شهدت العاصمة السورية، دمشق، حالة من الفوضى عقب سقوط النظام السوري، وسط محاولات لضبط الأوضاع وإعادة الأمن.
ورافقت هذه الفوضى عمليات نهب واسعة طالت الممتلكات العامة والخاصة، إلى جانب اندلاع حرائق في مبانٍ إدارية عدة، بما فيها مقار أمنية تعرضت لقصف إسرائيلي.
وذكرت “إدارة العمليات العسكرية” اليوم، الاثنين 9 من كانون الأول، أن قواتها شارفت على الانتهاء من ضبط العاصمة وحفظ الممتلكات العامة، وسوف تبدأ الحكومة الجديدة بأعمالها فور تشكيلها.
وشوهد، الأحد، وجود أطفال في الشوارع يحملون مسدسات وقنابل، في مشهد يعكس حالة من “الانفلات التام في الأوضاع الأمنية”.
عودة تدريجية للأسواق
أفاد سكان محليون لعنب بلدي بدء الأسواق في العاصمة بالعودة التدريجية إلى العمل، مع استقرار نسبي في أسعار بعض السلع الأساسية.
كما لا يزال هناك أصوات إطلاق نار في عدة أحياء في دمشق.
وقال أحمد، أحد سكان حي ركن الدين بدمشق، إن المدينة تخلو من “المواصلات والنقل”، و أبدى استياءه من تفاوت الأسعار بين المتاجر، حيث “يسعّر التجار المنتجات بشكل عشوائي”.
ووفقًا رصد اجرته أجرتها عنب بلدي للأسعار في العاصمة السورية، يبلغ سعر ربطة الخبز العادية 400 ليرة عبر “البطاقة الذكية”.
وبدورها، أعلنت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك لـ”الوطن“، وجود مخزون كافٍ من القمح يغطي احتياجات أكثر من عام، بينما يكفي مخزون الطحين لثلاثة أشهر.
ونشرت جريدة “الوطن” صورة تظهر حركة السوق في منطقة باب سريجة وسط دمشق، كما عادت المحال والمطاعم للعمل تدريجيًا في مناطق عدة بدمشق، وهو ما أكده أهالي في دمشق لعنب بلدي.
عضو المكتب التنفيذي في محافظة دمشق، قيس رمضان، قال إن بعض مديري المديريات الخدمية عادوا إلى عملهم في المحافظة لمتابعة مختلف المواضيع التي تهم المواطنين.
وذكر رمضان أن هناك أولوية خاصة لتأمين مادة المازوت لوسائل النقل العام بما فيه النقل الداخلي لعودة عملها وتأمين نقل الموظفين وعودتهم إلى العمل صباح الغد.
وأشار إلى أن هناك تنسيقًا مباشرًا مع المعنيين بالكهرباء في دمشق لإعادة التيار الكهربائي إلى بعض المناطق التي تشهد انقطاعاً كبيرًا بالكهرباء.
كما شهدت العاصمة خلال الأيام الماضية انتشارًا لعمليات سرقة ونهب استهدفت ممتلكات عامة مثل مصرف سوريا المركزي، إلى جانب المؤسسات الأمنية التي باتت مراكزها خالية إثر انهيار المنظومة الأمنية.
ورغم محاولات الجهات الرسمية استعادة السيطرة، من خلال إطلاق حملات لاستعادة الأسلحة المفقودة وضبط الأمن، لا تزال تداعيات الفوضى تفرض تحديات كبيرة على العاصمة، في ظل استمرار أزمات الوقود والنقل والكهرباء.
ما قبل سقوط النظام
جاءت هذه الأحداث على خلفية انهيار النظام السوري في مواجهة عمليات عسكرية واسعة النطاق من الفصائل المعارضة.
وقبل سقوط النظام السوري، شهدت العاصمة السورية، دمشق، ارتفاعًا حادًا في أسعار معظم السلع الأساسية، وتتجاوز نسب الزيادة 100% في بعض السلع، وسط زيادة الطلب على المواد الغذائية واكتظاظ الأسواق.
ومع دخول فصائل المعارضة إلى دمشق، دعا القائد العام لإدارة العمليات العسكرية، أحمد الشرع، فصائل المعارضة، إلى حماية الممتلكات العامة وحفظها، كونها ملك للشعب السوري، في سبيل إكمال رسم لوحة النصر لأعظم ثورة عرفها التاريخ الحديث، وفق ما وصفها.
وبعد هروب الأسد، قال رئيس الحكومة السورية، محمد غازي الجلالي، في تسجيل مصور من منزله، إنه سيكون في مقر عمله في رئاسة الوزراء مستعدًا لتسليم مقر الحكومة.
من جهتها، قالت “إدارة العمليات العسكرية”، في بيان وجهته إلى جميع القوات العسكرية في مدينة دمشق، إنه يمنع منعًا باتًا الاقتراب من المؤسسات العامة، والتي ستظل تحت إشراف رئيس الوزراء السابق حتى يتم تسليمها رسميًا، كما يمنع إطلاق الرصاص في الهواء.