دير الزور.. طموح “إدارة العمليات” يصطدم بالتحالف

عناصر من "قسد" بريف دير الزور - (قوات سوريا الديمقراطية)

camera iconعناصر من "قسد" بريف دير الزور (قوات سوريا الديمقراطية)

tag icon ع ع ع

شهدت محافظة دير الزور خاصة المناطق الخاضعة سابقًا لسيطرة نظام بشار الأسد توترًا واشتباكات بين عدة قوى عسكرية، خلال الأيام العشرة الماضية.

وفي حين تحاول “إدارة العمليات العسكرية” التابعة لفصائل المعارضة السورية السيطرة على حساب “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في دير الزور، يمنع طيران التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا مقاتلي المعارضة من التقدم.

“إدارة العمليات” هي التي قادت دفة معركة “ردع العدوان” من 27 من تشرين الثاني الماضي حتى إسقاط نظام بشار الأسد في 8 من كانون الأول، وسيطرت على حلب وحمص وحماة وأخيرًا دمشق، وذلك خلال 11 يومًا.

ماذا حدث في دير الزور؟

البداية كانت في 3 من كانون الأول، عندما هاجم “مجلس دير الزور العسكري” التابع لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) قوات النظام والميليشيات الإيرانية المتمركزة في القرى السبع شرق نهر الفرات، وهي المنطقة الوحيدة الخاضعة لسيطرة النظام شرق الفرات حينها.

لكن الهجوم فشل لعدة أسباب بحسب ما تحدث به قيادي في “مجلس دير الزور” لعنب بلدي، وهي مقاومة قوات النظام والميليشيات الرديفة في المنطقة، والقصف “العنيف” من قبل قوات النظام، وسحب “قسد” قواتها وعدم السماح لها بالمشاركة في العمل، وعدم السماح لمقاتلين عشائريين من أبناء المنطقة بالمشاركة في الهجوم.

يضاف إلى ذلك قلة السلاح المستخدم في المعركة الذي لم يغطِّ الجبهات كاملة، فقد شاركت فقط 15 مدرعة في العملية.

السيطرة في دير الزور قبل انسحاب قوات النظام كانت موزعة بين قوتين عسكريتين، إلى جانب وجود قوات أجنبية في كلتا منطقتي السيطرة.

منطقة شرق الفرات تسيطر عليها “قسد” المدعومة من التحالف الدولي وتوجد فيها قواعد للتحالف، لكن توجد فيها سبع قرى لا تسيطر عليها “قسد”، هي: الصالحية وطابية وحطلة وخشام ومرّاط ومظلوم وحسينية.

أما منطقة غرب الفرات في دير الزور فكانت تسيطر عليها قوات النظام، وتشهد انتشارًا لميليشيات إيران متعددة الجنسيات، وميليشيات محلية تابعة لإيران.

وكانت القرى نقطة انطلاق مجموعات مدعومة من النظام للقيام بهجمات ضد “قسد”، وسبق أن أمّن النظام غطاء مدفعيًا خلال بعض الهجمات على المنطقة، وفق ما أعلنت “قسد” سابقًا.

انسحاب النظام

في 6 من كانون الأول، سحب النظام قواته من دير الزور باتجاه مدينة حمص وسط سوريا، تزامنًا مع هجوم “إدارة العمليات العسكرية” على المدينة، بعد سيطرتها على حلب وحماة، وانتهى الهجوم بالسيطرة على دمشق وسقوط نظام بشار الأسد.

وجهة أخرى ذهب إليها جنود النظام المنسحبون كانت بدخولهم الأراضي العراقية عبر معبر البوكمال – القائم.

وذكرت وكالة الأنباء العراقية (واع) أن أكثر من ألف جندي طلبوا الدخول إلى العراق، وجرى استقبال الجنود وقدمت لهم الرعاية اللازمة وجرى تلبية احتياجاتهم.

الانسحاب قابله تقدم “قسد” باتجاه مدينة دير الزور والسيطرة عليها ثم السيطرة على مدينة البوكمال على الحدود السورية مع العراق.

وبررت “قسد” الانتشار بالتطورات الأخيرة “التي تشكل خطرًا على أمن شعبنا ومنطقتنا في دير الزور”، إثر تقدم فصائل المعارضة ونشاط تنظيم “الدولة الإسلامية”.

وفي محاولة منه لكسب السكان الرافضين لقواته، أصدر قائد “قسد”، مظلوم عبدي، في اليوم التالي عفوًا عامًا دون استثناء عن المطلوبين في مناطق دير الزور.

وربط عبدي قرار العفو بتقدم “قسد” في دير الزور لتأمين المنطقة وسط تغيرات ميدانية حاصلة، حسب قوله.

ودعا الجميع للتعاون من أجل “حفظ الأمن والسلام”، لافتًا إلى التعويل على دور الأهالي والعشائر لمنع الفوضى وحماية المنطقة.

“قسد” تدخل مدينة دير الزور وتتجه إلى البوكمال

رفض شعبي

خرج سكان دير الزور بمظاهرات رافضة لدخول “قسد”، وطالبت “إدارة العمليات العسكرية” بدخول المدينة، كما طالب المتظاهرون “إدارة العمليات” بإخراج “قسد” بالقوة من المدينة.

المظاهرات قابلتها “قسد” بإطلاق النار على المتظاهرين، وفق مراسل عنب بلدي، ما أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين.

وبحسب ما ذكرته شبكة “دير الزور 24“، الاثنين، قتل الشابان إبراهيم خليل الشيخ وعبود أورفلي بعد استهدافهما بالرصاص خلال مظاهرة في مدينة دير الزور.

وذكرت شبكة “نهر ميديا” أن عدد القتلى خلال مظاهرات دير الزور برصاص “قسد” ارتفع مساء لأربعة أشخاص.

لم تعلق “قسد” على مقتل المتظاهرين حتى لحظة إعداد التقرير.

بعدها جرت اشتباكات بين “قسد” ومقاتلين من أبناء المدينة، ونشرت شبكات محلية مقاطع مصورة قالت إنها لوصول مقاتلي “إدارة العمليات العسكرية” إلى دير الزور.

القيادي في “إدارة العمليات” المقدم حسن عبد الغني، قال، الأحد، إن قواتهم تتقدم في ريف دير الزور الغربي.

لكن بنفس الوقت جرت انتقادات لعدم إرسال “إدارة العمليات العسكرية” قوات كافية لردع “قسد”، ولم تعلق “إدارة العمليات” على ذلك.

التحالف يتدخل

بحسب ما نقله مراسل عنب بلدي عن مقاتلين في “إدارة العمليات”، حاولوا التقدم باتجاه مدينة دير الزور، لكن طيران التحالف حلّق فوق المنطقة وفتح جدار الصوت مع كل محاولة اقتحام، وهو إنذار لمقاتلي المعارضة بعدم التقدم إلى المدينة.

التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية يقدم دعمًا على مختلف المستويات لـ”قسد”، ويعتبرها حليفًا له في سوريا، وشاركت “قسد” إلى جانب التحالف في عمليات القضاء على تنظيم “الدولة الإسلامية”.

وجرى الحديث عن وصول “قسد” و”إدارة العمليات” إلى اتفاق يقضي بانسحاب “قسد” إلى شرق الفرات وسحب سلاحها الثقيل، وبقاء منطقة غرب الفرات تحت سيطرة “إدارة العمليات”.

لكن المعطيات على الأرض لا تدل على ذلك، فـ”قسد” ما زالت في المنطقة، والتحالف لا يسمح لمقاتلي “إدارة العمليات” التقدم باتجاه المدينة.

خريطة السيطرة في محافظة دير الزور بين قوات سوريا الديمقراطية (بالأصفر) وإدارة العمليات العسكرية (بالأخضر)- 10 كانون الأول 2024 (Liveumap)

خريطة السيطرة في محافظة دير الزور بين قوات سوريا الديمقراطية (بالأصفر) وإدارة العمليات العسكرية (بالأخضر)- 10 كانون الأول 2024 (Liveumap)

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة