بحث مستمر عن أقبية سرية في سجن صيدنايا

  • 2024/12/09
  • 2:03 م
تبحث فرق "الدفاع المدني السوري" عن أقبية سرية في سجن "صيدنايا" بريف دمشق - 9 كانون الأول 2024 (الدفاع المدني السوري)

تبحث فرق "الدفاع المدني السوري" عن أقبية سرية في سجن "صيدنايا" بريف دمشق - 9 كانون الأول 2024 (الدفاع المدني السوري)

تتواصل عمليات البحث عن معتقلين في سجن صيدنايا ذائع الصيت، والانتظار من ذويهم على أبواب وبمحيط السجن في ريف دمشق، منذ يومين، على أمل العثور عليهم، سواء في السجلات، أو في أقبية ربما تكون سرّية أو مخفية.

وكثرت المناشدات من الأهالي والناشطين إلى كل من لديه معرفة بخفايا وتفاصيل السجن، ووصلت فرق “الدفاع المدني السوري” التي لم تعثر على أي أبواب سرية يتم الحديث عنها، ولا تزال تعمل بأدوات الخرق والبحث والمجسات الصوتية حتى اليوم، الاثنين  9 من كانون الأول.

“رابطة معتقلي ومفقودي صيدنايا” نفت وجود عالقين في أقبية سرية، وقالت إن السجن خالٍ من المعتقلين بجميع أبنيته (الأبيض والأحمر)، مع مناشدات وتوضيحات للأهالي والمنظمات الإنسانية والحقوقية.

الوصول إلى السجون ومنها صيدنايا جاء خلال عملية “ردع العدوان” التي أطلقتها فصائل المعارضة، في 27 تشرين الثاني الماضي، ضد قوات النظام السوري وحلفائه، وانتهت بإسقاط النظام.

ووصلت الفصائل إلى العاصمة دمشق، بعد السيطرة عدة مدن وبلدات، وعلى إثرها فر بشار الأسد إلى موسكو، واستطاعت الفصائل تحرير آلاف المعتقلين، لكن دون وجود لوائح أو أسماء أو توضيحات كافية، ما ترك ذويهم في حالة من التيه والضياع.

ذوو معتقلين ينتظرون بمحيط سجن “صيدنايا” ذائع الصيت بريف دمشق – 9 كانون الأول 2024 (الدفاع المدني السوري)

بحث مستمر ولا دلائل لوجود أقبية سرية

الدفاع المدني السوري” (الخوذ البيضاء)، قال اليوم، إن فرقه التي وصلت إلى سجن صيدنايا لم تعثر على أي أبواب سرية يتم الحديث عنها، ولا تزال تعمل بأدوات الخرق والبحث والمجسات الصوتية، وبوجود فرق “k9” التي تضم كلابًا مدربة.

ويرافق في البحث أشخاص يعرفون كل تفاصيل السجن، إضافة لاعتماد الفرق على إرشادات من أناس تم التواصل معهم من قبل الأهالي على أنهم يعرفون مداخل السجن والأقبية السرية.

وذكر “الدفاع المدني” أن فرقه تعمل بكل طاقاتها، لكن حتى الآن لا دلائل تؤكد وجود معتقلين ضمن أقبية أو سراديب السجن، وستستمر في البحث حتى التأكد من جميع أقسامه وبدقة.

سجن “صيدنايا” ذائع الصيت بريف دمشق – 9 كانون الأول 2024 (الدفاع المدني السوري)

“رابطة معتقلي صيدنايا” تنفي وتوضح

في أكثر من تقرير، أكدت “رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا”، وفريقها الموجود داخل السجن خلوّه من المعتقلين بجميع أبنيته (الأبيض والأحمر).

وقالت “الرابطة” اليوم، إنه لا صحة لوجود معتقلين عالقين تحت الأرض، والمعلومات الواردة في بعض التقارير الصحفية غير دقيقة.

وأضافت أن تحرير آخر معتقل من سجن صيدنايا، كان يوم 8 كانون الأول الساعة 11 صباحًا.

وتناشد “الرابطة” أهالي المعتقلين والمختفين قسرًا بعدم التوجه إلى السجن، والتجمع داخله وخارجه، فهذا يصعب من مهمة الفرق العاملة على كشف مصير جميع المفقودين داخله.

وطلبت “الرابطة” عدم السير على الطرقات الترابية قرب السجن، أو الاقتراب من الأسوار الداخلية والخارجية، وعدم الجلوس أو المشي داخل المناطق العشبية، لأنها تحوي ألغامًا ضد الأفراد والدروع.

وتناشد الرابطة جميع المنظمات لتقديم الدعم الكامل للمعتقلين المحررين، وتوفير الرعاية الطبية والنفسية والاجتماعية اللازمة، ومساعدتهم على تجاوز آثار هذه المحنة والاندماج مجددًا في المجتمع.

واعتبرت “الرابطة” أن تحرير سجن صيدنايا ليس مجرد انتصار عسكري، إنما انتصار للإنسانية جمعاء، ورمز لانتصار إرادة الحياة على الموت والحرية على الاستبداد، ونهاية حقبة الظلم.

سجن “صيدنايا” ذائع الصيت بريف دمشق – 9 كانون الأول 2024 (الدفاع المدني السوري)

“مسلخ بشر” و”ثقب أسود”

يُعرف السجن بـ”المسلخ البشري” و”مصنع الموت” و”القبر” و”الثقب الأسود”، وغيرها من الأسماء التي يحاول الناجون من خلالها نقل حجم المأساة التي عاشوها داخل السجن.

وفي 15 من أيلول 2022، كشفت وكالة “فرانس برس” بالتعاون مع “رابطة معتقلي ومفقودي صيدنايا” عن تفاصيل تعامل إدارة سجن صيدنايا مع جثث الضحايا بواسطة غرف مفروشة بالملح.

صورة بالقمر الصناعي لسجن صيدنايا في ريف دمشق ( Google Maps)

غرف الملح” هي قاعات لحفظ الجثث، بدأ استخدامها منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، جرّاء ارتفاع عدد الضحايا داخل السجن.

وتحفظ الجثث من خلال وضع حوالي 20 إلى 30 سنتمترًا على أرضية الغرفة، لمنع تحللها والتقليل من الروائح التي يمكن أن تصدر منها خلال فترة بقائها داخل السجن.

ووثقت “منظمة العفو الدولية” في تقرير تحت عنوان “المسلخ البشري” نشرته، في شباط من عام 2017، إعدامات جماعية بطرق مختلفة نفذها النظام السوري بحق 13 ألف معتقل في سجن صيدنايا، أغلبيتهم من المدنيين المعارضين، بين عامي 2011 و2015.

وأوضحت المنظمة أن الإعدامات جرت أسبوعيًا أو ربما مرتين في الأسبوع، بشكل سري، واقتيدت خلالها مجموعات تضم أحيانًا 50 شخصًا، إلى خارج زنزاناتهم، وشنقوا حتى الموت.

مقالات متعلقة

  1. الدفاع المدني يستمر بالبحث عن معتقلين في "صيدنايا"
  2. رابطة حقوقية: إخلاء جميع معتقلي صيدنايا
  3. "الدفاع المدني" ينهي البحث في سجن صيدنايا
  4. كارثة صيدنايا.. ماذا حصل في مسلخ الأسد

معتقلون وسجون

المزيد من معتقلون وسجون