجن “صيدنايا”، دون العثور على أي زنازين وسراديب سرية لم تفتح بعد.

فرق “الدفاع المدني” بحثت في جميع أقسام ومرافق السجن وفي أقبيته وفي باحاته وخارج أبنيته، بوجود أشخاص كانوا بمرافقتها ولديهم دراية كاملة في السجن وتفاصيله.

ولم تعثر الفرق على أي دليل يؤكد وجود أقبية سرية أو سراديب غير مكتشفة، بحسب بيان للمنظمة، فجر اليوم الثلاثاء 10 من كانون الأول.

وشاركت في عمليات البحث خمس فرق مختصة بينها فريقا “K9” (فرق الكلاب البوليسية المدربة) وفرق الدعم والإسعاف.

وتتبعت الفرق جميع المداخل والمخارج وفتحات التهوية وأنابيب الصرف الصحي والمياه والأسلاك الكهرباء وكابلات كاميرات المراقبة دون أن تجد أي أقبية أو سراديب غير مكتشفة، بحسب البيان.

وفي الوقت الذي كان عشرات آلاف السوريين يترقبون أخبارًا من سجن صيدنايا، بشأن ذويهم المعتقلين (لا يعلم ذوو المعتقلين في أي سجن قد يكون أقاربهم)، عبّر “الدفاع المدني” عن خيبة أمل كبيرة لوجود آلاف المعتقلين الذين مازالوا في عداد المفقودين، ولم يتمكن ذويهم من الوصول لأي معلومات تكشف مصيرهم.

وطالب “الدفاع المدني” المؤسسات الدولية المتخصصة والسلطات المحلية بدعم جهود المجتمع المدني السوري للكشف عن مصير المفقودين من كل الأطراف.

عملية البحث عن المعتقلين في سجن صيدنايا – 9 كانون الأول 2024 (عنب بلدي/ ديان جنباز)

إشاعات تهدد الأدلة

غداة دخول مقاتلي المعارضة إلى سجن “صيدنايا”، والشروع بفتح الأبوال أمام المساجين، انتشرت معلومات عن وجود طوابق سرية، وأبواب مخفية، دفعت بفرق “الدفاع المدني السوري” للشروع بالحفر داخل السجن بحثًا عن المزيد من المعتقلين.

ومع مرور الوقت، لم ينجم عن عمليات البحث أي نتائج، ما دفع العاملين في المجال لعرض مكافئات مالية لأي شخص يدلي بمعلومات عن طوابق سرية في “صيدنايا”.

ونشر “الدفاع المدني” عبر “فيس بوك” عرضًا لمن يقدم المساعدة، رفع فيه المكافأة المالية لمبلغ 5000 دولار لمن يقدم معلومات تساعد في العثور على أماكن السجون ومراكز الاعتقال السرية التي يوجد فيها معتقلون”، بعد يومين عن إعلان مشابه.

أيضًا نشرت “إدارة العمليات العسكرية“، وهي المسؤولة عن عمليات “ردع العدوان” التي أطاحت بنظام الأسد، في 8 من كانون الأول الحالي، عرضًا مشابهًا عرضت فيه الحماية على من يقدم المعلومات، إضافة لمكافأة “مجزية”.

عضو مجلس إدارة “الدفاع المدني السوري”، أحمد يازجي، قال لعنب بلدي إنه لا مؤشرات على وجود أي أقسام إضافية في سجن “صيدنايا”، لكن نشر الإشاعات، وتوجه المدنيين للحفر داخل السجون، سيؤدي في نهاية المطاف لإتلاف الأدلة التي شهدت على انتهاك حقوق السوريين.

وأضاف أن فرق الإنقاذ من “الدفاع المدني” سبق أن أحضرت موظفين سابقين في السجن، لكنهم قالوا إنه لا أقسام إضافية غير المعروفة في السجن.

وحمّل ناشطون “إدارة العمليات العسكرية” المسؤولية عن الفوضى التي حدثت في السجن، ومختلف أفرع الأمن والمقرات الحساسة في دمشق، التي تعرض كثير منها للنهب والتخريب، في وقت يحتاج السوريون لمعرفة فحوى الوثائق المسروقة والمخربة في سياق تحقيق العدالة بعد الأسد.

وعلمت عنب بلدي من مصادر متقاطعة أن مهمة “الدفاع المدني” في البحث كانت معقدة واستمرت لفترة أطول بسبب سرقة أجهزة وشاشات لمراقبة السجن، بعد دخول المقاتلين ومدنيين إلى السجن في الساعات الأولى فجر الأحد.

غرف المعتقلين في سجن صيدنايا – 9 كانون الأول 2024 (عنب بلدي/ ديان جنباز)

4300 معتقل في “صيدنايا”

حصلت رابطة “معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا” على وثيقة رسمية توضح أن أعداد السجناء، حتى 28 تشرين الثاني 2024، وصل إلى 4300 شخص.

ووفق الوثيقة التي حصلت عنب بلدي على نسخة منها عبر “الرابطة”، تضمن التفقد اليومي لأعداد المساجين 4300 سجين موزعين على الشكل التالي:

  • محكمة الميدان العسكري: 1231 سجينًا، أحيل منهم واحد إلى المستشفى.
  • محكمة الإرهاب: 252 سجينًا.
  • المحكمة القضائية (جنح وتهم جنائية لجرائم أحد أطرافها عسكري): 2817 سجينًا، أحيل منهم ثلاثة إلى المستشفى.
  • محاكمات الفرار: لا يوجد سجناء.

ولم يرد في الإحصاء المسجل في هذا التاريخ، وفق الوثيقة، أي حالة وفاة.

مدير الرابطة، دياب سرية، أكد في تسجيل مصور، عدم وجود أقبية سرية في أكثر من مناسبة في سجن صيدنايا، وأوضح أن جميع المعتقلين جرى إخراجهم من السجن صباح الأحد، 8 من كانون الأول.

 

وسبق أن أكدت الرابطة وفريقها الموجود داخل السجن خلوّه من المعتقلين بجميع أبنيته (الأبيض والأحمر).

وقالت “الرابطة” اليوم، إنه لا صحة لوجود معتقلين عالقين تحت الأرض، والمعلومات الواردة في بعض التقارير الصحفية غير دقيقة.

وأضافت أن تحرير آخر معتقل من سجن صيدنايا، كان يوم 8 كانون الأول الساعة 11 صباحًا.

وناشدت “الرابطة” أهالي المعتقلين والمختفين قسرًا بعدم التوجه إلى السجن، والتجمع داخله وخارجه، فهذا يصعب من مهمة الفرق العاملة على كشف مصير جميع المفقودين داخله.

وطلبت “الرابطة” عدم السير على الطرقات الترابية قرب السجن، أو الاقتراب من الأسوار الداخلية والخارجية، وعدم الجلوس أو المشي داخل المناطق العشبية، لأنها تحوي ألغامًا ضد الأفراد والدروع.

إعدامات جماعية

وثقت “منظمة العفو الدولية” في تقرير تحت عنوان “المسلخ البشري” نشرته، في شباط من عام 2017، إعدامات جماعية بطرق مختلفة نفذها النظام السوري بحق 13 ألف معتقل في سجن صيدنايا، أغلبيتهم من المدنيين المعارضين، بين عامي 2011 و2015.

وأوضحت المنظمة أن الإعدامات جرت أسبوعيًا أو ربما مرتين في الأسبوع، بشكل سري، واقتيدت خلالها مجموعات تضم أحيانًا 50 شخصًا، إلى خارج زنزاناتهم، وشنقوا حتى الموت.

منذ عام 2011 قُتل في سوريا أكثر من231  ألف شخص بحسب “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، يعد النظام السوري مسؤولًا عن مقتل أكثر 86% منهم.

وكان 157 ألف شخص في عداد المختفين قسرًا، بينما قتل أكثر من 15 ألفًا تحت التعذيب، بحسب توثيق “الشبكة”.

مقالات متعلقة

  1. "الدفاع المدني" ينهي البحث في سجن صيدنايا
  2. مطالب بالضغط على الأسد لكشف السجون السرية
  3. الدفاع المدني ينهي البحث عن معتقلين في نجها
  4. ما مصير آلاف المختفين قسريًا في سوريا

معتقلون وسجون

المزيد من معتقلون وسجون