شهدت العاصمة السورية دمشق حالة من الفوضى و”الانفلات الأمني” عقب سقوط النظام السوري.
وتعيش مدينة دمشق اليوم، الأحد 8 من كانون الأول، عمليات سرقة ونهب وإطلاق نار عشوائي في عدد من أحيائها، وسط “غياب واضح” لسلطة القانون، وفق ما أفاد به أهالٍ في دمشق لعنب بلدي.
وقال مقاتلون تابعون لـ”إدارة العمليات العسكرية” إنهم يحاولون ضبط الفوضى بحواجز في بعض المناطق الحيوية، لكن جهودهم بحاجة إلى “دعم من تعزيزات عسكرية” أكبر.
ورصدت عنب بلدي انتشار حالات نهب طالت الممتلكات العامة والخاصة، بما في ذلك سرقة سيارات ونهب محال تجارية في أحياء عدة.
وقال مقاتلون محليون في ريف دمشق لعنب بلدي، إن مسلحين مجهولين أفرغوا مخازن الأسلحة الخفيفة والمتوسطة في مطار “المزة العسكري” ومواقع أخرى تابعة لـ”الفرقة الرابعة”.
وأفاد سكان محليون بوجود أطفال في الشوارع يحملون مسدسات وقنابل، في مشهد يعكس حالة من “الانفلات التام في الأوضاع الأمنية”.
وقال المحامي ميشيل شماس، عضو “هيئة الدفاع عن معتقلي الرأي والضمير في سوريا”، عبر صفحته على موقع “فيس بوك”، إن القوات التي دخلت دمشق تتحمل مسؤولية ما وصفه بـ”التعفيش”، بما في ذلك العبث بالمقار الرسمية وتدمير الأدلة والوثائق.
من جانب آخر، أعلن حاكم مصرف سوريا المركزي أن المصرف تعرض لعملية سطو مُخططة مسبقًا، مضيفًا أن “إدارة العمليات العسكرية” تمكنت من استعادة جزء من الأموال المسروقة، وفق موقع “صوت العاصمة” المحلي.
ودعت وزارة الأشغال والإسكان موظفيها للعودة إلى عملهم في كافة المديريات والشركات والمؤسسات والمحافظة على المنشآت والآليات.
كما طالب رئيس جامعة “دمشق”، محمد أسامة الجبان، جميع العمداء والأساتذة والموظفين والطلبة بالنزول إلى مقار الجامعة غدًا الاثنين كـ”عمل تطوعي لتنظيف الجامعة وحمايتها من العابثين واللصوص”.
وأعلنت “إدارة العمليات العسكرية” فرض حظر تجول في دمشق اليوم، الأحد، يبدأ من الساعة الرابعة عصرًا ويستمر حتى الساعة الخامسة فجرًا.
و أصدرت توجيهات صارمة تمنع الاقتراب من المؤسسات العامة أو إطلاق النار في الهواء، لضمان سلامة الممتلكات والمواطنين.
ومع دخول فصائل المعارضة إلى دمشق، دعا القائد العام لـ”إدارة العمليات العسكرية”، أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني)، فصائل المعارضة إلى حماية الممتلكات العامة وحفظها، كونها ملكًا للشعب السوري، “في سبيل إكمال رسم لوحة النصر لأعظم ثورة عرفها التاريخ الحديث”، وفق ما وصفه.
وقالت “إدارة العمليات العسكرية” المسؤولة عن المعارك ضد النظام السوري السابق، “بعد 50 عامًا من القهر تحت حكم البعث، و13 عامًا من الإجرام والطغيان والتهجير، وبعد كفاح ونضال طويل ومواجهة كافة أشكال قوى الاحتلال، نعلن اليوم في 8 من كانون الأول 2024 نهاية هذه الحقبة المظلمة وبداية عهد جديد لسوريا”.
وشهدت العاصمة دمشق مظاهر احتفال واسعة، حيث نزل المواطنون إلى الساحات، آملين بتحسن الأوضاع المعيشية، بما في ذلك خدمات المياه والكهرباء والمحروقات.